مناطق خارج الدوحة تعاني قلة المجمعات التجارية
تحقيقات
30 ديسمبر 2015 , 01:53ص
حامد سليمان
مول واحد يخدم كافة سكان الخور والمناطق القريبة، أما الوكرة والوكير فيشتكي أهلها من اعتمادهم الدائم على المحال التجارية الصغيرة، أو حضورهم للدوحة لشراء مستلزماتهم، في حين تضج العاصمة بزحام يومي للراغبين في شراء احتياجاتهم، كان هذا مسار شكوى الكثير من المواطنين والمقيمين، وتأكيد رجال الأعمال على حاجة الكثير من المناطق لمجمعات تجارية.
وأكد رجال أعمال ومواطنون لـ «العرب» على أن مناطق الخور، وما يسمى بجيوب الدوحة، كالوكرة والوكير، هي الأكثر حاجة لمولات جديدة، فالكثافة السكانية بهذه المناطق زادت بصورة كبيرة، وتضاعفت المشروعات بها بشكل واضح، إلا أن المجمعات التجارية بها ما زالت دون المستوى المأمول، مشددين على أن تمركز المولات في شوارع معينة بالدوحة يرجع لما تضعه وزارة البلدية والتخطيط العمراني من تصور، فليست كل الشوارع مفتوحة للاستثمار التجاري.
ونوه مواطنون إلى أن بعض المناطق يعاني أهلها من اكتظاظ المجمعات التجارية، وحضور دائم للعمال والعزاب، ما يضعف حضور العائلات لما يعانونه من تعدي على خصوصياتهم، فالخور على سبيل المثال ليس بها سوى مجمع واحد يكتظ بالمتسوقين في مختلف العطلات، منوهين إلى أن المولات تعد من الوجهات الترفيهية، كما هي مخصصة للتسوق، ويمكن استثمارها بصورة سياحية تعود بالنفع على الدولة بالنفع.
تجمع المولات
في البداية قال رجل الأعمال أحمد الخلف: ثمة توزيع غير جيد للمولات في مختلف مناطق الدولة بصورة عامة، وفي الدوحة خاصةً، فالمولات تتجمع في شارع الشمال بالعاصمة، حتى وإن كان الشارع هو شريان المدينة الذي يوصل جنوبها بشمالها، إلا أن هناك مناطق أخرى كثيرة تحتاج إلى المزيد من المجمعات التجارية.
وأضاف: بعض الشوارع الرئيسية في الدوحة ممنوع أن يُبنى عليها مولات ومجمعات تجارية، وهذا الأمر قصر افتتاح هذه المنشآت على بعض المناطق الحيوية، فتكدست وتكدس معها حضور المتسوقين في مناطق بعينها، لذا فلا بد من التوسع في توزيع المناطق المخصصة للبناء التجاري، وأن تفتح وزارة البلدية والتخطيط العمراني الباب أمام بناء مجمعات جديدة.
وتابع: بعض المناطق الخارجية كالخور على سبيل المثال يشتكي أهلها من وجود مجمع تجاري واحد، يمكنهم التسوق منه، ولكن رجل الأعمال دائماً ما يبحث عن الجدوى الاستثمارية من المشروع، فمناطق كالخور والذخيرة والشيحانية، يمكن أن يكون مول واحد فقط كافيا بالنسبة لأهلها، وافتتاح مجمع جديد ربما يلبي حاجة السكان، ولكنه غير مجدي استثمارياً بصورة كبيرة، لذا نلحظ عزوف بعض رجال الأعمال عن عمل مجمعات في هذه المناطق.
