المرأة السفاحة.. تخصصت في استدراج وقتل سائقي الشاحنات في فلوريدا (1/2)

alarab
الصفحات المتخصصة 31 يناير 2013 , 12:00ص
ترجمة: العرب
«ألين ويرنرز» امرأة ليست ككل النساء، قتلت سبعة رجال في ولاية فلوريدا. وكانت تمتهن أقدم مهنة في التاريخ، في اعترافاتها المروعة، قالت إنها تتلقى توجيهاتها من الله، لقتل الناس، لكنها أدينت في نهاية المطاف بست جرائم قتل وفي جميعها حصلت على حكم الإعدام، وأعدمت في9 أكتوبر 2002م بالطبع لم تكن أول سفاحة أميركية، فكثير من الأميركيات على مدى التاريخ قتلن آخرين بطريقة متسلسلة، خاصة من الرجال، وفي الغالب يكون الضحايا من أفراد الأسرة أو من معارفهن، ومن المعروف أن النساء يقمن بقتل ضحاياهن بطرق تتناسب معهن كإناث كدس السم في الأكل، لكن أن تقوم امرأة بالقتل بواسطة مسدس ولأكثر من ضحية، فهذا هو الغريب في الأمر.. وما يدعو للغرابة أيضا ادعائها بممارسة الجنس مع ربع مليون رجل.. وفي حساب بسيط تكون «ويرنرز» قد مارست الجنس مع 35 رجلا كل يوم لمدة 20 عاما متواصلة. نشأة بائسة لم تكن نشأتها نشأة عادية، فقد ذاقت المر في طفولتها، عانت الفقر المدقع، بين عائلتها المتفككة والتعيسة، ولدت في 29 فبراير 1956م واسمها الحقيقي هوايلين كارول بيتمان والدها البيولوجي» ليو ديل بيتمان» شنق نفسه في السجن في عام 1969م. البؤس والشقاء والتعاسة ثلاثي رافق العائلة منذ أمد طويل، فجد والدها لأبيه مات بعد صراع طويل مع سرطان الحنجرة، بعد موته دللته جدته، كانت تقدم له المعجنات التي يحبها وتمنحه المال لصرفه في أمور تافهة، في كبره وبدلا من أن يرد الجميل، بادلها الكراهية، كان يضربها ضربا مبرحا، ويسيء إليها، كانت لعبته المفضلة ربط قطتين من ذيليهما وتركهما يتقاتلان. أما والدتها «ديانا وينرز» فقد تزوجت من والده «بيتمان» عندما كان عمرها 15 عاما وأنجبت له طفلتين في «روتشستر بولاية ميشيجان» كانت «أيلين» هي الطفلة الصغيرة، لها أخت تكبرها اسمها كيث والتي ولدت في عام 1955م، وقبل مرور عامين وقبل شهور من ولادة «أيلين» افترق الزوجان، ووجدت الزوجة نفسها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الطفلتين، لكنها لم تستطع تحملها، فتخلت عن تربيتهن لجدهما «لوري» وجدتهما «بريتا ويرنرز». في عام 1960م. قام الجدان بتربية الطفلتين مع أبنائهما في ترو بولاية ميشيجان، لكن «أيلين» لم تكتشف الحقيقة إلا في سن الثانية عشرة، وبدأن مع أختها التمرد على تربية الجد الصارمة، ما عرضها للجلد القاسي بالسياط بعد الانحناء على طاولة خشبية في وسط المطبخ. وفي مرات أخرى يقوم الجد بضربها وهي عارية من ملابسها. في سن الرابعة عشرة حملت «أيلين» سفاحا، وأرسلت إلى دار للأمهات غير المتزوجات، ولحسن حظ طفلها تخلت عنه في عام 1971م. انجراف نحو الإجرام وجدت «أيلين» نفسها تسير في طريق مسدود، لم تعد تذهب إلى المدرسة التي التحقت بها، وعرفت بعهرها وفسوقها بين أصدقاء الأسرة والمعارف، ثم امتهنت الدعارة، وركوب سيارات الغرباء. في السنوات القليلة التي أعقبت ذلك ماتت أختها