بعمر 3 أعوام.. قصف إسرائيلي يحرم طفلا غزيا من قدمه ونومه

alarab
حول العالم 30 سبتمبر 2024 , 01:19ص
غزة - وكالات

في سرير صغير داخل خيمة يستلقي الطفل الفلسطيني جهاد يوسف (3 سنوات)، الذي أصيب بجروح بليغة نتيجة قصف إسرائيلي على خيمة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويظل الطفل، الذي كانت ضحكاته تملأ المكان، ينظر بحيرة إلى الفراغ حيث كانت قدماه، متسائلًا: «أين ذهبت؟ كيف سأتمكن من اللعب مع أصدقائي؟».
ولم يدرك الطفل الذي يعيش داخل خيمة بدائية مع والدته، أن قدمه بُترت جراء استهداف إسرائيلي في 9 سبتمبر الجاري، ضمن الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وخلال الحرب عانت أسرة الطفل من النزوح القسري، حيث اضطرت للانتقال من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تشهد عملية عسكرية برية منذ 6 مايو الماضي إلى المناطق الغربية المعروفة باسم «المواصي»، والتي زعمت إسرائيل أنها «آمنة»، داعية الفلسطينيين للتوجه إليها.
ومع ذلك، تعرضت المنطقة التي تؤوي نازحين للقصف في ساعات الليل، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأصيب الطفل جهاد وقتل عدد من أقاربه وأصيب والده بجروح.
ونزح الفلسطينيون قسراً من منازلهم تحت وطأة القصف الإسرائيلي، متوجهين إلى مناطق المواصي ووسط القطاع.
ومنذ تعرضه للإصابة، لا يتوقف الطفل عن الصراخ من شدة الألم وهو مستلقٍ على سريره، فلم يعد كما كان؛ حيث أصبح منطويا، لا يرغب برؤية أحد، ولا يتقبل وجود أحد بجواره سوى أمه.
وتسعى عائلة الطفل جاهدة لعلاجه خارج قطاع غزة، حيث يعاني دائما من آلام شديدة بسبب نقص الإمكانيات الطبية جراء الحرب والحصار.
وبعيونها المليئة بالقلق والحزن، تحاول الأم «مي يوسف»، احتواء طفلها، فتارة تربت عليه وتارة أخرى تلمس رأسه لتمنحه شعورا بالحنان والأمان، عسى أن ينسى الآلام التي لحقت به.
وقالت أم الطفل للأناضول: «جهاد فقد قدما واحدة بشكل كامل، وجزءا من الأخرى، كما بترت ثلاثة أصابع من يده، بينما أصيب والده جراء قصف إسرائيلي على منطقة المواصي بخان يونس».
وأضافت: «كان القصف الإسرائيلي خلال الليل، وتم استهدافنا ونحن نائمون».
ولفتت إلى أن «إصابة طفلي ليست جسدية فحسب، بل نفسية أيضا، إذ لا يقبل جلوس أحد معه، ويظل مستيقظا طوال الليل بسبب الآلام التي لحقت به، ودائما يبكي».
وتأمل الأم الفلسطينية أن يتمكن طفلها من الخروج للعلاج خارج قطاع غزة، في ظل نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية في القطاع، حيث تعجز عن توفير ضمادات للجروح بسبب شحها.