صالح غريب يعود بذكرياته إلى «رمضان لوّل»

alarab
محليات 31 مارس 2023 , 01:44ص
حنان الغربي

تمر الأيام ويطوي التاريخ صفحاته لكن تبقى الذكريات راسخة لا يمحوها الزمن ولا يذهب أثرها الوقت، ورمضان من الأيام المباركة التي تبقى ذكرياته عالقة في أذهاننا طويلا، هو وطقوسه.


 «العرب» التقت الكاتب والاعلامي صالح غريب الذي يستذكر أيام رمضان خلال طفولته.. وقال: إن الترابط هو السمة المميزة للعلاقات بين العوائل القطرية مشيرا إلى أنه رغم بساطة الحياة في قطر قديما إلا أنها كانت جميلة وتسودها روح المحبة والألفة بين أبناء الوطن مثلما هي دائما مضيفا أنه من أجمل الأيام التي كانت تمر علينا خلال السنة كانت أيام رمضان.
وأوضح قائلا: كنت أسكن في منطقة خارج الدوحة وتحديدا بأم صلال علي، حيث ان رمضان خارج المدينة كان له ميزات مختلفة، فكنا قبل شهر رمضان بفترة نقصد سوق واقف لنشتري كل ما نحتاجه خلال الشهر المبارك، وكنا في طريقنا نعرج على شارع الريان حيث كانت هناك محلات للأكل السريع والعصائر التي كنا نقتني منها بعض الساندوتشات والعصائر التي كنا نتناولها أثناء توجهنا إلى مدينة الدوحة التي كان يتعذر علينا زيارتها كل يوم.

أول صيام
وعن أول مرة صام فيها صالح غريب قال: التزمت بالصيام في عمر الثماني سنوات، وكان والداي قبلها يعوداننا على الصيام لبضع ساعات في اليوم، ولا زلت أذكر فرحتي باتمام اليوم الأول من الصيام، بعد أن كنت سابقا أستسلم للمغريات وأتذوق من الأطباق التي كانت أمي تعطيني لأوصلها إلى الجيران، لكن في ذلك اليوم تغلبت على نفسي وقررت أن أكمل صيامي إلى وقت المغرب، ومنذ ذلك اليوم التزمت بالصيام.

مدفع الصيام 
وأضاف: في تلك الأيام كانت تسود الأطفال والشباب فرحة عارمة بهذه الحالة التي يشهدوها من حولهم وعندما يأتي أول يوم من الشهر الكريم كان المدفع هو الوسيلة التي يعرف بها الغالبية العظمى من الناس موعد الإفطار وكنا نحن كأطفال صغار نقوم بدور جهاز الاستطلاع حيث نجلس في مكان معين من الفريج لسماع المدفع وبمجرد انطلاقه نهرول مسرعين إلى منازلنا لإبلاغ أسرنا بذلك والمسحر كان هو البطل الذي يعتمد عليه الناس في الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.وكنا نسعد كثيرا بمرور المسحر وننتظر مروره في كل يوم لنستمع إلى العبارات المتكررة التي كان يرددها لإيقاظ الناس لتناول طعام السحور، وأذكر كيف كان يمر المسحر في آخر الشهر ليستلم ما كنا نطلق عليه وداع رمضان.

المجالس 
ونوه غريب بأن المجالس مفتوحة خصوصا أن منطقة أم صلال علي كان يسكنها بعض الشيوخ وكانت مجالسهم مفتوحة للجميع، بالاضافة إلى مجالس القرآن وغيرها، فتلك الأجواء الرمضانية لازلت أتذكرها، لا سيما تلك المرحلة التي تلت مرحلة الطفولة الابتدائية، حين انتقلت الى الدراسة في المعهد الديني، وأقمت في القسم الداخلي، وهنا انتقلت إلى عالم آخر يختلف عن عالمي في القرية بأجوائه الهادئة والتي فيها نوع من الحميمة بين الجيران.
واختتم الأستاذ غريب بقوله: بالنسبة لي تلك الأيام لازالت تعيش بداخلي ولازلت أذكرها، وأعيش معها، وكثيرا ما أتساءل كيف تغيرنا، وكيف غابت عنا بعض العادات وبعض المظاهر التي كانت تزين حياتنا بحكم التطور، ومن بين العادات التي غابت عنا احتفال النافلة الذي كنا نحتفل به في شهر شعبان، بالاضافة إلى دخول مظاهر جديدة علينا، حتى فيما نأكله، حيث اصبحنا نجد على سفرتنا أطباقا غريبة عنا، بالاضافة إلى التوجه إلى مطاعم خلال الشهر الفضيل، وهو ما لم يكن موجودا قديما.