خبراء : أسعار الغرف الفندقية تجذب السياحة الداخلية والخارجية

alarab
اقتصاد 31 مارس 2024 , 01:30ص
سامح الصديق

في استطلاع أجرته «العرب».. 71% يفضلون قضاء العيد في الدوحة

القدوة: الفنادق أصبحت تجربة متكاملة وليست مجرد غرفة للمبيت

د. الهور: الأسعار والخيارات متنوعة وقلب الدوحة مفتوح للجميع

أكد خبراء ومهتمون بالقطاع السياحي أن جهود قطر للسياحة ساهمت في تعزيز توجه المواطن والمقيم للبقاء في الدوحة خلال المناسبات والأعياد وعدم السفر إلى الخارج نظرا للزخم الكبير والفعاليات المتنوعة على مدار العام من حيث الكم والكيف وكذلك التميز والابتكار في تنظيمها بالإضافة إلى الأجواء الاحتفالية التي تجوب جميع أنحاء قطر خلال الأعياد، مع إقامة فعاليات خاصة في مراكز التسوّق والأماكن العامة، كما أشاروا إلى أن أسعار الفنادق في الدوحة تناسب مختلف شرائح المجتمع، لذلك أصبحت وجهة سياحية ممتازة للعائلات وبتكلفة أقل.

وقالوا لـ «العرب» إن هناك تراجعا واضحا وملموسا في معدلات السفر للخارج خلال العامين الماضيين في صالح السياحة الداخلية خاصة بعد بطولة كأس العالم 2022 حيث تغير سلوك المواطن والمقيم حول السفر وباتت خططه لقضاء العطلات والإجازات تتوجه نحو الفنادق والمنتجعات السياحية المحلية التي تتوفر فيها كل وسائل الراحة والترفيه. 
وأشاروا إلى أن هناك إقبالا خليجيا كبيرا متوقعا لقضاء عيد الفطر في قطر حيث أصبحت الدوحة الوجهة الأولى للسياحة العائلية في المنطقة، نظرا للحفاظ على التقاليد والعادات العربية الأصيلة، بالإضافة إلى تصدر قطر مؤشرات الأمن والسلامة على المستويين الإقليمي والعالمي.

إقبال كبير
وقال الخبير السياحي أيمن القدوة إن الزخم الكبير والاهتمام الذي تقوم به قطر للسياحة للترويج للسياحة الداخلية خلال العامين الماضيين ساهم بشكل كبير في تفضيل المواطن القطري والمقيم أيضا البقاء في الدوحة نظرا لتوفر كل ما يحتاجه من خدمات وفعاليات ترفيهية وهو ما انعكس إيجابيا على الإقبال الكبير على الفنادق والمنتجعات المحلية وبالسلب على السفر إلى الخارج لقضاء الإجازات والعطلات. 

الإستراتيجية الناجحة
وأضاف أن الإستراتيجية الناجحة التي انتهجتها قطر للسياحة بعد انتهاء بطولة كأس العالم والتي ركزت على تسويق قطر كوجهة سياحية مميزة من خلال توفير برامج تلبي احتياجات الجميع من كافة الفئات العمرية والعائلات على وجه الخصوص والتي تعتمد على الكم والكيف في آن واحد وترتكز على التميز والابتكار ساهمت بشكل فعال في تغير سلوك المواطن والمقيم واستبدال خططه للسفر إلى الخارج والتوجه محليا. وبات تركيز الأسر على الفنادق والمنتجعات المحلية لقضاء العطلات والإجازات الاسبوعية.

أسعار الفنادق
وعن توقعاته للإقبال على الفنادق خلال إجازة عيد الفطر قال إن نسبة الإشغال ستتجاوز الـ 90% نظرا لاعتدال الأجواء وتحسن حالة الطقس في قطر خلال هذه الفترة من العام كما أن الفنادق أصبحت تجربة متكاملة وليست مجرد غرفة للمبيت فالخدمات التي توفرها الفنادق في قطر والمزايا التي تعطيها للنزلاء جعلتها في أولى الاختيارات بالنسبة للمواطن والمقيم. 
وعن الأسعار المتوقعة خلال هذه الفترة أشار إلى أن الأسعار تخضع للعرض والطلب وفي الغالب ستكون هناك زيادة في عطلة عيد الفطر عن الأيام العادية ولكن يجب الإشارة إلى أن أسعار الفنادق في قطر هي الأقل بالمقارنة بدول الجوار كالإمارات والسعودية والبحرين حيث بلغ متوسط سعر الغرفة 514 ريالا في شهري يناير وفبراير الماضيين مع نسبة إشغال تقدر بـ 85% كما سجلت عوائد الفنادق خلال هذين الشهرين حوالي 1.6 مليار ريال قطري مع عدد زوار للبلاد بلغ نحو 1.3 مليون زائر، فيما بلغ عدد الليالي الفندقية مليونا و962 ألف ليلة. 

تناسب جميع الميزانيات
ولفت القدوة إلى أن أسعار الفنادق في قطر ملائمة وتناسب ميزانيات الجميع والتي تتنوع بين الغرف في الفنادق والشقق الفندقية حيث تم تسجيل نحو 39371 غرفة فندقية من مختلف الفئات (وفقاً لعدد النجمات المتعارف عليه) حتى شهر فبراير 2024 بنسبة نمو 2% مقارنة بالعام الماضي الذي سجل 38549 غرفة مؤكدا أن تصنيف الفنادق في قطر يخضع لمجموعة من المعايير الصارمة التي تقيم الأماكن العامة فيها وغرف النزلاء والحمامات وجودة الخدمة وتطوير الموظفين والأغذية والمشروبات وحتى مرافق الغرف، كما يتم أيضاً تقييم الفنادق على أساس إدارة الاستدامة البيئية. 

