العنابي إلى نهائي المونديال على حساب بولندا

alarab
رياضة 31 يناير 2015 , 01:31ص




كتب العنابي اسمه بحروف من فضة في انتظار أن يرسمها بخيوط من ذهب عقب تأهله أمس إلى نهائي مونديال اليد على حساب المنتخب البولندي بنتيجة 31/29 في مباراة قوية أنهى العنابي شوطها الأول بفارق ثلاثة أهداف 16/13.
العنابي استحق التأهل وضرب بقوة أمام منافسه بفضل المستوى الرائع لكل اللاعبين حتى قيادة المدرب فاليرو ريفيرا الذي عرف كيف يتعامل مع متغيرات المباراة في لحظاتها الحرجة ووجد المساعدة من النجم ساريتش في حراسة المرمى لأنه كان الحصن المنيع الذي منح الثقة لزملائه اللاعبين.

الأول..عنابي
بدأ منتخبنا المباراة بتشكيلة مكونة من جوران ستوجانوفيتش في حراسة المرمى وألدير ميميفيتش جناح أيمن وزاركو ماركوفيتش ساعد أيمن وكمال الدين ملاش ارتكاز ورافاييل دي كوستا ساعد أيسر ومحمود زكي جناح أيسر وبورخا فيدال على الدائرة مع دخول حسن عواض في الدفاع بدلا من بورخا فيدال وكان المنتخب البولندي هو المبادر بالتسجيل بعد أن أضاع العنابي المحاولة الهجومية الأولى في المباراة قبل أن يسجل محمود زكي الهدف الأول الذي تعادل به منتخبنا 1/1 ثم تقدم المنتخب البولندي مرة أخرى 2/1 وبدوره أدرك العنابي التعادل 2/2 وسط بداية متكافئة إلى حد كبير عاب فيها منتخبنا عدم التماسك الدفاعي بالصورة المطلوبة، حيث كان المنتخب البولندي لا يواجه صعوبات كبيرة في التسجيل بينما كان الأداء الهجومي جيدا من جانب العنابي من خلال ترجمة الهجمات إلى أهداف وإزاء ذلك تبادل المنتخبان التسجيل ليتكرر التعادل 3/3 ثم 4/4 من خلال مبادرة بولندا بالتقدم وملاحقة منتخبنا له بإدراك التعادل وفي الوقت الذي تعرض فيه أحد لاعبي المنتخب البولندي لأول حالة إيقاف دقيقتين نجح رغم النقص العددي في التقدم بفارق هدفين 6/4 مستفيدا من ضياع هجمة عنابية واستمر المنتخب البولندي على تقدمه في ظل عدم قدرة دفاع منتخبنا في إيقاف هجومه لتصل النتيجة إلى 8/6 في الدقيقة الثانية عشرة التي سنحت بعدها للفرصة للعنابي لتعديل النتيجة على أقل تقدير بإيقاف لاعبين اثنين من بولندا ولكن منتخبنا لم يستغل النقص العددي لمنافسه وسارت المباراة بطابع متكافئ أبقى على تقدم المنتخب البولندي بفارق هدف إلى هدفين وهو الأمر الذي دفع مدرب العنابي فاليرو ريفيرا إلى طلب وقت مستقطع من أجل إعطاء اللاعبين التعليمات التي تكفل لهم تعديل النتيجة وبالفعل كان منتخبنا على موعد بعد استئناف اللعب مع تسجيل هدفين أدرك بهما التعادل 10/10 ورد البولنديون سريعا بهدف التقدم 11/10 إلا أن العنابي الذي رفع من نسق أدائه بعد الوقت المستقطع عدّل النتيجة من جديد 11/11 ثم انتزع التقدم لأول مرة في المباراة بواقع 12/11 ولم يكتف بذلك وإنما عزز من تقدمه إلى 13/11 وكان بمقدوره الابتعاد أكثر بالنتيجة لولا ضياع هجمتين متتاليتين ليعود المنتخب البولندي ويقلص الفارق ورد عليه ماركوفيتش بهدف 14/12 ورغم الوقت المستقطع الذي طلبه المدرب البولندي إلا أن منتخبنا وسع الفارق إلى ثلاثة أهداف وأنهى الشوط الأول لصالحه 16/13.
