أكبر تحرُّك مدني بحري نحو القطاع.. «أسطول الصمود العالمي» يبحر إلى غزة اليوم

alarab
حول العالم 31 أغسطس 2025 , 01:27ص
هشام يس

تنطلق اليوم الأحد مبادرة مدنية دولية كبرى تحت اسم «أسطول الصمود العالمي» للإبحار باتجاه قطاع غزة لكسر الحصار البحري وإيصال إغاثات عاجلة. 
ووفق بيانات المنظمين، تنطلق الدفعة الأولى من السفن من موانئ إسبانية وأوروبية، على أن تلحقها موجة ثانية يوم الخميس المقبل الموافق 4 سبتمبر من تونس. 
وتشير التقديرات إلى مشاركة أكثر من 50 سفينة ونشطاء ومهنيين من حوالي 44 دولة، في ما يُعدّ أكبر تحرك مدني بحري نحو غزة منذ بدء الحصار.

أكبر مهمة بحرية
ومن ميناء مدينة برشلونة الإسبانية ومدن متوسطية أخرى مثل جنوة وسواحل صقلية ومرافئ في اليونان، تنطلق الموجة الأولى من «أسطول الصمود العالمي». وتتضمن الموجة الثانية سفناً إضافية ستغادر من تونس، على أن تلتحق بها قوارب من مواقع متوسطية قريبة وفقاً للجاهزية.
وفي إسبانيا، أكدت تقارير محلية مشاركة وفود مدنية وسياسية في «أكبر مهمة بحرية مدنية إلى غزة»، كما أُعلن انضمام شخصيات عامة وناشطين بارزين إلى الرحلة. 
وتتشكل المبادرة من تحالفات ومنصات دولية، أبرزها «التحالف الدولي للعودة إلى فلسطين»، و»تحالف أسطول الحرية»، و»قافلة صمود المغرب العربي»، و»مبادرة نوسانتارا للصمود» في جنوب شرق آسيا. 
وأكد المنظمون أن الهدف يتضمن تأمين ممر إنساني بحري إلى غزة وكسر الحصار، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة. 
ووفقاً للمعطيات المتاحة، فإن أكثر من 50 سفينة ستشارك في الإبحار، مع وفود مدنية ومهنية من حوالي 44 دولة، تشمل نقابيين وعاملين صحيين وفرق إغاثة من مختلف أنحاء أوروبا ومناطق أخرى.
والحملة ذات طابع مدني وليست مبادرة حكومية رسمية، غير أن انطلاق الموجة الثانية من تونس يُشير إلى حضور منظمات ومبادرات من دول عربية ومغاربية. 
كما أن مبادرة «نوسانتارا للصمود» في جنوب شرق آسيا تعكس مشاركة وفود من دول ذات أغلبية مسلمة في تلك المنطقة. 
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا توجد إعلانات حكومية رسمية بالمشاركة، بينما الحضور يقتصر على منظمات المجتمع المدني وتحالفات شعبية.

دروس مستفادة
وشهدت محاولات سابقة لأساطيل مدنية تعطيلات في الموانئ أو مشكلات تتعلق بالترخيص ورفع الأعلام؛ ففي عام 2024، أُحبطت محاولة انطلاق أسطول «الحرية» من تركيا بعد انسحاب علم إحدى الدول عن السفن وتدخلات إدارية، وهو ما يُذكّر بأن جميع جداول الإبحار تظل رهينة موافقات الدول والسلطات البحرية. 
وأكد المنظمون أنهم يعملون على معالجة هذه الإشكالات في التحضير للدفعات الجديدة. 
وتأتي هذه الحملة في ظل تدهور إنساني غير مسبوق في غزة وتضييق مساحات إدخال المساعدات عبر المعابر، بينما تتواصل التحذيرات الدولية من خطر المجاعة واتساع النزوح القسري. 
وتزامناً مع موعد الإبحار المعلن، تتصاعد التوترات الميدانية والسياسية في الإقليم وأوروبا، وهو ما قد يؤثر على مسار القوافل البحرية ومآلاتها.