الزوار الخليجيون 
كما توقع القدوة إقبالا كبيرا من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي لقضاء عيد الفطر في الدوحة حيث تعد قطر الوجهة الأولى في المنطقة للسياحة العائلية كما تلعب الروابط الأسرية في دول الخليج دورا رئيسيا في تخطيط رحلات السفر وذلك لزيادة الود وتعزيز صلة الرحم، ومشيرا إلى أن هناك رحلات من بعض العواصم الخليجية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الدوحة مثل البحرين التي تأتي منها رحلات بالباصات حيث احتل الزوار القادمون منها المرتبة الثالثة في عدد الزوار الدوليين بـ 68 ألف زائر خلال شهري يناير وفبراير فقط. 

مقومات الجذب السياحي
كما ذكر القدوة أن قطر تمتلك كافة مقومات الجذب السياحي التي تناسب مختلف الثقافات، من منتجعات وفنادق عالمية وحدائق عامة ومتنزهات ومطاعم شهيرة وأسواق تقليدية ومجمعات تجارية كبرى، فضلا عن امتلاكها صفة أكثر الوجهات السياحية أمنا في العالم، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الحيوي الذي تلتقي فيه الطرق بين الشرق والغرب، إذ يستطيع 80% من سكان العالم الوصول إليها بعد رحلة طيران لا تزيد على 6 ساعات، كما يمكن لأكثر من 100 جنسية الدخول إلى أراضيها من دون تأشيرة». 

نقلة نوعية
بدوره نوه الأكاديمي والكاتب في الشأن الاقتصادي الدكتور عبدالرحيم الهور إلى النقلة النوعية التي حققها القطاع السياحي القطري، خلال الآونة الأخيرة، وما رافقه من تطور ملحوظ على صعيد تنويع مرافق القطاع الحيوي الهام، وتهيئة وتعزيز البنية التحتية، لجعله أكثر شمولية وتلبية في الوقت ذاته لتطلعات ورغبات السياح بفئاتهم المختلفة، كالسياحة الفندقية، والتعليمية، والعلاجية، والرياضية، والثقافية، بما فيها سياحة المؤتمرات والندوات.

خدمات مميزة
ويرى د. الهور أن القطاع السياحي يتمتع بباقة مميزة من الخدمات وبأسعار تفضيلية، تسهم في استقطاب المواطنين والمقيمين، وتشجيعهم على الإقبال عليها، خاصة خلال المواسم والأعياد فقد تطور مفهوم السياحة خلال العقد الأخير لينتقل من الفكر التقليدي باكتشاف أماكن جديدة وثقافات متنوعة إلى مفهوم السياحة الترفيهية والتي تحقق الاستجمام والرفاهية والراحة واستغلال الإجازات لاسيما القصيرة منها. 

السياحة العائلية
كما لفت الهور إلى تحول المفهوم السياحي العالمي من تنافسي إلى تكاملي، على غرار نجاح دولة قطر في الاستحواذ على السياح الإقليميين، خصوصا القادمين من المملكة العربية السعودية الشقيقة، لما تتمتع به السياحة العائلية من خصوصية فريدة من نوعها، فضلا عن قرب الموقع الجغرافي.
وأكد أن السياحة الداخلية برزت كخيار مميز وبديل ملائم في الدوحة بحكم توفر البنية الأساسية السياحية المميزة والتي دعمت الدوحة في إنجاح سلسلة الفعاليات والمناسبات العالمية التي استضافتها والتي قدمتها بأعلى مواصفات السياحة والفندقة، فالأسعار والخيارات متنوعة وقلب الدوحة مفتوح للجميع. 

توظيف النجاحات 
ودعا د. الهور إلى تكاتف الجهود من أجل توظيف هذه النجاحات في تعظيم مكاسب القطاع السياحي والبناء عليها، وصولا إلى تقديم خدمات سياحية متكاملة ومتنوعة في آن واحد، وبأسعار تنافسية، تضفي مزيدا من الزخم على عمليات القطاع، وتعزز مكاسبه، مؤكدا أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وباتت تحتل مكانة بارزة على الخارطة السياحية الإقليمية والعالمية.

مواطنون ومقيمون يفضلون قضاء العيد في الدوحة
قال مواطنون ومقيمون إنهم يفضلون قضاء إجازة عيد الفطر المبارك في الدوحة وسط الأهل والأقارب وخاصة مع اعتدال حالة الطقس وإقامة العديد من الفعاليات من قبل الجهات المعنية بمناسبة الاحتفال بالعيد.
وأكد 71% منهم في استطلاع رأي أجرته «العرب» عبر حسابها الرسمي بمنصة إكس للتواصل الاجتماعي أن أجواء العيد هذا العام ستكون مميزة نظرا لحالة بالطقس الرائعة واعتدال درجات الحرارة خلال هذه الفترة إلى جانب الفعاليات الترفيهية العديدة المقرر تنظيمها مشيرين إلى أن ما يميز العيد هذا العام أيضا تعدد الوجهات والأماكن الترفيهية ومنها سوق واقف وميناء الدوحة القديم ودرب لوسيل وكتارا بالإضافة إلى كورنيش الدوحة والحدائق العامة وأماكن الفعاليات في المجمعات التجارية.
كما توقع المشاركون في الاستطلاع أن تكون فعاليات العيد هذا العام مختلفة وجديدة وتجتذب السكان من مختلف الأعمار، كما توقعوا أيضا أن تستقطب الدوحة الزوار من دول مجلس التعاون عبر منافذ الدولة المختلفة حيث تعد العاصمة القطرية وجهة مفضلة للسياحة العائلية الخليجية.