أكدت الندوة التطبيقية للعرض المسرحي «حفرة وبس» للكاتب والمخرج أحمد المفتاح ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي يقام على مسرح يوفنيو أن المسرحية أجادت التعبير عن الهوية القطرية.
شارك في الندوة كل من الناقد الدكتور سعيد الناجي أستاذ ورئيس قسم الفنون المسرحية في كلية المجتمع، والممثل والمخرج الأردني رشيد ملحس، وحضرها كوكبة من الفنانين المسرحيين والمهتمين بشؤون المسرح، وقدموا خلالها ملاحظاتهم على النص والإخراج، وذلك في إطار سعي المهرجان للرقي بالعمل المسرحي وتعزيزه، وتطوير مفهوم الممارسة النقدية.. وقال الناقد الدكتور سعيد الناجي، أعرف المخرج أحمد المفتاح الذي يغامر في التجريب، لكنه اليوم يقدم العمل مؤلفا ومخرجا، متسائلا لماذا يلجأ المخرج إلى إخراج نص لنفسه؟ وأجاب: لأن هناك من النقاد من يرى أولوية لعدم الجمع بين التأليف والإخراج حتى لا يقع تواطؤ بين الاثنين فالمؤلف يكتب ما يريده المخرج فيه والمخرج يخرج ما يريده الكاتب، مؤكدا أن النص فيه فكرة مهمة تظهر صراع المصالح والمضاربات القائمة على الأنانية.
وأشار الناجي إلى أن الكاتب وقع فريسة للتمطيط للنص، ودرامية النص تنطلق مع الحفرة التي تتحول إلى مزار سياحي دون مبرر، مشيدا في الوقت ذاته بانسجام المسرحية والأداء بشكل عام على الرغم من غلبة الصراخ على أداء الممثلين، كما أن السينوغرافيا الثابتة لم تسمح بالحركة وكانت عائقا أمام المخرج في كثير من المواقف، حيث كان ينبغي وجود حلول إخراجية أكثر تتابع الأداء الدرامي، منوها بأن المشهد الأخير لم يكن مقنعا..
ومن جهته قال الفنان والمخرج الأردني رشيد ملحس، إن مسرحية «حفرة وبس» فيها تحول باتجاه الكوميديا الاجتماعية، وقد عبرت عن الهوية والأصالة في قطر كانت حاضرة وحين نفتح الستارة نرى ما يشبه سوق واقف بالنخيل والجمال فلا تغريب في هذا العرض، حيث السوق الشعبي واضح والتجار بملابسهم أقرب ما يكون للواقع.
وأضاف أن السؤال الفلسفي الذي يريد المؤلف والمخرج أحمد المفتاح، النص أحيانا ذهب إلى كثير من البساطة، مشيرا إلى أن تناول الفكرة بالمفهوم الفلسفي نكتشف التجار يشتكون لسوء الحالة لكنهم طيبون يتعاملون مع بعضهم، ولكن الحفرة تأتي لتكتشف مضامينهم.
وأوضح أن المخرج قدم الشخصيات على أنهم يبحثون عن مصالحهم من البداية بل منهم مخادعون، وعندما تتحول الحفرة إلى وسيلة للتكاتف المجتمعي نجدها أصبحت سببا أكبر للخلاف حيث يعلي كل منهم مصلحته أكثر من مصلحة المجتمع.