دار التقويم القطري تحتفي بالدفعة الأولى من الراصدين الفلكيين

alarab
محليات 31 أغسطس 2021 , 12:25ص
حامد سليمان

 

احتفلت دار التقويم القطري بتخريج الدفعة الأولى من الراصدين الفلكيين لعام 2021، مساء أمس بالقاعة الرئيسة بمجمع الشيخ عبد الله الأنصاري بالدفنة، بحضور عدد من مسؤولي مجمع الشيخ عبد الله الأنصاري والخريجين.
ويشكل الخريجون الـ 21 الذين اجتازوا دورات الرصد الفلكي بنجاح نواة في أول فريق للرصد الفلكي بدار التقويم القطري؛ حيث سيحصل كل منهم على عضوية فريق الرصد الفلكي.
ونوه مسؤولو مجمع الشيخ عبد الله الأنصاري للقرآن الكريم وعلومه بمستوى الإقبال على دورات الرصد الفلكي، مشيرين إلى أن القطريين يشكلون أكثر من نصف خريجي الدورة، حيث إن عددهم 11 خريجا من إجمالي 21.
ونوهوا في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن دار التقويم القطري تستهدف ترسيخ ثقافة علم الفلك المرتبط بالفقه الإسلامي، وأن الدورات صممت بشكل محترف عالي المهنية وأقبل عليها شباب متميز، وكشفوا عن إطلاق دورات جديدة خلال الفترة المقبلة.

د. إبراهيم الأنصاري لـ «العرب»: الدورات صُممت بشكل محترف عالي المهنية
وفي كلمة له قال الدكتور إبراهيم عبد الله الأنصاري، نائب رئيس مجلس إدارة مجمع الشيخ عبد الله الأنصاري للقرآن الكريم وعلومه إن المتبحر في كتب الفقه ومدوناته المطولة لا تخطئ عيناه القواعد والمبادئ الفلكية التي ترتبط بها العبادات الشرعية، ومن اهتمام المسلمين هذا بعباداتهم تطور علم الفلك ليصبح أحد أهم العلوم في حياة البشرية ويصبح إسهام المسلمين فيه هو الإسهام الرئيس سواء في حجم المعلومات الفلكية المكتشفة أو في الآلات والأدوات والنظريات الحسابية التي ابتدعتها العقول المسلمة على مر القرون.
وأضاف د. الأنصاري: دأبت دار التقويم القطري منذ نشأتها على خدمة هذا العلم، علم الفلك بهذا المنظور الحضاري الشرعي الديني الذي يربط الحياة بالدين ويصل الروح بالمادة ويبني الدنيا لتكون عدة الآخرة، فقد ورثت هذه الدار إرث سنوات ممتدة منذ حياة الجد الشيخ إبراهيم بن عبدالله الأنصاري قاضي الخور تغمده الله برحمته، مرورا بمنشئ التقويم القطري ومؤلفه ورافع اسمه الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري خادم العلم نور الله قبره، وانتهاء بجهود دار التقويم القطري ذلك الجهد المؤسسي الذي حول هذا الإرث إلى مؤسسة عابرة الأجيال وللحدود بإذن الله تعالى، والتي يرجع الفضل في تأسيسها إلى أبناء الشيخ عبد الله الأنصاري وعلى رأسهم الأخ الوالد الدكتور محمد بن عبدالله الأنصاري «أبو عمر» صاحب فكرة تحويل التقويم القطري إلى مؤسسة وطنية تخدم هذا التراث ولا تهدف للربح، فبارك الله في عمره وصحته وتقبل منا ومنه.
وتابع: نحتفل اليوم بنتاج مشروع رائد من مشاريع هذه الدار، لنشر ثقافة علم الفلك وصلته بالشريعة في ربوع الوطن الحبيب قطر، ألا وهو مشروع الراصد الفلكي، الذي نحتفل اليوم بتخريج الدفعة الأولى من راصديه البالغ عددهم 21 راصدا منهم أحد عشر راصدا قطريا، وعشرة من إخواننا المقيمين بدولة قطر.
وفي تصريحات خاصة لـ «العرب» قال نائب رئيس مجلس إدارة مجمع الشيخ عبد الله الأنصاري للقرآن الكريم وعلومه: دار التقويم القطري تستهدف ترسيخ ثقافة علم الفلك المرتبط بالفقه الإسلامي، والدار ليست جديدة في هذا الموضوع، فعمر التراث الفلكي في دولة قطر يمتد لأكثر من 70 سنة، ونهدف لنشر هذه الثقافة بين الشباب، والجمهور في قطر.
وأكد أن دار التقويم تضع معايير معينة لاختيار المشاركين في الدورات من بينها القدرة العلمية، ووجود الرغبة في الحضور، فالدورات مجانية، ولكن الحضور إجباري، فإن تغيب الراصد عن 20 % من اللقاءات لا يُسمح له بإكمال الدورة.

