اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن إخلاء جماعيا لمدينة غزة أمر «مستحيل»، في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها، ومحاصرة المدينة بشكل مشدد.
وذكرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في بيان، «من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لـ(سكان) مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية».
ووصفت خطط الإجلاء بأنها «ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها».
وحذرت سبولياريتش من أنّ إخلاء كبرى مدن القطاع «سيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان لن يتمكّن أي جزء من قطاع غزة من استيعابه».
قصف لا معنى له
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربات مكثفة على حيَي الصبرا (وسط) والزيتون (جنوب شرق)، بينما شهد حي الشيخ رضوان (شمال) تصعيدا متواصلا.
وقال أبو محمد كشكو (42 عاما) في شمال حي الزيتون، إنّ «القصف كان جنونيا لم يتوقف لثانية ونحن لم ننم أبدا طوال الليل».
وأضاف الرجل الذي لم يمتثل لأوامر جيش الاحتلال بإخلاء مدينة غزة، كما هو حال العديد من سكانها، «لا نستطيع التنفس جيدا من القنابل الدخانية، اختنقنا... ونحن هنا محاصرون في بيوتنا».
وأشار إلى أنّه «لا يوجد مكان آمن، ولا يوجد لدينا مكان آخر نذهب إليه».
«كارثة كاملة»
من جانبها، قالت مريم ياسين وهي من سكان حي الشيخ رضوان، «طوال الليل لم يهدأ القصف والانفجارات، وأطفالي لم يستطيعوا النوم».
وأضافت المرأة البالغة من العمر 38 عاما، «زوجي ذهب قبل عدة أيام ليجد لنا مكانا، فلم يجد، ولا ندري ماذا نفعل». وتابعت «نحن في غزة نعيش في مأساة يومية، وكأن العالم لا يسمعنا ولا يرانا».
والجمعة، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني من أن «نحو مليون شخص بين المدينة والمحافظة الشمالية لا مكان لديهم يذهبون إليه ولا يملكون حتى إمكانات للتحرك»، مضيفا «إذا جرت العملية العسكرية بين السكان... فإنّها ستكون كارثة كاملة».