مونديال العرب 2022 فخر لنا.. والرياض تدعم الدوحة لإنجاحه
حوارات
30 سبتمبر 2015 , 02:27ص
الدوحة - العرب
هنأ سعادة السفير السعودي بالدوحة عبدالله بن عبدالعزيز العيفان في حوار مع «العرب» المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، وتمنى للمملكة المزيد من النماء والتطور وبناء الإنسان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله.
وعن إقامته في قطر قال سعادة السفير لـ«العرب»: «إني وكل مواطن سعودي لا نشعر بأننا في بلد آخر، بل إننا نعيش ونمارس حياتنا الطبيعية وكأننا في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية».
ووصف العيفان العلاقات السعودية القطرية بالراسخة منذ القدم، وأنها تقوم في جوهرها على ركائز ثابتة قادرة على تجاوز أية عقبات. وبين أن السعودية وقطر يربطهما مصير واحد. ونوه بكلمتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الأمم المتحدة ومواقفهما المشرفة.
وعن إقامة «مونديال العرب» 2022 شتاء، قال سعادة السفير إن «مونديال العرب» إنجاز وفخر لدولنا جميعاً التي لن تألو جهداً في دعم قطر لتحقيق النجاح المأمول. وإنه لا يساوره شك أن قطر ستواصل نجاحاتها في تنظيم مثل هذه البطولات العالمية، ولنا في النجاح الذي تحقق مؤخراً في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد خير دليل، فهو نجاح شهد به البعيد مع القريب.
ورفض العيفان في حواره مع «العرب» الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، وبين أن مواقف المملكة العربية السعودية وجهودها الحثيثة لخدمة القضية الفلسطينية تتواصل على مر العقود منذ تأسيس المملكة. وأوضح أن هناك تنسيقاً تاماً بين السعودية وقطر لمواجهة هذه الجرائم.
وتطرق سعادة السفير للوضع في اليمن وسوريا، مؤكداً أن العمليات العسكرية حققت أهدافها بنجاح مع الحرص على حياة المدنيين والبنية التحتية. وأن المملكة العربية السعودية لم تأل جهداً لنصرة الشعب السوري ومساعدته منذ اندلاع ثورته في وجه الظلم والطغيان، وأنه على الأسد أن يرحل.
وفي حديثه عن حادث التدافع خلال أداء مناسك الحج هذا العام، بيّن العيفان أن البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية توضح بكل شفافية كافة تفاصيل الحادث، وكيفية تعامل الأجهزة الأمنية والصحية معه، وأن هذه البيانات أكدت أن المعرفة القاطعة بأسباب وقوعه ستكون حاضرة بعد انتهاء التحقيقات. وعن موقف إيران تجاه الحادث قال سعادة السفير لـ «العرب» إن الأمر المخزي هو أن تلجأ إيران إلى استغلال هذه المأساة الإنسانية لأهداف سياسية. وإلى نص الحوار:
سعادة السفير، بداية نهنئ الشعب السعودي الشقيق بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، حدثنا عن هذا اليوم، وماذا تقول لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي بهذه المناسبة؟
- أشكركم أخي الكريم كما أشكر صحيفة «العرب» على هذا اللقاء الذي سيشرفني بالتحدث لقرائكم الأعزاء، وأبدأ حديثي عن هذه المناسبة الوطنية الغالية وأهميتها: يوم 23 سبتمبر من كل عام هو ذكرى غالية لحدث تاريخي مهم تحقق على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، حيث أعلن في مثل هذا اليوم من عام 1351ه الموافق 1932م تأسيس المملكة العربية السعودية، وقيام دولة تُمثل أنجح تجربة وحدوية في تاريخ عالمنا العربي المُعاصر. إننا في مثل هذا اليوم من كل عام نزهو فخراً بهذه الذكرى الغالية الذي توّج فيها الملك المؤسس سنوات من جهده وكفاحه والكثير من أبناء الوطن المخلصين بتوحيد مناطق مُتفرقة، وقيام دولة موحدة على أسس راسخة مُتماسكة تطورت على مدى العقود الماضية، حتى باتت دولة رائدة تضطلع بمكانة ودور فاعلين على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولعل مصدر السعادة والفخر ينبع من استذكار الدروس والعبر التي صنعت في الماضي هذا الإنجاز العظيم، ومن الاعتزاز في الحاضر بما تعيشه بلادنا من نهضة وتطور ونمو ورخاء. وكذلك من الثقة والتفاؤل عندما نستشرف المستقبل المقبل في ظل نهضة شاملة وخطوات تطويرية حثيثة وقرارات حازمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مُؤمنين أنها ستُحقق -بإذن الله- لبلادنا المزيد من النماء والتطور وبناء الإنسان، ما سيُعزز مكانة المملكة ودورها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، لي بالغ السعادة والشرف أن أتقدم بأخلص التهاني وأطيب التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولعموم أبناء الشعب السعودي الكريم.