الوحيدة من سرطان الحنجرة وهي في سن الـ21 وانتحر «لوري» وبقيت «أيلين» وحيدة، لكنها فضلت الانتقال إلى ولاية فلوريدا. في سن العشرين، كثفت «أيلين» من أنشطتها بالركوب في سيارات الغرباء، حتى صادفت «لويس فيل» وركبت معه في سيارته، كان «فيل» غنيا في الـ69 من العمر رئيسا لأحد أندية اليخوت، وسرعان ما وقع في حبها، وعندما تزوجها في عام 1976م، تصدر خبر زواجهما الصفحات الأولى من الصحف الاجتماعية. لم تحلم بمثل هذه الزيجة، وفي الوقت نفسه لم تعض عليها بالنواجذ ودخلت في مشاكل لا حصر لها مع الزوج الغني، وامتدت هذه المشاكل إلى البارات والتجمعات، أدينت بتهمة الاعتداء ودخلت السجن، وفي أقل من شهر أدرك الرجل الثري حجم خطأه وتخلى عنها. دخلت «ألين» في علاقات عديدة بعد ذلك، فشلت فيها كلها، وامتهنت البغاء بصورة علنية وتورطت في حوادث سرقة وتزوير وسطو مسلح. انهارت عاطفيا وجسديا وحاولت الانتحار. كانت فوضوية في أسلوب حياتها، في عام 1986م التقت «أيلين» بالشابة «تيريا مور» التي كانت في الـ24 من عمرها في أثناء وجودها في حانة للمثليين في «دايتونا»، دخلت المرأتان في علاقة شاذة.. وبدأتا في الانتقال بين الفنادق الرخيصة لاصطياد الزبائن، وبعد فترة من الزمن تعرضتا لضائقة مالية، جعلتهما يفكران في حل فوري. وفيات غامضة عرف «ريتشارد مالوري» بحبه للجنس وشرب الخمر، ما أثر في عمله واضطراره لإغلاق متجره لتصليح الإلكترونيات، لكنه نهض من كبوته واستمر في عمله، في الوقت نفسه لم يترك النساء والخمر، وعندما اختفى لعدة أيام في أوائل ديسمبر من عام 1989م، توقع الجميع أن يكون في غزوة من غزواته النسائية. لكن معارفه ارتابوا في الأمر عندما عثرت الشرطة على سيارته الكاديلاك موديل 1977 في مكان ما خارج «دايتونا». في 13 ديسمبر1989م كان شخصان يبحثان عن الخردة على طول الطريق الترابي بالقرب من الطريق السريع 95 في مقاطعة «فولوسيا – فلوريدا» وبدلا من العثور على الخردة عثرا على جثة ملفوفة في سجادة، حضرت الشرطة واتخذت الإجراءات اللازمة وتم رفع بصمات من الجثة المتحللة والتعرف على القتيل وهو «ريتشارد مالوري» الذي اختفى عن الأنظار لأكثر من 13 يوما، ومن كشف الشرطة تبين أن المغدور قد تعرض لثلاثة أعيرة نارية. واستمر التحقيق في هذه القضية لعدة أشهر، وتم الاشتباه في إحدى الفتيات التي اعترفت لصديقها بقتل «ريتشارد» مؤكدة بأنها خرجت معه لعدة أيام ثم قتلته، ألقت الشرطة القبض عليها وكثفت التحقيق معها وتبين أن اعترافها كان نتيجة ثورة غضب عارمة مع صديقها، وقيدت القضية ضد مجهول. في الأول من يونيو، تم العثور على جثة أخرى مجهولة الهوية وعارية من الملابس في غابة مقاطعة «سيتريس- فلوريدا» على بعد حوالي 40 ميلا إلى الشمال من مدينة «تامبا»، وفي السابع من الشهر تم التعرف على القتيل وهو «سبيرز ديفيد» 43 عاما من «ساراسوتا» وكان يعمل في مجال المعدات الثقيلة وشوهد للمرة الأخيرة في 19 مايو، حيث قال لرئيسه إنه ذاهب إلى «أورلاندو» لكنه لم يصل إليها، تم العثور على شاحنته بعد ذلك بفترة قصيرة على الطريق