الثاني..تأكيد عنابي
افتتح المنتخب البولندي التسجيل في الشوط الثاني وكان الرد العنابي حاضرا بهدف حمل توقيع كمال الدين ملاش وبعد هجمة بولندية ضائعة أتيحت الفرصة للعنابي من أجل تعزيز تقدمه ولكن هادي حمدون أهدر رمية جزائية قبل أن يعوضها زميله كمال الدين ملاش بهدف من اختراق فردي للدفاع البولندي ليرتفع الفارق إلى أربعة أهداف 18/14 مما وضع منتخبنا الوطني في موقف جيد سيما مع تراجع أداء المنتخب البولندي الذي افتقد لاعبيه للتركيز وأضاعوا بالتالي هجمات كثيرة بينما في المقابل ارتفعت معنويات لاعبينا ليضيف محمود زكي هدفا آخر منح منتخبنا التقدم 19/14 وهنا لم يجد مدرب المنتخب البولندي خيارا سوى طلب وقت مستقطع على أمل إعادة لاعبيه إلى أجواء المباراة ومنع العنابي من توسيع الفارق أكثر وبالفعل بعد استئناف اللعب وضع المنتخب البولندي حدا للفرص الضائعة بهدف جاء من رمية جزائية وعلى ما يبدو أعاد الهدف التوازن للبولنديين بعد دقائق صعبة مرت عليهم حيث استفادوا من كرة عنابية ضائعة في التسجيل مرة أخرى وتقليص الفارق إلى ثلاثة أهداف 16/19 ولكنهم لم يهنأوا بذلك كثيرا حيث أعاد منتخبنا الفارق إلى ما كان عليه بواقع 21/16 إثر إيقاف لاعبي بولندي استفاد منه العنابي على النحو المطلوب وبعد اكتمال صفوف المنتخب البولندي أحرز هدفا ومع تعرض لاعب منتخبنا حسن عواض للإيقاف دقيقتين استفاد المنتخب البولندي من النقص العددي في التسجيل من جديد وكان أن يضيق الفارق أكثر لولا تألق حارسنا دانييل سيريتش الذي أنقذ أكثر من كرة ليعود منتخبنا إلى التسجيل بهدف ولا أروع عن طريق كمال الدين ملاش ويعزز من تقدمه إلى 22/18 ومضت المباراة بعد ذلك متكافئة وهو ما ضمن للعنابي الحفاظ على تقدمه بفارق الأربعة أهداف لتصل المباراة إلى الدقائق العشر الأخيرة والنتيجة تشير إلى تقدم منتخبنا 23/19 وفي تطور سريع للأحداث نجح المنتخب البولندي في تقليص الفارق لهدفين 21/23 مما دفع مدرب منتخبنا إلى طلب وقت مستقطع لإنقاذ الموقف عاد منه المنتخب ليسجل هدف التقدم 24/21 ورد البولنديون سريعا بهدف ورغم أن منتخبنا تمكن بعدها من إعادة الفارق إلى أربعة أهداف 26/22 إلا أن المنتخب البولندي لم يستسلم وضيق الفارق من جديد إلى 24/26 ليبقي على آماله في تعديل النتيجة لتدخل المباراة الدقائق الخمس الأخيرة وسط قمة الإثارة على ضوء محاولات بولندا للتدارك وفي المقابل الرغبة العنابية في الحفاظ على التقدم لتشهد المباراة أهدافا سريعة ومتبادلة بين المنتخبين ويبقى الفارق بالتالي على هدفين بواقع 29/27 قبل النهاية بدقيقتين ليطلب مدربنا وقتا مستقطعا حصل بعده منتخبنا على رمية جزائية نفذها ماركوفيتش بنجاح وبدوره رد المنتخب البولندي في غضون ثوان ليطلق محمود زكي رصاصة الرحمة بهدف حسم الفوز قبل أن يسجل بولندا هدفا أخيرا وتنتهي المباراة بفوز منتخبنا الوطني 31/29.