وأوضح الخلف أن الزيادة السكانية في الخور والذخيرة وغيرها من المدن ربما تزيد من الجدوى الاقتصادية للمولات في هذه المناطق، وربما تكون المدخل لتفكير جاد من قبل المستثمرين في الاستثمار بهذه المشروعات، مشدداً على أن المولات تعد أحد أبرز المشروعات التي يقبل عليها قطاع كبير من المستثمرين، فمن لديه قطعة أرض في مكان مميز يفكر جدياً في تحويلها لمجمع تجاري، فهي جاذبة للجمهور، لأن المستهلك يجد فيها كافة احتياجاته.
وأشار إلى أن المولات الكبيرة والتي يوجد بها المطاعم ومحال الملابس وغيرها من الخدمات تجد إقبالاً واسعاً من الجمهور، ولهذا يرى الخلف أن المحال الصغيرة سوف تتقلص في السنوات المقبلة، لأن المستهلك بات ملماً بالأماكن التي يمكن أن يشتري منها كافة احتياجاته وبأسعار منافسة، موضحاً أن أسواق الفرجان فشلت بسبب السبب ذاته، لأن التسوق يحتاج إلى مولات توفر كافة احتياجات المستثمر، وهذا جاء على حساب المحال الصغيرة.
وأكد أن التوسع في المجمعات التجارية بات مطلوباً، وفتح الباب أمام الراغبين في الاستثمار بات مطلباً ملحاً، وهذا يقتضي السماح بعمل مولات على الطرق السريعة، فليس من الضروري أن تكون المولات في وسط العاصمة، فيمكن أن تكون على أطراف الدوحة، بحيث توفر للمتسوقين عدد مناسب من المواقف أو غيرها من الخدمات.
ونوه الخلف إلى أن ما يسمى بجيوب الدوحة، كالوكرة والوكير وغيرها من المناطق التي تنمو بصورة كبيرة في وقت قصير، هي الأكثر حاجة إلى مولات، فالاستثمارات بهذه المناطق بدأت تتوسع، وزادت معها الكثافة السكانية، فالزحف السكاني يتوجه ناحية الجنوب، في حين أن شمال البلاد به مولات كثيرة توفر حاجات السكان.
وشدد على أن إنشاء مولات على أطراف الدوحة وعلى الطرق السريعة يكون أكثر جدوى من قلب المدينة المزدحم، فعلى أطراف المدينة يمكن للمتسوق أن يشتري احتياجاته دون صعوبات تواجهه في مشكلة المواقف، أو غيرها من الصعاب التي يشتكي منها المتسوق، كالزحام الدائم في قلب المدينة وحضور عدد كبير من الزبائن.
معاناة أهالي الخور
ومن جانبه قال خميس المريخي: مدينة الخور لا يوجد بها سوى مجمع واحد كبير يخدم كافة أهالي المدينة من عائلات أو عزاب، وهو الوجهة الأصلح للكثير من سكان المدينة للحصول على احتياجاتهم، فباقي المحال صغيرة ولا يجد فيها المواطن والمقيم كافة مشترياته، ويضطر للانتقال فيما بينها.
وأضاف: وكون اللولو هو المجمع التجاري الأبرز والأكبر في المدينة صار الوجهة الأساسية، ورغم وجود بعض المشروعات التي سيتم افتتاحها قريباً، إلا أنها لن تكون مؤثرة بالقدر الكافي المتماشي مع حاجات السكان، ولن تغني هذه المشروعات عن اللولو، كونها ليست بنفس الحجم والكفاءة، فالسكان يلجؤون للمجمعات الكبيرة، التي يجدون فيها كافة حاجاتهم.
وتابع المريخي: ثقة سكان الخور في اللولو ليست نابعة من رغبة في الشراء من المجمع، ولكن مساحة المنافسة مع مجمعات أخرى تعتبر معدومة لأنه لا يوجد غيره في المدينة على نفس المساحة والشكل، فيستقطب أعدادا كبيرة من السكان، وفي مقدمتهم العمال، الذين زادت أعدادهم بصورة واضحة، إضافة إلى الخيارات المتعددة التي يُتحها في مختلف أقسامه، والتي لا تتوافر في المجمعات أو المحال الصغيرة، إضافة إلى أن المكان واسع ويمكن أن يستوعب أعداد كبيرة، ويمكن لرواده التنزه به.