المهندس فيصل الأنصاري: إطلاق دورة في علوم الفلك منتصف أكتوبر المقبل
ذكر المهندس فيصل الأنصاري (المدير التنفيذي لمجمع الشيخ عبدالله الأنصاري) أن المتدربين أتموا 30 ساعة ما بين تدريب نظري وعملي وتدريب ميداني على الرصد ليلًا من خارج المدينة.
وأضاف: أن دورات الرصد الفلكي تُعد امتدادًا لخطة دار التقويم الفلكي في خدمة المجتمع من خلال نشر الثقافة الفلكية، حيث قدمت دار التقويم خلال العام الماضي (2020) دورتين متخصصتين في علم الفلك، وقد اجتازهما نحو 300 متدرب تقريبًا، وامتدادًا لهذا النشاط الفلكي الذي بدأته دار التقويم القطري تم التجهيز والاستعداد العلمي والفني لطرح دورات في الرصد الفلكي قبل بدايتها بمدة لا تقل عن ستة أشهر، حيث حرصت دار التقويم على توفير وشراء أجهزة فلكية للتدريب العملي بجانب المحاضرات النظرية.
وأشار أنه خلال الفترة المقبلة سيكون لأعضاء الفريق برنامج متقدم ومتخصص في الدورات الفلكية بهدف ترسيخ وتطوير مهارات الرصد الفلكي والمعلومات الفلكية لديهم.
وقال الأنصاري لـ «العرب»: يشكل القطريون أكثر من 50 % بين الخريجين، وهذه الدفعة جاءت نتاج لخطوات سابقة من نشر الثقافة الفلكية في المجتمع، وقد استقبلنا قبل سنتين مئات الدارسين والمتدربين في دورات نظرية، ولله الحمد، وقد تجاوزنا 550 متدربا في الدورات النظرية، وقبل 6 شهور، وقع الاختيار على 24 متدربا اجتازوا اشتراطات محددة، وكانت لديهم الرغبة في هذه الدورات، وانتظموا معنا، ونحن الآن أمام 21 خريجا خضعوا لتدريب مكثف من التدريب النوعي النظري والعملي.
وأضاف: شارك الخريجون في 3 زيارات خارج مدينة الدوحة في الأماكن ذات التلوث الضوئي المنخفض لرصد النجوم بالعين المباشرة والتعرف والاستدلال على النجوم بشكل مباشر.
وأكد المهندس فيصل الأنصاري أن دار التقويم القطري مستمرة في هذا النوع من الدورات، وأن من يرغب في هذا النوع من الدورات فعليه أن يلتحق بالدورات النظرية، ويكسر اللبس في موضوع الفلك بالبدء في دورة مقدمة في علم الفلك، ونستهدف سنوياً 50 متدربا في الرصد الفلكي.
وكشف المهندس فيصل الأنصاري عن إطلاق دورة في علوم الفلك منتصف أكتوبر المقبل، وعن إطلاق دورة أخرى في شهر يناير المقبل.