السريع 75، وهي مقفلة الأبواب، ولوحة ترخيصها مفقودة، واتضح أن مجهولا أطلق عليه الأعيرة النارية لعد مرات، كما عثرت الشرطة في المكان على واق ذكري مستخدم بالقرب من جثته. في الوقت نفسه وفي يوم 6 يونيو، تم العثور على جثة أخرى عارية على بعد أميال قليلة قبالة الطريق السريع 75 حوالي ثلاثين ميلا جنوب مقاطعة «باسكو» وعثر على الجثة وقد تعرضت لتسع رصاصات، وتحللت تماما وجعلت مهمة التقاط بصمات الأصابع صعبة، وكذلك تحديد موعد الوفاة التقريبي. استمرار جرائم القتل في 4 يوليو وأثناء ما كانت «بيلي روندا» تجلس في شرفة منزلها المطلة على شارع رئيسي في منطقة «أورانج سبرينجز- فلوريدا» شاهدت سيارة تنحرف عن جادة الطريق وتتوقف على جانبه، ثم شاهدت امرأتين تترجلان من السيارة ويقذفان بعلب البيرة وتتبادلان السباب والشتائم. كانت المرأة ذات الشعر البني تتحدث قليلا، بينما كانت الشقراء تثرثر وتثرثر وكأنها لن تتوقف عن الحديث، تنزف ذراعها بعد إصابتها في الحادث. وتوسلت إلى «بيلي» ألا تستدعي الشرطة فمنزل والدها يقع على بعد عدة شوارع. عادت المرأتان للسيارة التي تحطم زجاجها الأمامي إلى جانب بعض الأضرار الصغيرة، وركبتا سيارتهما، لكن بعد عدة أمتار توقفت السيارة مرة أخرى، ما أجبرهما على مواصلة السير بأقدامها، في تلك اللحظة حضر أحد أفراد الشرطة، وسألهما عما إذا كن داخل السيارة، حيت نفت المرأتان ضلوعهما في الحادث ورفضتا المساعدة وواصلتا المسير نحو وجهتهما. تبين أن السيارة من نوع بونتياك موديل 1988 رمادية اللون بأربعة أبواب، وقد تحطم زجاج الأبواب الأمامية، فضلا عن الزجاج الأمامي، وشوهدت بقع دماء منتشرة في داخل السيارة، ولوحة ترخيصها مفقودة. وبالتدقيق عن ملكيتها، تبين أنها خاصة بـ «بيتر سيمز» والذي اختفى في السابع من يوليو من منزله بمنطقة «جوبيتر- فلوريدا» حيث كان في طريقه لزيارة أقارب له في ولاية «أركنسو»، كان «بيتر» 65 عاما ويعمل بحارا، لكنه تقاعد قبل فترة، وتفرغ للإرشاد الديني. وصل إلى المكان المحقق «جون ويسينيسكي» من شرطة «جوبيتر» والذي كان يتابع اختفاء «سميز» وفور معرفته لأوصاف المرأتين، قام بعمل تعميم على جميع المراكز والأقسام لمراقبة أنشطتهما للوصول إلى الشخص المختفي. «تروي بورس» يعمل في محل لتوصيل السجق، خرج في وقت مبكر من صباح يوم 30 يوليو لتوصيل بعض الطلبات، لكنه لم يعد إلى المحل حتى الظهيرة، في وقت متأخر من تلك الليلة قامت مسؤولة المحل وزوجها بالبحث عنه، وفي الساعة الثانية صباحا أبلغت زوجته الشرطة التي عثرت على شاحنته في الرابعة صباحا. كانت مقفلة ومفاتيحها مفقودة إلى جانب صاحبها. بعد ذلك بخمسة أيام، وأثناء ما كانت إحدى العائلات تتنزه في منطقة غابية، عثرت على جثة أحد الأشخاص، وعلى بعد حوالي ثمانية أميال من المكان الذي وجدت فيه الشاحنة، حيث ساعدت حرارة ورطوبة فلوريدا في تحلل الجثة. كشفت الشرطة على الجثة وتبين أن القتيل قد تعرض لطلقتين ناريتين واحدة في الصدر ومثلها في الظهر، وتعرفت الزوجة على الجثة من خاتم الزفاف الذي كان بيده.