بعد عصر كل يوم من شهر رمضان الكريم، يبدأ عرض مميز للسيارات الكلاسيكية والدراجات النارية في درب لوسيل يخطف أنظار الحضور في عادة شعبية مستمرة منذ سنوات.
ويأتي مسير السيارات الكلاسيكية ضمن فعاليات وضعتها إدارة درب لوسيل احتفاء بشهر رمضان المبارك لمشاهدة تحف نادرة من السيارات التراثية تحت الفوانيس الرمضانية النحاسية والذي يعقبه فعالية إطلاق مدفع رمضان في الدرب.
ويهدف نادي «مواتر» من المسيرة التعبير عن التمسك بالإصالة والتراث من خلال الدمج بين السيارات الحديثة والقديمة النادرة، حيث أعلن النادي، تنظيم المسير يوميا خلال شهر رمضان من الساعة الثالثة والنصف حتى الساعة الخامسة والنصف.
وقال سالم المهندي رئيس نادي حلبة سيلين الرياضي – مواتر، إن مسير درب لوسيل لا يقتصر على السيارات الكلاسيكية بل مفتوح لجميع ملاك السيارات، مضيفا أن المسير عادة رمضانية قديمة عند أهل قطر للتجول قبل الفطور في شوارع الدوحة وتعتبر جزءا من الثقافة القطرية في رمضان.
وأضاف المهندي في تصريح لـ»العرب»، أن العام الحالي له طابع مميز بتنظيم المسير في درب لوسيل، مشيرا إلى أن مسير السيارات مع الوقت تطور ليصبح عادة فأصبح الناس وهواة السيارات يستعرضون سياراتهم النادرة والكلاسيكية في هذا الوقت من السنة، حيث يتوافد مصورو السيارات من كل مكان بالدولة ويتسابقون لالتقاط الصور لهذه السيارات النادرة.
وأكد أنه لا يوجد عدد محدد من السيارات للمشاركة في المسير لأن المجال مفتوح لمشاركة الجميع مضيفا أنه «إذا أردنا أن نحصي عدد السيارات التي تتوافد يومياً فهي بالمئات تجتمع يومياً في مسير مواتر درب لوسيل».
جذب الشباب
وحول فعاليات المسير، قال المهندي إنه لجذب الجمهور والشباب والأسر حرص نادي مواتر على توفير الجوائز والحوافز لجميع المشاركين في المسير، كبارا وصغارا، تشجيعاً لهم سواء للمحافظة على هواية السيارات في الدولة أو كدعم لإحياء هذه العادة لذلك هناك سحوبات يومية وجوائز للحضور، كما يتم إسعاد الأطفال في هذا الشهر المبارك عبر توزيع الهدايا عليهم أثناء المسير.
وعن الإقبال الجماهيري، أوضح أن المسير من اليوم الأول شهد حضورا كبيرا جدا مع تفاعل من الناس خاصة العائلات الذين حرصوا على التواجد لمشاهدة المسير، مؤكدا أن أعداد الجماهير في تزايد بشكل يومي، مشيدا بالتعاون الكبير والملموس من قبل إدارة درب لوسيل منذ اليوم الأول لطرح الفكرة وذلك من خلال تسهيل كافة الإجراءات تذليل الصعاب لنجاح هذا الحدث، واليوم نرى ثمرة تعاونهم ينعكس إيجاباً على نجاح التنظيم منذ أيامه الأولى.
الأطفال والبهجة
ورصدت عدسة «العرب»، اصطحاب أصحاب السيارات مكشوفة السقف أطفالهم معهم لإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم يبادلون المارة التحية، وآخرون يلوحون من داخل السيارة، حيث جرت العادة أن يسير هذا الموكب سيرا بطيئا ليتمكن المشاركون فيه من تبادل التحية مع الجمهور الذين يصطفون لتحيتهم أو الذاهبين إلى بيوتهم وأعمالهم.
ويحب بعض المارة ممن يرتادون المكان الوقوف لحين مرور الموكب من أجل الفرجة، وتبادل أطراف الحديث مع المشاركين والثناء على الالتزام بآداب الطريق وعدم إعاقة السير. ويبدأ المسير بتجمع السيارات المشاركة في المسير عند مدفع الإفطار، حيث تحرص العائلات على اصطحاب أطفالهم قبيل المغرب إلى موقع مدفع الإفطار لمشاهدة استعداد وتجهيز المدفع للانطلاق إيذاناً بحلول وقت المغرب وانتهاء وقت الصيام، وبعدها يتوجهون إلى البيوت لتناول وجبة الإفطار، وهو مظهر مألوف من مظاهر الشهر الكريم، لذلك تحرص الدولة على وجود مدفع الإفطار في أكثر من موقع.