د. أحمد الساعي: تحليل إجابات الاختبارات النصفية والنهائية لرصد نقاط الضعف
سميرة العمادي: إجراء اختبارات شخصية في المواد المهارية
يوسف سلطان: مراجعات مكثفة في الأسبوعين الأولين من الدراسة
وجه خبراء تربويون 8 نصائح لمعالجة الفاقد التعليمي لدى طلبة المدارس جراء إنهاء العام الأكاديمي الماضي «2020/2021» بنظام التعليم عن بُعد، مؤكدين على ضرورة اتخاذ تلك الخطوات في الأسبوعين الأولين من العام الأكاديمي الجديد.
ودعا الخبراء في تصريحات لـ«العرب» إلى أهمية تحديد الأجزاء الصعبة بمناهج العام الماضي لدى الطلبة أو إجراء تحليل لنتائج الاختبارات النصفية والنهائية التي جرت بالعام الماضي من أجل تحديد نقاط الضعف، موضحين أنه بناء على تلك الخطوات يتم وضع خطة لمعالجة وردم «الفجوة التعليمية» عبر مجموعة من المراجعات والواجبات اليومية الملزمة.
وكانت وزارة التعليم والتعليم العالي طالبت المدارس الحكومية والخاصة بضرورة حصر الفاقد التعليمي لدى الطلبة في جميع المراحل الدراسية بكافة المواد الذي نتج عن تطبيق التعلم المدمج أو التعلم عن بعد وتحديد هوية هذا الفاقد سواء المعرفي والمهاري والعملي والتطبيقي والفكري.
وحددت الوزارة بعض الأدوات لتحقيق ذلك مثل الرصد المباشر والتقويم التشخيصي، والاختبارات التشخيصية، والمقابلات، والتطبيقات القصيرة بداية العام الدراسي ليتم من خلالها تحديد المواد التي تحتاج إلى تركيز أكثر في سد الفجوة التعليمية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك في كلية التربية بجامعة قطر، إن سد الفاقد التعليمي يحتاج إلى عدة خطوات الأولى هي دراسة الأجزاء الصعبة في المناهج القديمة بدلاً من تضييع الوقت في مراجعتها كاملة مما يساعد المعلمين على التركيز على نقاط الضعف لدى الطلبة.
وأضاف الساعي أن الخطوة الثانية تحليل إجابات الطلبة خلال الاختبارات النصفية والنهائية لرصد النقاط التي عجز الطلبة عن تقديم إجابات نموذجية فيها، موضحا أن تلك الخطوة تكون نتائج ممتازة لأنها انعكاس لمستوى الطلبة وتقييم لنجاح أو إخفاق المعلم في إيصال المعلومة للطالب.
وتابع بأن الخطوة الثالثة تكمن في إعداد فيديوهات حول أجزاء الفاقد التعليمي وتبث أونلاين عبر «تيمز» للطلبة خلال الدراسة، ويضع المعلم واجبات يومية عليها لإلزام الطلبة بمشاهدتها ومراجعة ما ورد فيها، مما يضمن ردم الفجوة لدى الجميع.
واستدرك بأن تلك الخطوات ستكون فعالة بتعزيز العلاقة بين الطالب والمعلم التي قد تكون تأثرت نوعا ما خلال فترة التعلم عن بُعد، وذلك من خلال التجاوب السريع مع استفسارات الطلبة وتكوين علاقة ودية بين المعلم وطلابه.
بينما حددت الأستاذة سميرة نعمان العمادي المعلمة في مدرسة «البيان»، طريقتين للتعامل مع «الفجوة التعليمية»، موضحة أن الأولى تكمن في إجراء اختبارات شخصية للطلبة في المواد المهارية كمادة اللغة العربية والإنجليزية وتدور أسئلتها حول مناهج العام الماضي.
وأضافت أن الطريقة الثانية ستكون من خلال تحليل نتائج اختبارات العام الماضي لمعرفة نقاط الضعف والقوة لدى الطلبة التي قد تكون نتجت عن ضغط الخطة الفصلية بسبب التغييرات التي طرأت عن النظام التعليمي جراء تطورات فيروس كورونا.
وتابعت أنه بناء على هذا التحليل يتم مراجعة الطلبة في أول 5 دقائق من الحصة ووضع أسئلة في شكل واجبات، موضحة أن عدم تكرار الفاقد التعليمي يكون من خلال تطبيق نظام التعليم المدمج بالحضور التناوبي يوم بالمدرسة واليوم التالي عن طريق «البث المباشر» مما يربط الطالب بشكل دائم مع المدرسة ويعزز العلاقة بين الطالب والمعلم.
وأكدت أن ذلك النهج ينعكس أيضا على انتظام نوم الطالب وتمتعه بصحة جيدة ومتابعة يومية لدروسه مع المعلم وعدم انقطاعه عن الحضور بالمدرسة أسبوعا كاملا، مشيرة إلى أن مدرسة البيان تكون حريصة على ذلك ومتابعة الاستشاريين بها الحضور والغياب وتنبيه أولياء الأمور بأهمية متابعة أبنائهم خلال الدراسة.
من جانبه دعا الخبير التربوي يوسف سلطان إلى تركيز حصص التقوية على معالجة الفاقد التعليمي الناتج عن إنهاء العام الأكاديمي الماضي بنظام التعليم عن بُعد من أجل عدم لجوء الطلبة إلى الدروس الخصوصية، مضيفاً أن الطريقة الثانية يمكن أن يتم تقديم حصص بعد العصر هدفها مراجعة مناهج العام الماضي.
وقال سلطان إن الطريقة الثالثة والضرورية لردم تلك الفجوة هي إجراء مراجعات مكثفة في أول أسبوعين من الدراسة بالتوازي مع البدء في المنهج الجديد لإحداث عملية توازن وربط بين المنهجين.
وأضاف أن الطالب له دور في مساعدة المعلم في سرعة معالجة الفاقد التعليمي من خلال حضور حصص المراجعات والتقوية والاهتمام أكثر بالدروس داخل الفصول والابتعاد عن الدراسة بالتابلت، مؤكدا أن سرعة تجاوب المعلمين مع استفسارات وتساؤلات الطلبة ستساعد في اندماج الطالب مع الخطة الدراسية وتحقيق الأهداف المرجوة من ردم الفجوة التعليمية.
وأظهرت وزارة التعليم والتعليم العالي منذ ظهور جائحة كورونا اهتماما كبيرا لمعالجة ظاهرة «الفاقد التعليمي» الناتجة عن التقلبات الواقعة في نظام التعليم بالدولة بين التعليم عن بعد والتعليم المدمج، وذلك عبر توجيه المدارس بإعداد وتنفيذ خطط سد الفجوة بناء على نتائج الطلبة في الاختبارات التشخيصية، وتقديم دروس تقوية «رفع الكفاءة» للطلاب في بعض المواد التعليمية، إلى جانب إنشاء فرق تعلم خاصة على منصة «تيمز» لبعض فئات الطلبة، لمراعاة الفروق الفردية.