وأكد أن رواد المجمع الوحيد في الخور يواجهون مشكلة كبيرة في الإجازات، فالمول تتكدس فيه العمال بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي يمثل تعدياً على خصوصية الكثير من الأسر، التي تجد في العطلات وقتاً مناسباً للتسوق، ولكن يحول دون توجهها للولو كونه يضج بالعزاب.
وأشار المريخي إلى أن الخور شأنها شأن الكثير من المناطق الخارجية التي تشهد زيادة سكانية كبيرة، خاصةً من العمال مع التوسع الكبير في مشروعات الدولة، لذا فالمدينة تحتاج وبصورة عاجلة للمزيد من المجمعات التجارية، مشدداً على أن رواد المجمعات التجارية في الخور ليسوا فقط من أهلها، بل إن بعض العمال يحرصون على الحضور للمدينة من أجل الاستفادة من العروض التي تقدمها هذه المجمعات، ومنهم من يأتي للزيارة أو من باب التغيير.
وشدد على أهمية افتتاح المزيد من المجمعات التجارية، أو أفرع لتلك المنتشرة في الدوحة، منوهاً إلى أن افتتاح محال صغيرة أو أفرع ليست على نفس مستوى اللولو يبقي على المجمع التجاري الوحيد في المدينة الوجهة الأساسية للمتسوقين، ويبقي مشكلة الزحام على حالها، فلا بد أن تكون المجمعات التجارية الجديدة في الخور على مستوى عال يستقطب السكان، ويحقق عوامل المنافسة المطلوبة للتقليل من الأسعار.
وجهة مفضلة
وقال عيسى السليطي: تمثل المجمعات التجارية أحد أبرز الوجهات المفضلة لقضاء العطل بالنسبة لقطاع عريض من أبناء قطر والمقيمين على حد سواء، لذا نجدها مكتظة في الكثير من الأوقات على مدار اليوم، ويزداد زحامها في عطل نهاية الأسبوع أو العطل والإجازات الرسمية.
وأضاف: المجمعات التجارية لم تعد فقط وجهة للتسوق، بل تحولت إلى وجهات سياحية، حيث تهتم الكثير من الدول حول العالم بزيادة مناطق الألعاب، ومضاعفة المطاعم والأماكن الترفيهية والفعاليات المقامة بهذه المجمعات، ما يستقطب آلاف السياح، فالسياحة الترفيهية باتت أحد أبرز صور السياحة التي تستقطب الملايين حول العالم كل عام.
وأشار السليطي إلى أن بعض المجمعات التجارية في قطر باتت وجهة لآلاف الأسر من أجل الفعاليات المقامة فيها بمختلف المناسبات فقط، ناهيك عن التسوق الذي يعد المهمة الأساسية للمحال المنتشرة في مختلف المولات، منوهاً إلى أن مجمع سيتي سنتر على سبيل المثال يحضر إليه الآلاف في فعالياته المرتبطة بمختلف الإجازات طوال العام.
وشدد على أن مركزية الدوحة بالنسبة للكثير من المؤسسات تعد السبب الأبرز في الزحام اليومي الذي تشهده العاصمة، وأن الأمر ينطبق أيضاً على مجمعات التسوق والأماكن السياحية، حيث يحضر الكثيرون من خارج الدوحة لقضاء أوقاتهم في العاصمة، سواء في المطاعم والمقاهي أو للتسوق في مختلف المحال، حيث تتمركز غالبية الماركات العالمية في العاصمة فحسب.
وعلل السليطي هذا التمركز للماركات العالمية في الدوحة لحضور عدد كبير من المجمعات التجارية في المدينة، على حساب المناطق الخارجية التي لا تحظى سوى بنسبة بسيطة من إجمالي المجمعات في الدولة، رغم الكثافة السكانية المتزايدة بها.
