alsharq

ألكسندرا بورشاردت

عدد المقالات 3

أين الخلل في الأخبار؟ (2-2)

20 سبتمبر 2019 , 04:30ص

عموم الناس لديهم شهية للتلصص، لكنهم يفضّلون عدم الاعتراف بذلك، حتى لأنفسهم في بعض الأحيان؛ لذلك حتى عندما ينقرون على مقالات حول الجرائم المروعة، أو حالات طلاق المشاهير، فقد يقولون إنهم يريدون المزيد من «الأخبار ذات الجودة». عندما تُشبع غرف الأخبار أسوأ رغبات القراء، تكون النتائج بعيدة المدى، إذ تُعد وسائل الإعلام أساسية لدعم المساءلة من قبل أي شخص يتمتع بالسلطة أو النفوذ، ولتعبئة المشاركة المدنية، وتعتمد الديمقراطيات -على وجه الخصوص- على الاطلاع الجيد للناخبين على القضايا الملحة، إذاً، تتحمل المؤسسات الإخبارية مسؤولية الإبلاغ عن مواضيع خطيرة، بما في ذلك الفساد السياسي، وتغيّر المناخ، حتى لو كانت غير سارة. وهذا لا يعني أنه ينبغي تجاهل شكاوى القراء من انحياز وسائل الإعلام للسلبية، بل على العكس من ذلك، إذا أردنا تحفيز الناس على مواجهة التحديات التي تشكل حياتهم، فلا ينبغي أن يشعروا بالعجز. وهنا يأتي دور ما يُسمى بصحافة الحلول، إذ عن طريق موازنة المعلومات حول ما يحتاج إلى التغيير مع قصص حقيقية عن التغيير الإيجابي، يمكن للمؤسسات الإخبارية الوفاء بمسؤولياتها في الإعلام، وتشجيع التقدم، وهذا يعني في بعض الأحيان، الاعتراف بأنه على المدى الطويل، تحسنت مستويات المعيشة على مستوى العالم. وستتطلب إعادة الاتصال بالجماهير من المؤسسات الإعلامية توسيع وجهات نظرها أيضاً، إذ في معظم أنحاء الغرب، الذي يقرر ما يجب تغطيته وكيف، هم الصحافيون الذكور من الطبقة الوسطى، وذوي البشرة البيضاء، وهذا يحدّ من قدرة وسائل الإعلام على تمثيل المجتمعات المختلفة بشكل عادل وبدقة. وفي الواقع، وافق 29 % فقط من المجيبين في تقرير الأخبار الرقمية، على أن المواضيع التي تختارها وسائل الإعلام ذات صلة بهم، وتشير دراسة مشتركة أجراها معهد رويترز وجامعة جوهانس جوتنبرج في ماينز بألمانيا، إلى أن الحل لزيادة هذه النسبة، هو زيادة التنوع في غرف الأخبار. وفي الوقت نفسه، يتعين على وسائل الإعلام الإخبارية، القيام بعمل أفضل في صياغة الأخبار، وشرحها بطريقة أخرى، وفي حين أن 62 % من المجيبين في تقرير الأخبار الرقمية، يشعرون أن وسائل الإعلام تبقيهم على اطلاع على الأحداث، يعتقد نصفهم فقط أن منافذ الأخبار تفعل ما يكفي لمساعدتهم على فهم ما يحدث، وفي الوقت الذي يعتقد فيه ما يقرب من ثلث الناس، أن هناك ببساطة كثيراً من الأخبار التي تُنشر، يبدو الحل واضحاً: نشر كمية أقل من الأخبار ذات جودة أفضل. وهذا يعني الاستماع إلى القراء، وليس فقط دراسة تحليلات البيانات، وبمعنى آخر، موازنة الأخبار الجيدة مع الأخبار السيئة، وتقديم معلومات توضيحية عند الضرورة، ويعني أيضاً تمثيل وجهات نظر متنوعة، وستظل المؤسسات الإعلامية التي لا تجري هذه التغييرات تفقد الثقة والصلة، وليست هذه استراتيجية سليمة لإقناع المستهلكين بأن عمل هذه المؤسسات يستحق الدفع مقابله.

التكنولوجيا وجاذبيتها الخطيرة في عالم الصحافة (2-2)

لا شك أن التغيير أمر لا مفر منه؛ فالعصر الرقمي يتطلب التكيف المستمر. لكن إجراء التعديلات اللازمة دون تدمير الروح المعنوية يتطلب تنفيذ نهج موجه نحو الناس. وهذه ليست عملية مباشرة وواضحة. فللحصول على حلول...

التكنولوجيا وجاذبيتها الخطيرة في عالم الصحافة (1-2)

كان المفترض أن تحلّ التكنولوجيا بعضاً من أكبر مشكلات العالم، فقد تصور المراقبون ذات يوم أن توصيل الجميع بشبكة الإنترنت لا بد أن يتبعه انتشار الديمقراطية في كل مكان، وبجمع القدر الكافي من البيانات يصبح...