إننا كأبناء للمملكة العربية السعودية نزهو فخراً وننظر بأمل وثقة كبيرين إلى المستقبل، مستشرفين مزيداً من الإنجازات في وطننا الحبيب على يد قائدنا ومليكنا سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يقود بحزم وعزم مرحلة تحول استراتيجي تاريخية، قوامها قرارات حكيمة تعكس رؤية ثاقبة ومواقف حازمة تتعامل مع الكثير من القضايا والتحديات المصيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
كيف تجدون إقامتكم في قطر؟
- قد لا آتي بجديد إن قلت إني وكل مواطن سعودي لا نشعر بأننا في بلد آخر، بل إننا نعيش ونمارس حياتنا الطبيعية وكأننا في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية، ومما لا شك فيه أن ذلك يعود إلى ركائز أساسية مهمة، في مقدمتها القربى والجوار والتماثل في العادات والتقاليد، إلى جانب أصالة الشعب القطري الشقيق ونبل أخلاقه وطيبته، ناهيك عن توجه حكومي صادق للترحيب بالمواطنين السعوديين، والاهتمام بهم، وتقديم كل دعم ومساعدة لهم.
سعادة السفير ما رأيكم في ما تشهده العلاقات القطرية السعودية في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز؟
- العلاقات السعودية القطرية علاقات قديمة راسخة تقوم في أصلها وجوهرها على ركائز ثابتة قادرة على تجاوز أي عقبات. ولا شك أن هذه العلاقات تحظى باهتمام ورعاية كبيرين من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظهما الله-، اللذين عملا على رعاية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المراحل ومنذ أن كانا -إبان تبوئهما منصب ولاية العهد- يرأسان جانبي البلدين في مجلس التنسيق السعودي القطري، هذا المجلس عالي المستوى، الذي جاء تأسيسه ليعكس أهمية هذه العلاقات الأخوية، ويؤكد حرص واهتمام قيادتي البلدين بدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما يجري من خلاله تنظيم وتعزيز أوجه علاقات التعاون المختلفة، وهو حرص واهتمام سيكون متواصلاً -بإذن الله- عبر اللقاءات والاتصالات بين القيادتين والمسؤولين في البلدين الشقيقين على مختلف المستويات.
يحاول البعض تعكير صفو العلاقة بين قطر والسعودية فبماذا تردون عليهم؟
- ما يهمني هو أن العلاقات التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين -وكما أشرت سابقاً- علاقات قديمة راسخة تقوم في أصلها وجوهرها على ركائز ثابتة قادرة على تجاوز أية عقبات، وهي علاقات تتجاوز علاقات الجوار والقربى والمصالح المشتركة لتوصف بحق أنها علاقة مصير مشترك. إني أشعر بارتياح كبير للمستوى المُتميز الذي بلغته العلاقات الثنائية القائمة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقة، ولا شك أن الجميع يرى بوضوح مدى التنسيق الوثيق والمواقف المشتركة للبلدين على أكثر من صعيد، ولعل أبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذا الخصوص هو العمل المشترك من قبل البلدين في إطار تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة مهمة من قبل دولة قطر الشقيقة.
