دعا الخبير الإعلامي الدكتور عبدالله فرج المرزوقي إلى ضرورة التزام العاملين في مجال الكتابة الإبداعية والإعلام بقواعد اللغة العربية. وأكد في تصريحات خاصة لـ «العرب» ضرورة عدم الاستهانة بقواعد اللغة العربية، وأن المسؤولية تقع مضاعفة على الكتاب والمذيعين لحماية لغة الضاد، كاشفاً عن وقوع الكثيرين منهم في الأخطاء اللغوية الشائعة، وأن النقد اللغوي تراجع ليفسح المجال أم النقد الأدبي الذي وإن تناول الفكرة والأسلوب معا، إلا أنه أهمل اللغة وشوائب اللغة.
وقال د. المرزوقي في هذا السياق «إن من شروط الكتابة إتقان اللغة، لكن الأدباء استهانوا بأحكامها وقواعدها، وعاثوا فيها فسادا في زمننا هذا أكثر من أي وقت مضى»، منوهاً إلى كثرة هذه الأخطاء وفداحتها وما تحمله من أخطار على اللغة والنشء والأجيال المقبلة.
ودعا المرزوقي، إلى إعادة بعث النقد اللغوي كمنهج نقدي مستقل أو مكمّل للنقد الأدبي، لإنقاذ أعمالنا الأدبية وحماية لغتنا العربية، وأكد أن الإعلامي يجب أن يكون قارئا جيدا حتى يتمكن من ناصية اللغة العربية، وأن ينقل الخبر دون أن أخطاء ودون أن يؤذي آذان المستمعين بأخطاء أصبحنا نلاحظها في الكتابات الإبداعية ونسمعها في النشرات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.
وأوضح أن هذه الأخطاء شاهد على عدم إتقان صاحبها اللسان العربي الذي يكتب أو يتحدث به، منوهاً بأنه لا يجب الخلط بين الضبط اللغوي والنقد لأن الفرق بينهما شاسع، لافتا إلى أن التدقيق اللغوي يكون عادة قبل نشر الأعمال الأدبية، ويقوم به الكاتب نفسه وهو طبعاً الناقد الأول لأعماله وقد يقوم بذلك مصحّح برفقته أو بدلاً منه، مستنكراً نشر هذه الأعمال بالأخطاء النحوية والشوائب اللغوية وما أكثرها في مؤلفات هذا العصر.
وكان الدكتور عبدالله فرج المرزوقي قد شارك في ندوة «الملتقى القطري للمؤلفين» بوزارة الثقافة، بعنوان الأخطاء اللغوية في الكتابة الإبداعية للشباب» ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وقدم الندوة الدكتور أحمد الجنابي على هامش فعاليات معرض جامعة قطر للكتاب بنسخته الثانية.
وقدم الدكتور المرزوقي خلال الندوة اتجاهات الكتابة الإبداعية، وأنواعها وجماليات اللغة والتعبير، وشرح لأنواع النص الإبداعي، مع تعريف بالمحسّنات اللفظية والبيانية والبديعية، موضحاً الفروق بين المذاهب الأدبية المختلفة في كافة حقول الكتابة الإبداعية، مستعيناً بنماذج استدلالية من كتب ودراسات ومقالات، مع بيان أنواع المفردة وكيفية بناء الحقل المعجمي.