

احتفلت وزارة البلدية، أمس، بانضمام ثلاث مدن قطرية «الدوحة والريان والظعاين» لشبكة «اليونسكو» العالمية لمدن التعلم، بعد انضمام «الوكرة والشمال والشيحانية» سابقا، ليرتفع عدد المدن القطرية الحاصلة على هذه العضوية إلى ست.
وكانت البلديات الثلاث قد اعتمدت من «اليونسكو» في شهر سبتمبر الماضي، ضمن شبكة المدن التعليمية التي تعزز سياسات وممارسات التنمية المستدامة، من خلال برامج التعليم مدى الحياة، وترسيخ قيم المساواة والتماسك والسلام داخل مجتمعها.
وخلال الاحتفالية، كرم سعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، مديري بلديات المدن الثلاث، حيث تسلم شهادات التكريم كل من السيد منصور عجران البوعينين مدير بلدية الدوحة، والسيد جابر حسن الجابر مدير بلدية الريان، والسيد راشد مشلش الخيارين مدير بلدية الظعاين.
وقال سعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية: «يكمن أحد أبرز سبل التعامل مع التحديات التي تواجه العالم اليوم في تأهيل أفراد المجتمع ليكونوا قادرين على المساهمة في ابتكار الحلول التي تعود بالنفع على مجتمعاتهم، وهذه واحدة من الأوجه العديدة التي تجسد فيها دولة قطر جهود التنمية المستدامة المبذولة على المستوى الوطني وعبر قطاعات عدة، والتي تحظى بإشادة الجهات الدولية المعنية».
وأشار سعادته إلى أن ذلك جاء ثمرة تعاون بين وزارة البلدية وعدد من وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة، الرامية إلى رفع مستوى جودة حياة السكان تحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الرابع الخاص بالتعليم الجيد.
سلسلة إنجازات وتعاون مثمر
وأعرب السيد منصور عبدالله بن زيد آل محمود الوكيل المساعد لشؤون البلديات بوزارة البلدية، عن سعادته بانضمام ثلاث مدن قطرية «الدوحة والريان والظعاين» إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم من معهد «اليونسكو» للتعلم مدى الحياة، والذي يضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققتها البلديات خلال الفترة الماضية، بفضل التعاون المثمر والجهود المشتركة بين وزارة البلدية وعدد من وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة، ورفع مستوى جودة الحياة لسكان جميع المدن، ضمن رؤية قطر الوطنية 2030. وأوضح أنه بعد انضمام البلديات الثلاث الجديدة، يتم العمل حاليا على ملفي البلديتين الباقيتين «أم صلال والخور والذخيرة»، بحيث تكتمل قريبا عضوية جميع المدن القطرية بشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، مشيرا في هذا السياق إلى حصول مدينة الوكرة في شهر نوفمبر من عام 2021 على جائزة المدينة التعليمية من معهد «اليونسكو» للتعلم مدى الحياة، لتنقل تجربتها في هذا المجال إلى 220 مدينة حول العالم.
اعتبر الوكيل المساعد لشؤون البلديات انضمام ست مدن قطرية إلى شبكة مدن التعلم لاستيفائها شروط الانضمام تأكيدا على الدور الرائد لدولة قطر في مجال التعليم، وسياساتها التنموية في توفير فرص تعليمية متساوية للجميع، واهتمامها بفئات المجتمع كافة، خاصة النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والعمال، وتأكيدا على التزام الدولة بتحقيق الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة، وتركيزها في سياق التعلم مدى الحياة على الهدف الرابع الخاص بالتعليم الجيد، والهدف الحادي عشر الخاص ببناء مجتمعات مستدامة.
وأوضح أن التعلم مدى الحياة يضع أساسا منهجيا وسليما للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئة المستدامة، ويسهم بفاعلية في إكساب المواطنين والمقيمين على أرض قطر معارف ومهارات جديدة، ليكونوا أكثر قدرة على إيجاد الحلول المستدامة للمشاكل والتحديات التي تواجه المجتمعات، لا سيما المشكلات البيئية، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الإنجاز جاء ثمرة للتعاون المشترك بين وزارة البلدية واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن.
بيئة تعلم شاملة
في السياق ذاته، أكد السيد علي عبدالرزاق المعرفي، القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن انضمام المزيد من مدن دولة قطر إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم يعد مؤشرا على مدى اهتمام الدولة وقيادتها الرشيدة للالتحاق بركب الدول المتقدمة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان حياة كريمة وبيئة تعلم آمنة وشاملة ومحفزة على التطور والإبداع للجميع.
ونبه إلى أن هذا الانضمام يعكس حجم الجهود التي بذلتها جميع المدن الملتحقة بالشبكة، وكذلك التي بذلتها اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، حيث لا تحوز هذه العضوية من شبكة مدن التعلم إلا المدن التي أظهرت تقدما حقيقيا وإبداعا وابتكارا متميزا في تعزيز فرص التعلم مدى الحياة لجميع الأعمار والقدرات، معبرا عن فخره بهذا الإنجاز كونه قيمة مضافة تعزز مكانة قطر في المحافل الدولية، وتعكس إنجازاتها المتعددة في جميع المجالات.
وأفاد السيد علي عبدالرزاق المعرفي بأن شبكة «اليونسكو» العالمية لمدن التعلم تتيح تبادل الخبرات، والممارسات الجيدة، وعقد الشراكات الفعالة بين المدن المنضمة للشبكة، وبناء القدرة على الصمود والتكيف في موجهة التحديات والقضايا العالمية المشتركة، موضحا أن الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم تقوم بالتنسيق والتعاون والشراكة بين المنظمات الأممية والإقليمية والمؤسسات ذات الصلة في الدولة، والعمل على تحقيق الاستفادة من خبرات هذه المنظمات بما يعود بالفائدة على الاحتياجات الوطنية.
إشادة بجهود المدن القطرية
بدوره، هنأ السيد صلاح خالد، ممثل منظمة «اليونسكو» لدول الخليج واليمن في الدوحة، دولة قطر على انضمام 3 مدن قطرية جديدة إلى شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لمدن التعلم العالمية لهذا العام، وهي الدوحة والريان والظعاين، ليرتفع العدد إلى 6 مدن بعد انضمام الوكرة والشمال والشيحانية خلال الأعوام الماضية.
وأوضح أنه في عام 2021، أي قبل عام واحد من الآن، أعلنت منظمة اليونسكو» عن فوز مدينة الوكرة القطرية بجائزة «اليونسكو» لمدن التعلم لعام 2021، لتحقيقها إنجازات بارزة في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة لسكانها، مشيرا في هذا السياق إلى أن الانضمام إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم أو الحصول على جائزة مدن التعلم ليس نقطة نهاية، بل بداية لأن إتاحة التعلم مدى الحياة هو عملية مستمرة، مشيدا بالجهود المستمرة للمدن في دولة قطر لمواصلة تطوير خطط الاستدامة، وتوفير فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وزيادة الإدماج، وتعزيز الحوار حول التنوع الثقافي والتعايش.
يذكر أن انضمام المدن القطرية لشبكة مدن التعلم يعد تتويجا لجهود وزارة البلدية، ممثلة بالبلديات، بما في ذلك تبنيها استراتيجية نشر مفاهيم الاستدامة، وإدماج المجتمع بها من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع والمبادرات بالتعاون والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، وتوفير البيئة الملائمة للأجيال الناشئة، والمساهمة في تطوير المجتمع، ونشر الوعي بالاستدامة والمباني الخضراء.