د. بشير مرزوق: محاضرات نظرية وتدريب ميداني وعملي 
ذكر الدكتور بشير مرزوق (الخبير الفلكي بدار التقويم القطري) أن أدوات الرصد الفلكي شملت ثلاثة محاور رئيسية هي: رصد الأجرام الفلكية داخل المجموعة الشمسية، ورصد النجوم والمجموعات النجمية، ومهارات الراصد الفلكي، وقد أتم كل متدرب 30 ساعة ما بين محاضرات نظرية وتدريب ميداني وتدريب عملي على الأجهزة الفلكية. 
وأضاف أن المنتسبين للدورات قد اكتسبوا العديد من المهارات الفلكية مثل: 
•استخدام التليسكوبات الفلكية وكيفية إعدادها وتركيبها.
•تحديد الاتجاهات الفلكية بواسطة الشمس نهارًا والنجوم ليلًا.
•رصد كواكب المجموعة الشمسية بواسطة التلسكوبات وعمل تتبع لها.
•رصد القمر وتفاصيل سطحه من خلال التلسكوب.
•رصد المجموعات النجمية المميزة مثل الجبار وذات الكرسي والدب الأكبر والدب الأصغر.
•رصد النجوم المميزة وطرق الاستدلال عليها مثل سهيل والشعرى اليمانية والدبران.
•طرق تحديد النجم القطبي (نجم الشمال) بواسطة المجموعات الأخرى.
•كيفية استخدام التطبيقات الفلكية.
•معرفة وتحديد منازل القمر بشكل عملي.
•حساب بدايات ونهايات الأشهر الهجرية.
•كيفية تحديد اتجاه القبلة عن طريق ظل الشمس.

خريجون: تجربة مفيدة جداً.. وفائدة عظيمة
أشاد عدد من الخريجين في تصريحات لـ «العرب» بمستوى التدريب الذي وفرته دار التقويم القطري، موضحين أن الدورة استمرت لما يقرب من أسبوعين موزعة على ثلاثة شهور، وحققت فائدة كبيرة بالنسبة لهم.
وقال تركي عبيد المري (أحد خريجي برنامج الراصد الفلكي): فائدة عظيمة جداً تحققت من هذه الدورة، وقد كانت تجربة مفيدة ومثرية جداً، اجتمعت فيها الدراسة النظرية والتطبيقية، والفارق هنا هو التطبيق، وقد استمرت الدورة أسبوعين تقريباً، وشهدت رصد خارج نطاق الدوحة.
وقال محمد علي المسلماني (أحد خريجي برنامج الراصد الفلكي): قبل برنامج الراصد الفلكي حصلنا على دورتين، أولها كانت «مدخل إلى علم الفلك»، والثانية كانت «المواقيت والأهلة»، وبعدها بدأنا في برنامج الراصد الفلكي على ثلاث مراحل، الأولى وهي النظرية، تعرفنا فيها على علم الرصد الفلكي وهو أحد فروع علم الفلك، وتعرفنا على الأجرام السماوية والأساسيات التي يتخذها الراصد الفلكي، من خلال مراعاة الأجواء والأوقات المناسبة للرصد الفلكي.
وأضاف: المرحلة الثانية كانت في الثامن عشر من يناير الماضي، وكانت ميدانية، زرنا خلالها بعض الأماكن في الشحانية، وتم رصد هلال رجب الماضي، والمرحلة الثالثة كانت للاختبار والتقييم، ومن خلالها استخدمنا الأدوات والوسائل المتعلقة بالرصد الفلكي وغيرها من الأدوات.
وأكد محمد أبو جبارة (أحد خريجي برنامج الراصد الفلكي) أن الدورة حولت الملتحقين بها من الهواية إلى الاحتراف في مجال متميز وبطريقة سلسلة جداً، ومن الجزء النظري الذي كان مبسطا للجميع، مشيداً بالرحلات العملية التي اشتملت عليها الدورة كانت من أفضل ما مر به المشاركون، منوهاً إلى أن الدورة استغرقت 6 شهور تقريباً بين الجزئين النظري والعملي.