ساريتش الأفضل مرة أخرى
نال دانيال سارتيش حارس منتخبنا الوطني جائزة أفضل لاعب في المباراة التي انتهت بتأهل العنابي إلى نهائي المونديال على حساب بولندا، واستحق ساريتش الجائزة لأنه أسهم مساهمة فعالة في تحسين أداء العنابي بعد دخوله مكان جوران الذي لم يسعفه الحظ في بداية المباراة.

سوء استغلال
النقص العددي

تعرض 3 لاعبين من المنتخب البولندي إلى الإقصاء لدقيقتين من بداية الشوط الأول حتى الدقيقة الـ17 منه في فترات مختلفة، منهما إقصاءان متلازمان، ومع ذلك لم يستغل العنابي هذا النقص العددي لصالحه نتيجة التسرع وقلة التركيز.

%69 فاعلية
الهجوم العنابي

سجل منتخبنا الوطني 31 هدفا من بين 45 محاولة مسجلا نسبة عالية قدرها %69، وهي النسبة الجيدة التي أتاحت له تحقيق التأهل التاريخي إلى نهائي المونديال على حساب المنتخب البولندي، الذي سجل نسبة فاعلية قدرها %63 حيث سجل 29 هدفا من بين46 محاولة.

تأهل تاريخي.. وفرحة عارمة
فرحة اللاعبين.. المسؤولين.. الأنصار.. كلها لا يمكن وصفها، وجاءت على قدر الإنجاز الذي تحقق لأول مرة في تاريخ كرة اليد القطرية والخليجية والعربية والآسيوية وكل القارات الأخرى، إنها المرة الأولى التي يصل فيها منتخب غير أوروبي إلى نهائي المونديال، حقا إنها الفرحة التي يصنعها الإنجاز.

أجواء ما قبل البداية
فجأة.. انطفأت الأضواء.. تعالت أصوات الموسيقى، دخلت مجموعة من الشباب، شباب يرتدون الأسود يحملون رداء أبيض بسرعة البرق فرشوه على أرضية صالة لوسيل.. الأضواء لا تزال مطفأة لكن للحظات فقط، لحظات ويمتزج الظلام بالأضواء، أضواء منظمة مرسومة بدقة بحروف عربية وأخرى إنجليزية، لكنها تكتب عبارة واحدة قطر 2015.. بعد الحروف توزعت الأضواء على الرداء الأبيض بلون أصفر راسمة رمالا متحركة سرعان ما تحولت إلى كرة أرضية، كرة أرضية اختفت لتظهر قطر، إنها الدولة التي تحتضن العالم بامتياز. تواصلت لعبة الأضواء راسمة كرات ترتفع لتنزل ثم ترتفع وتتحرك نحو المرميين، إنها أجواء ما قبل البداية، بداية مباراة الدور قبل النهائي بين قطر وبولندا.

حسب الله يطلب الخروج

طلب لاعبنا محمود حسب الله الخروج في الدقيقة 11 من الشوط الثاني مباشرة بعد تسجيله الهدف 21 للعنابي لشعوره ببعض الألم في عضلة الساق، فخرج وعوضه حمد مددي كابتن منتخبنا الوطني، لكن ست دقائق كانت كافية لكي يرتاح محمود حسب الله ويعود إلى مكانه في الثواني الأخيرة من الدقيقة 17.

لقطات ومشاهد
* تدخل مثمر
طلب فاليرو ريفيرا مدرب منتخبنا وقتا مستقطعا في الثواني الأولى من الدقيقة الـ20 من الشوط الأول عندما كانت النتيجة 10-8 لصالح المنتخب البولندي ليصحح أخطاء لاعبيه، ويبدو أن التدخل كان مثمرا حيث عدل العنابي إثره النتيجة 10-10 في نهاية الدقيقة الـ20.

