بكين ترفض انتقادات واشنطن لعمليات الردم في بحر الصين الجنوبي

alarab
حول العالم 31 مايو 2015 , 09:50ص
أ.ف.ب
رفضت بكين اليوم الأحد الدعوة التي وجهتها إليها واشنطن لوقف عمليات الردم في بحر الصين الجنوبي، مؤكدة أن ما تقوم به يندرج في إطار ممارستها سيادتها ويعزز قدراتها في مجال البحث والإنقاذ البحري.

وقال الأدميرال سون جيان قوه نائب رئيس هيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصيني خلال مؤتمر دولي في سنغافورة يحضره مسؤولون عسكريون كبار إن "الوضع في بحر الصين الجنوبي هو بشكل عام سلمي ومستقر، ولم يسبق أن حدثت فيه أبدا أي مشكلة تتعلق بحرية الملاحة".
وأضاف أن "الصين قامت ببناء بعض الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي، وذلك أساسا بغرض تحسين وظائف الجزر والشعاب ذات الصلة، وتحسين ظروف العمل والمعيشة للأفراد المتمركزين هناك".
وأكد المسؤول العسكري الصيني أنه "فضلا عن تلبية الاحتياجات الدفاعية اللازمة، فإن هذه الأعمال ترمي بالأكثر إلى تحسين قدرة الصين على تحمل مسؤولياتها وأداء التزاماتها الدولية فيما خص البحث والإنقاذ البحري، والوقاية من الكوارث، والإغاثة والبحث العلمي البحري، ومراقبة الأرصاد الجوية وحماية البيئة وسلامة الملاحة، وإنتاج مصايد الأسماك، والخدمات".

وأتى تصريح سون غداة مطالبة وزير الدفاع الأمريكي كارتر آشتون خلال المؤتمر نفسه كل الدول التي تتنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي بـ"وقف فوري ومستديم" لعمليات الردم التي تقوم بها لإنشاء جزر شبه اصطناعية في المنطقة، مؤكدا أن ما تقوم به بكين خصوصا في هذا المجال "لا يتفق" والقواعد الدولية.

وقال كارتر أمس السبت "قبل كل شيء نريد تسوية سلمية لكل النزاعات، وفي سبيل ذلك يجب أن يكون هناك وقف فوري ومستديم لأعمال الردم من جانب كل المطالبين" بالسيادة على أرخبيل سبراتليز.
وأضاف "نحن نعارض أيضا أي عسكرة إضافية للمناطق المتنازع عليها"، مشددا على أن القوات الأمريكية ستواصل الدخول إلى ما سماه المياه والأجواء الدولية في هذه المنطقة المتوترة.

وأكد الوزير الأمريكي أن ما تقوم به بكين في بحر الصين الجنوبي "لا يتفق مع القواعد والمعايير الدولية".

ولكن آشتون اعترف أيضا بأن هذه الأعمال لا تقتصر على الصين وحدها بل إن دولا أخرى تقوم بمثلها ولكن على مستوى أدنى ونطاق أضيق، كفيتنام (48 جزيرة اصطناعية) والفلبين (8) وماليزيا (5) وتايوان (1).

وأضاف "لكن هناك دولة واحدة مضت أسرع بكثير وأبعد بكثير من أي دولة أخرى، وهي الصين. الصين تطالب بالسيادة على ألفي آكر أي أكثر من جميع المطالبين الباقين مجتمعين وأكثر مما شهدته المنطقة في تاريخها برمته، والصين فعلت ذلك في غضون الأشهر الـ18 الأخيرة فقط".

وجزر سبراتليز تشكل أرخبيلا متراميا في بحر الصين الجنوبي يمتد على مساحة تناهز 410 آلاف كيلومتر مربع. وتقع عند تقاطع طرق بحرية إستراتيجية للتجارة العالمية ويعتقد أنها تحوي احتياطيا كبيرا من المحروقات.

ويتنازع السيادة الكاملة أو الجزئية على هذه الجزر كل من الصين وفيتنام والفلبين وبروناي وتايوان وماليزيا.

كانت قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" قد حذرت في نهاية أبريل من أن عمليات الردم التي تقوم بها بكين في الأرخبيل"يمكن أن تقوض السلام والأمن والاستقرار".

وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية ونشرها مركز أبحاث أمريكي أن الصين تقوم بعمليات ردم ضخمة لشعب مرجانية متنازع عليها. وتظهر الصور عمليات ردم ضخمة لتوسيع مساحة جزيرة صغيرة وبناء موانئ اصطناعية على الحيد البحري لجزر سبراتليز.