السفير الهندي: نهدف لشراكة شاملة مع قطر في الطاقة والنقل البحري

alarab
محليات 31 مارس 2021 , 12:16ص
حسين الرشيدي

أكد سعادة الدكتور ديباك ميتال، سفير جمهورية الهند لدى الدولة، أن علاقات قطر مع بلاده قديمة وتاريخية منذ تجارة اللؤلؤ، وأن شعبي البلدين تربطهما علاقات وثيقة، وأن التقارب الجغرافي ساهم في تعزيز الروابط بين البلدين وشعبيهما.
وقال سعادته في لقاء صحافي، أمس، إن السنوات الخمس الأخيرة شهدت عدة زيارات متبادلة على أعلى مستوى، أبرزها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الهند عام 2015، وزيارة رئيس الوزراء الهندي إلى قطر عام 2016، إضافة إلى العديد من الزيارات على مختلف المستويات.
وأكد أهمية العلاقات الوثيقة بين قيادتي البلدين في تعميق ودفع التعاون المشترك بما يصب في صالح الشعبين الصديقين، وقال: «إن ثمار المحادثة الهاتفية بين زعيمي البلدين في ديسمبر الماضي، اتفاقهما على تقوية العلاقات، وبحث سبل تعزيزها وتشكيل فريقي عمل خاصين بتعزيز التعاون في قطاعي الاستثمار والطاقة». 
وأوضح أن الهدف من فريق العمل المعني بالطاقة هو خلق شراكة شاملة، وليس البيع والشراء فقط، خاصة مع توجه الهند إلى اقتصاد قائم على الغاز، ليصل الاعتماد على الغاز من 5% إلى 15% بحلول عام 2030 ما يفتح آفاقاً واعدة وفرصاً لتعزيز التعاون مع قطر في هذا القطاع. 
وفي مجال الاستثمارات، قال سعادته: «نسعى إلى تعاون شامل مع وجود برامج لجذب الاستثمارات الأجنبية في الهند»، لافتاً إلى أهمية تعريف القطريين بالفرص الاستثمارية في بلاده بما يحقق المنافع المتبادلة. 
وقال «إن هناك استثمارات قطرية مهمة خلال العامين الماضيين، ومنها استثمار جهاز قطر للاستثمار في شركة كهرباء بومباي، وفي شركة باي جوس BYJUS، وهي منصة تعليمية كبيرة في بلادنا». 
وأكد سعادته أن البلدين لديهما علاقات تجارية قوية للغاية، وقد بلغ حجم التبادل التجاري 11 مليار دولار عام 2019، وأن بلاده تثمن عالياً دور قطر كشريك موثوق يعتمد عليه في أمن الطاقة، لذا تستورد نحو 15% من احتياجاتها من الغاز من قطر مورد الغاز الأول. 
وتحدث عن استمرار المشاورات السياسية بين البلدين لدفع علاقات التعاون في مختلف القطاعات، مشيراً إلى زيارة ناجحة قام بها وزير الخارجية الهندي الدكتور جايشانكار إلى الدوحة مؤخراً، وعقد الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين في فبراير الماضي، لافتاً إلى أنه سيكون هناك مزيد من الاجتماعات الفنية لتعزيز التعاون في عدة مجالات خلال الفترة المقبلة. 
وفيما يتعلق بملف مونديال قطر 2022، أعرب سعادة السفير الهندي عن شعوره بالفخر من أن إحدى الشركات الهندية العملاقة «لارسن أند توبرو» قامت بالتعاون مع شريك قطري في مشروع استاد «أحمد بن علي»، لافتاً إلى أن مشاركة بلاده في مشروعات المونديال تخطت العمال والخبراء التقنيين إلى الشركات والمقاول الرئيسي، وأن مشروعات تعمل بها شركات هندية من أعمال طرق ومحطات توزيع كهرباء، والكثير من المشاركات الإيجابية في مشروعات البنية التحتية.
وأعرب سعادته عن الثقة في أن المونديال سيكون ناجحاً للغاية، فالبنية التحتية في قطاع الرياضة عظيمة للغاية.
وفيما يتعلق بشأن العمال، أوضح سعادته أن بلاده من الدول الكبرى المصدرة للعمالة في شتى المجالات، وقال: «نحن نقدر جيداً الإصلاحات الكبيرة والإيجابية التي قامت بها قطر مؤخراً من أجل تحسين أحوال العمال، ونرحب بها، بل وكان تعليقنا عليها إيجابياً للغاية في المحافل الدولية، وآخرها كان اجتماع منظمة العمل الدولية نوفمبر الماضي في جنيف».
وأكد أن هذه الإصلاحات تصب في مصلحة هؤلاء العمال وسلامتهم، وأن هناك آليات مستمرة للحوار مع قطر لمناقشة أوضاع العمال، وأن هذه اللقاءات تجرى بانتظام وآخرها كان في ديسمبر الماضي.
ووصف سعادته القطاع التعليمي في قطر بأنه يزدهر بقوة، منوها بوجود 18 مدرسة هندية، وقد جرت الموافقة على فتح 3 مدارس جديدة، ويبلغ عدد الطلاب الهنود الذين يدرسون بهذه المدارس حوالي 45000 طالب، وقال «إن هناك توجهاً لإنشاء جامعة هندية بالدوحة، ونتمنى أن تبدأ الدراسة سبتمبر المقبل، وسوف تشمل تخصصات عديدة في مجالات العلوم، والإنسانيات، والهندسة». 
وأعرب سعادة السفير الهندي عن تطلّع بلاده لمزيد من التعاون في مجال النقل البحري والموانئ، وقال: «يوجد حالياً 8 خطوط ملاحية مباشرة بين البلدين نأمل زيادتها، وكان هناك لقاء مع رئيس «سهيل سات»، حيث تقوم الهند بأنشطة كبيرة في مجال الفضاء، وبناء الأقمار الصناعية، وإطلاقها في الفضاء».