أنهت قطر الخيرية بنجاح مشروع مدينة لإيواء المتضررين من الفيضانات التي ضربت منطقة نصير آباد بإقليم بلوشستان الباكستاني عام 2022. وقد تسلم المستفيدون منازلهم خلال حفل أقيم بهذه المناسبة. وتتكون هذه القرية من 125 وحدة سكنية. تبلغ مساحة كل وحدة سكنية 90 مترًا مربعًا، وتضم غرفتين وحمامًا ومطبخًا.
وقد اختارت قطر الخيرية نصير آباد لبناء القرية السكنية، تقديرًا منها لكونها المنطقة الأكثر تضررًا من الفيضانات التي اجتاحت إقليم بلوشستان. وقد ألحقت الفيضانات أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمنازل، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات.
ويأتي هذا المشروع، في إطار جهود قطر الخيرية المستمرة لتوفير المأوى للمحتاجين في المناطق المنكوبة بالكوارث والأزمات ويندرج ضمن سلسلة من القرى والمدن النموذجية التي تهدف قطر الخيرية إلى إنشائها لضحايا الكوارث والأزمات حول العالم، لتوفير ظروف معيشية كريمة وتخفيف معاناتهم من خلال المأوى والخدمات الأساسية.
حياة كريمة للمتضررين
وبمناسبة افتتاح المشروع، قال السيد منير أحمد كاكار، نائب مفوض مقاطعة نصير آباد: «أتذكر اليوم الذي زار فيه وفد قطر الخيرية مقاطعة نصير آباد لتقييم الدمار الذي سببته الفيضانات. وخلال زيارتهم، تعهدوا بدعم المجتمعات المتضررة من خلال توفير المساكن التي توفر حياة كريمة للمتضررين. واليوم، أفخر بأن أشهد الوفاء بهذا الوعد».
وأضاف: «كانت قطر الخيرية أول منظمة دولية تستجيب لأزمة الفيضانات، ولعبت دورًا محوريًا طوال مرحلة التعافي. هذه المنازل، التي كانت حلمًا بعيد المنال لشعبنا، أصبحت الآن حقيقة واقعة بفضل التزام قطر الخيرية بتعهداتها».
السيدة خادمة جول، أرملة تبلغ من العمر 58 عامًا وأم لخمسة أطفال، أعربت عن امتنانها العميق قائلةً: «في عام 2022، فقدت منزلي ومصدر رزقي عندما جرفت الفيضانات منزلي وآلة الخياطة، تاركةً إياي وأطفالي دون دخل ثابت. واجهنا مصاعب لا تُوصف، نقضي أيامًا وليالٍ تحت العراء مع محدودية الوصول إلى الضروريات الأساسية كالغذاء والماء».
وأضافت جول: «خلال تلك الفترة العصيبة، كانت قطر الخيرية بمثابة منارة أمل، حيث قدمت لنا الدعم الأساسي، بما في ذلك الخيام. واليوم، يغمرني الفرح بانتقالي أخيرًا إلى منزلي الجديد، بفضل قطر الخيرية وأهل الخير في قطر».
تدخل قطر الخيرية نعمة من الله
من جهته أعرب السيد مجيب الرحمن وهو أب لسبعة أطفال ويبلغ من العمر 41 عامًا، عن امتنانه العميق لقطر الخيرية قائلاً: «كانت الفيضانات المفاجئة تجربة مدمرة لي ولعائلتي، إذ أودت بحياة ابنتي ودمرت منزلنا لقد كان وقتًا عصيبًا للغاية. وبصفتي عامل يومي، بدا توفير منزل آمن ودائم لعائلتي حلمًا بعيد المنال. وكان تدخل قطر الخيرية بمثابة نعمة من الله. واليوم، أشعر بسعادة غامرة للعيش في منزلي الجديد، أتقدم بخالص الشكر لقطر الخيرية وأهل الخير».
تجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق من عام 2024، قامت قطر الخيرية ببناء 12 منزلًا في منطقة خيربور بإقليم السند الباكستاني للعائلات المتضررة من فيضانات عام 2022.
هذا وقد انطلقت قطر الخيرية في بناء مجمع سكني آخر في منطقة خيربور (المنطقة التي ضربتها الفيضانات عام 2022) في بداية عام2025. يضم هذا المشروع، الذي يمتد لمدة عام واحد، 60 منزلًا، كل منزل يحتوي على غرفتي نوم، وحمام، ومطبخ، وفناء سيضم المجمع مرافق الحياة الأساسية، مثل المسجد الجامع، وخزان مياه، ومدرسة ابتدائية، ومركز صحي، وسيتم تسليمها للحكومة فور الانتهاء منه ومن المقرر أن يكتمل المشروع في الربع الأول من عام 2026.