تظاهر آلاف المغاربة الغاضبين في عدة مدن، أمس الأحد بعد أن سُحق بائع سمك من مدينة "الحسيمة" الشمالية حتى الموت في شاحنة لضغط النفايات، أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها منه الشرطة.
وأدى الحادث الذي وقع يوم الجمعة (28 أكتوبر)، إلى ظهور تعليقات غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الانتهاكات الحكومية والظلم. ودعا لاحتجاجات اليوم ناشطون من حركة 20 فبراير
التي كانت قد نظمت احتجاجات خلال فترة الربيع العربي عام 2011.
وصادرت الشرطة يوم الجمعة الأسماك التي أحضرها محسن فكري (31 عاما)، بعدما اشتراها من الميناء. كانت السلطات قد منعت صيد أسماك أبو سيف لفترة معينة.
وأفادت السلطات ووسائل إعلام محلية بأن فكري قفز إلى الشاحنة لمنع إتلاف بضاعته فسحقته شاحنة النفايات بداخلها.
واندلعت المظاهرات في الحسيمة وبلدات أخرى في منطقة الريف. وفي الدار البيضاء وفي الرباط العاصمة حيث احتشد المئات مرددين شعارات تفيد بأن محسن فكري قتل وأن المسؤول عن ذلك هو "المخزن" وهو تعبير يشير إلى المؤسسة الملكية وحلفائها.
ويحمل موت فكري سمات الشرارة التي أشعلت انتفاضة تونس عام 2011 إذ اندلعت الاحتجاجات بعدما أشعل رجل النار في نفسه لأن شرطية صادرت الفاكهة والخضر التي كان يبيعها.
واتهم النشطاء ضباط الشرطة بأنهم أمروا القائمين على شاحنة النفايات بسحق فكري ولكن الشرطة المغربية نفت ذلك في بيان صدر أمس الأحد.
وفي مسعى لتهدئة التوتر أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يقوم بجولة إفريقية وزير الداخلية بزيارة أسرة المتوفى لتقديم العزاء بالنيابة عن القصر.
وتعهدت وزارتا الداخلية والعدل بإجراء تحقيق.
م.ن/م.ب