وأكد أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد السكان بالنسبة لمناطق كالوكرة والخور وغيرها، حيث أثرت المشروعات العملاقة التي تقبل عليها الدولة بصورة مباشرة في التركيبة السكانية بهذه المدن، سواء من حيث الزيادة أو نوعية السكان، فتكتظ مدينة كالوكرة بالكثير من العائلات المقيمة التي وجدت في المدينة ملاذا للبعد عن غلاء الإيجارات، إضافة إلى قربها من العاصمة، فلا يتكبد الموظفون مجهود كبير في الانتقال للعمل أو للتنزه في الدوحة مساءً.
ولفت إلى أن التركيبة السكانية في مدينة كالخور مثلاً تغيرت بصورة كبيرة، فعدد العمال فيها تزايد بصورة واضحة، لأن غالبية رجال الأعمال يبحثون عن سكن مناسب للعمال، تتوافر فيه معايير جيدة لعيشهم، وفي الوقت نفسه يكون بأسعار مناسبة، وهذا لا يتوافر إلا في مدينة كالخور، إضافة إلى غيرها من مناطق الدولة التي زاد تعداد سكانها بصورة كبيرة.
وأشار إلى أن الزيادة السكانية وتغير التركيبة السكانية كان لها أثر كبير في أوقات تسوق الكثيرين، فعلى سبيل المثال لا تستطيع الكثير من الأسر في الخور أن تتسوق في العطل، لأن المجمعات تضج بالعمالة، وسكان الوكرة يلجؤون للدوحة، لأن عدد المجمعات بالمدينة قليل جداً، مقارنةً بتعداد سكان الوكرة الذي يأتي بعد الدوحة مباشرةً، الأمر الذي يحتم على المستثمرين أن يكونوا ذوي حس وطني واستثماري في الوقت نفسه، وأن يتوجهوا بمشروعات مجمعات التجزئة لهذه المناطق.
وأبدى السليطي تعجبه من تواجد مجمع واحد فقط في الخور، موضحاً أن تعداد السكان في المدينة يحتاج إلى ثلاث مجمعات كبرى أخرى لتلبية احتياجات السكان، لافتاً إلى أن غالبية أصحاب المجمعات الكبرى ينشدون الاستثمار الآمن من خلال افتتاح أفرع في الدوحة، والأمر يؤتي أكله بالتأكيد معهم، ولكنهم في حال درسوا الزحام الكبير في مجمعات المناطق الخارجية فستتغير نظرتهم.
وأشار إلى أن المناطق الخارجية تنقصها الكثير من الخدمات، وهو ما يتجلى من خلال حرص كبير من السكان على الحضور للدوحة، وبعضهم يأتي من مناطق بعيدة، ضارباً مثالاً بالوكرة التي يتزايد فيها السكان بصورة دائمة، الأمر الذي يتعين على أجهزة الدولة كافة أن تزيد الخدمات بها بصورة عاجلة، وكذلك رجال الأعمال، سواء من خلال طرح المزيد من الوحدات السكنية أو المجمعات التجارية التي تشهد زحاما كبيرا في هذه المناطق.
وأكد السليطي على أن المحال التجارية الصغيرة لا تغني عن المجمعات التجارية الكبيرة، فرحلة التسوق بين المحال الصغيرة صعبة ومرهقة، على عكس في المجمعات والمولات، التي يستمتع مرتاديها بعملية التسوق بين مختلف المحال، إضافة إلى ميزة التنافسية التي لا تتوافر إلا في مجمعات بها عدة محال تبيع نفس المنتج، الأمر الذي يجعلها تتنافس في طرح الأفضل وبأسعار مخفضة، وهو ما يصب في صالح العميل، ويقلل بصورة أو بأخرى من معدلات التضخم التي صارت مسار شكوى الكثيرين.