* عودة إلى التسجيل
شهدت الدقيقة 27 من الشوط الأول عودة ماركوفيتش إلى اللعب مع زملائه في الهجوم العنابي، ولم تمض إلا ثوانٍ قليلة حتى سجل هدفه الأول في المباراة مانحا التقدم للعنابي بفارق هدفين 14-12 في الثواني الأخيرة من الدقيقة 27، بما اضطر مدرب المنتخب البولندي إلى طلب وقت مستقطع لتعديل أوتار فريقه.

* فاعلية هادي حمدون
سجل لاعبنا هادي حمدون هدفين من رميتي 7 أمتار خلال الشوط الأول وهو الذي لم يلعب، أي أنه يدخل فقط لتسديد الرمية، وكانت نسبة الفاعلية كاملة أي هدفين من رميتين. إنه الإعداد الجيد لمدرب يعرف قدرات لاعبيه جيدا.
* تعميق الفارق
عمق العنابي الفارق في بداية الشوط الثاني إلى خمسة أهداف 19-14 عند الدقيقة 7، وهي اللحظة التي تدخل فيها ميشيل بيغلر مدرب بولندا لطلب وقت مستقطع ثان له بعد الأول الذي كان في الشوط الأول، في محاولة منه لإعادة لاعبيه إلى أجواء التركيز.

* سرعة التدخل
بمجرد أن سجل المنتخب البولندي الهدف 21 في الثواني الأولى من الدقيقة 22 لتصبح النتيجة 23-21 للعنابي، طلب مدرب منتخبنا الوطني وقتا مستقطعا ثانيا لأن المنافس قلص الفارق إلى هدفين بعدما وصل في فترات سابقة إلى خمسة أو أربعة أهداف، وهو تدخل سريع لأن الوقت حرج ولا يسمح بالتساهل أكثر.

* الهدف القاتل
كان الهدف 31 للعنابي عن طريق محمود حسب الله من هجوم مضاد في الدقيقة 30 من الشوط الثاني بمثابة الهدف القاتل الذي أعلن نهاية المباراة بتأهل العنابي قبل الأوان. إنه تركيز اللحظات الأخيرة المطلوب في مثل هذه المواعيد المهمة.

بداية غير موفقة لجوران
لم يسجل حارسنا جوران بداية جيدة أمس في مباراة الدور قبل النهائي ضد بولندا، حيث أخفق في صد الكرات بما اضطر المدرب فاليرو ريفيرا إلى إخراجه في الثواني الأولى من الدقيقة الـ11 وإدخال ساريتش عندما كانت النتيجة 7-5 لصالح البولندي.

ساريتش نجم الجمهور الأول
لم يكن دخول حارسنا ساريتش عاديا كدخول غيره من اللاعبين، فبمجرد أن أعلن المذيع الداخلي عن اسمه حتى تعالت أصوات المشجعين، تعالت وصاحت صيحة واحدة مدوية تؤكد أنه النجم الأول لدى الجمهور، خاصة بعد أدائه الرائع في مباراة ربع النهائي ضد ألمانيا، حيث كانت صداته الأخيرة منعرجا حاسما في ترسيم تأهل العنابي إلى المربع الذهبي.

تألق الجناحين
على غير العادة، سجل جناحا المنتخب الوطني أربعة أهداف من أربع محاولات، أي نسبة كاملة، أما أكبر عدد من الأهداف المسجلة للعنابي فكان من خط الـ6 أمتار (9 من 10 محاولات)، في حين أن عدد الأهداف المسجلة من خط الـ9 أمتار كان 8 من 20 محاولة، وسجل العنابي نجاحا آخر حيث نجح في تسجيل 6 أهداف من الهجوم المضاد ولم يخفق في أي كرة.

العنابي دون إقصاءات في الشوط الأول
التركيز الكبير الذي دخل به لاعبونا الشوط الأول أسهم في إنهائهم لهذا الشوط بتقدم بفارق ثلاث نقاط 16-13، كما أنهم لعبوا الشوط الأول بعدد مكتمل دون أن يتعرض أي منهم للإقصاء بدقيقتين، وهو الأمر الذي يحسب لهم لأنهم لم يقعوا في الأخطاء المؤثرة في مباراة مهمة لا يجب أن يكون فيها هامش الخطأ كبيرا.