أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي
اقتصاد
31 ديسمبر 2014 , 03:47م
تبيليسي - أ ف ب
تتحول العاصفة النقدية في روسيا إلى أزمة اقتصادية عميقة في روسيا وكل دول الاتحاد السوفياتي السابق من دفاتر الطلبيات الفارغة في أرمينيا إلى حالة ذعر في مكاتب صرف العملة في بيلاروس وتراجع تحويلات المغتربين إلى طاجيكستان.
وقال المتعهد الأرميني مانفيل غاسباريان الذي يصدر مصنع الأحذية الذي يملكه تسعين بالمئة من إنتاجه إلى روسيا أن انهيار الروبل الذي خسر أربعين بالمئة من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام وتراجع أسعار النفط كان لها تأثير كبير عليه.
وأضاف رجل الإعمال أن "أسعار منتجاتنا التجارية ترتفع بينما ينخفض دخل السكان (...) والطلب يتراجع بشكل مذهل".
وفي مواجهة انخفاض قيمة العملة وهي الدرام بنسبة 11 بالمئة وتراجع بنسبة عشرين بالمئة (بالدولار) لتحويلات المغتربين المقيمين في روسيا، اضطر هذا البلد الواقع في القوقاز لإعادة النظر في طموحاته المتعلقة بالنمو لهذه السنة والذي تراجع إلى 3,3 بالمئة بدلا من 4,1 بالمئة في تقديرات سابقة.
وقال الخبير الاقتصادي اشوت اراميان إن هذا الأمر ليس غريبا لان "الشركات الروسية هي التي تسيطر على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والنقل بالسكك الحديد والاتصالات".
واوضح الخبير الاقتصادي ايغور نيكولاييف من المكتب الاستشاري اف بي كا في موسكو ان المنطق هو نفسه من بيلاروس إلى آسيا الوسطى مرورا بالقوقاز. واوضح ان "المبادلات التجارية مع روسيا وتحويلات الاموال من قبل المغتربين تتراجع مع انخفاض سعر الروبل".
وخيبة الأمل كبيرة لارمينيا التي تخلت في 2013 في اللحظة الأخيرة عن تقارب مع الاتحاد الاوروبي لتلتفت إلى موسكو واتحادها الجمركي مع بيلاروس وكازاخستان. والقرار المماثل في أوكرانيا أدى إلى الأزمة السياسية قبل أن يغرق شرقها في حرب.
والشركاء الأكثر وفاء لموسكو هم الأكثر تضررا بينما يفترض ان تتحول منطقة التبادل الحر بين هذه البلدان في الأول من يناير إلى أوسع اتحاد اورو-آسيوي.
وفي أوج تراجع الروبل منتصف ديسمبر، هرع سكان بيلاروس الذي عاشوا أزمة مالية حادة في 2011، إلى مكاتب صرف العملات.
وفرض المصرف المركزي إجراءات عاجلة مثل رسم على صرف العملة بينما أقال الرئيس الكسندر لوكاشنكو الذي يعتبر الأكثر تفردا بالسلطة في أوروبا، رئيس الوزراء.
أما في كازاخستان الغنية بالمحروقات فتمثل اثر تراجع الروبل بإغراق السوق الداخلية بمنتجات روسية أصبحت أكثر أهمية على حساب منتجات محلية.
وكان هذا البلد قرر منذ فبراير خفض قيمة عملته بنسبة 16 بالمئة بسبب ضعف العملة الروسية.
وقال وزير المالية بخيت سلطانوف مؤخرا انه قلق من مخاطر "تراجع الصادرات وبالتالي تباطؤ الاقتصاد".
وفي تعبير عن ابتعادهما عن موسكو التي باتت تعاني من عزلة من قبل الغربيين، زار الرئيس لوكاشنكو ورئيس كازاخستان نور سلطان نزرباييف كييف الأسبوع الماضي حيث دعوا إلى احترام استقلال أوكرانيا.
وذهب نزرباييف إلى حد القول إن الاتحاد الاورو-آسيوي العزيز على قلب بوتين يتعرض "لمخاطر كبيرة جدا".
وفي آسيا الوسطى تعتمد الجمهوريات السوفياتية السابقة على الأموال التي يرسلها المغتربون من روسيا والتي تمثل نصف إجمالي الناتج الداخلي لطاجيكستان الفقيرة جدا. ويحصل المغتربون الذين يعملون في روسيا في وظائف بسيطة وبدون ترخيص، على أجورهم في الروبل. وهم يواجهون اليوم ارتفاع الأسعار في مقر إقامتهم (أكثر من عشرة بالمئة).
وقال ممثل الطاجيك في موسكو كرامات شاريبوف لموقع اوبن-روسيا.اورغ "سنجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى بلدنا".
وصرح المحلل المستقل الكسي كاراسين أن قرغيزستان شهدت تراجع التحويلات بالدولار بنسبة سبعين بالمئة.
وخسرت العملة المحلية السوم 17 بالمئة من قيمتها. وحذر حاكم البنك المركزي في قرغيزستان توكتوتول عبديغولوف من أن مؤسسته "لن تتمكن من إنقاذ السوم لفترة طويلة" نظرا للاحتياطات القليلة المتوفرة.
وفي بقية المنطقة، تبدي اذربيجان وتركمانستان مقاومة في الوقت الحالي بفضل احتياطاتها الكبيرة من المحروقات. لكن في مولدافيا وجورجيا بدأ السكان يشعرون بآثار الصعوبات الروسية مع انهما ابتعدتا عن موسكو لمصلحة الاتحاد الأوروبي.
وحتى في أوكرانيا وعلى الرغم من الهوة مع الجارة الروسية، اعترفت رئيسة البنك المركزي فاليريا غونتاريفا الثلاثاء بان الصعوبات التي تواجهها موسكو عززت الركود الذي يعيشه الاقتصاد الأوكراني.
وقالت "كمواطنة يسرني ما يحدث بالروبل لكن كرئيسة للبنك الوطني هذا امر لا يسر لان روسيا تبقى احد شركائنا التجاريين الرئيسيين".