هناك تطابق واضح في الرؤى بشكل عام تجاه قضايا المنطقة بين قطر والسعودية، فما أسباب هذا التطابق برأيكم؟
- هذا سؤال مهم، وأقول إن دولتينا -وعموم دول مجلس التعاون الخليجي- تعيش ظروفاً متشابهة وتواجه الكثير من التحديات المباشرة وغير المباشرة، التي بات التصدي لها والتعاون والتنسيق بشأنها أمراً لا مندوحة عنه، من هنا بلغت علاقات المملكة العربية السعودية بشقيقتها دولة قطر مستوى متميزاً، بات مصدر سعادة وارتياح، ولا شك أن هذا هو الوضع الطبيعي في ضوء المرتكزات الراسخة التي تقوم عليها هذه العلاقات من قربى وجوار ومصالح متبادلة ومصير مشترك، وفي ظل العلاقات الوثيقة التي تربط بين قيادتي البلدين، ويجري في إطارها الكثير من اللقاءات والاتصالات.
السعودية هي «عاصمة القرار العربي» فما الدور المنوط بها في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات؟
- المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي تحمل هموم الأمتين العربية والإسلامية، وتبذل الغالي والنفيس للدفاع عن قضاياها وتحقيق مصالح شعوبها. وانطلاقاً من ذلك، فقد كانت لكل مرحلة في تاريخ المملكة العربية السعودية علاماتها الفارقة وإنجازاتها المشهودة، التي تتوافق مع ظروف كل مرحلة وتتعامل مع تحدياتها، وحين نتحدث عن المرحلة الحالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فإننا نعيش بكل فخر واعتزاز مرحلة تحول استراتيجي مهم، قوامها قرارات حكيمة تعكس رؤية ثاقبة ومواقف حازمة تتعامل مع العديد من القضايا الإقليمية المصيرية. ومما لا شك فيه أن عمليتي «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» جاءتا كانعطافة مهمة في تاريخنا العربي والإسلامي المُعاصر، فبقدر كونها قد ترجمت ورسخت عدداً من المبادئ النبيلة التي نفخر جميعاً بأنها جزء مهم من معتقداتنا وموروثنا وسياساتنا، فهي وقفة أخوية لنجدة وإغاثة بلد جار وشعب مكلوم، وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن، والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته. ولقد كان الأمر بانطلاق هذه العمليات قراراً تاريخياً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ذا مضامين استراتيجية مهمة، فهو قرارٌ وفعلٌ شعاره الأساس النخوة والكرامة والعمل المُخلص الجاد لخدمة دولنا وقضايانا العربية والإسلامية، وهو قرار يعكس حكمة ورؤية ثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وإخوته قادة الدول الشقيقة المُشاركة في هذه العمليات في التعامل مع التحديات والتهديدات المُباشرة التي مثلتها الميليشيات الحوثية والقوى المحلية المُتواطئة معها بدعم وتحريض من قوة إقليمية تسعى لتحقيق أطماعها ومُخططاتها العدائية لدولنا العربية دون اكتراث بأمن ومصالح الجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق.
المواقف القطرية تجاه قضايا المنطقة كانت واضحة من خلال الكلمة التي ألقاها سمو أمير البلاد المفدى أمام الأمم المتحدة، فما تعليقكم؟
- لقد تابع الجميع باهتمام بالغ ما عبَّر عنه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر من مواقف تعكس حرصاً واهتماماً بعدد من القضايا المهمة، التي باتت تمثل هاجساً لدولنا، وذلك في كلمة سموه يوم الاثنين 28 سبتمبر 2015م أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجزاً سموه بوضوح موقف بلاده منها في إطار السياسة الخارجية لدولة قطر الشقيقة. لقد شعر الجميع بالفخر للاهتمام والتركيز الذي أولاه سموه الكريم للقضية الفلسطينية وما عبّر عنه من مواقف داعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وللدفاع عن المسجد الأقصى.
كيف تنظرون إلى ما يشهده المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الإسرائيلي؟ وما الدور المشترك الذي تقوم به قطر والسعودية تجاه هذه الانتهاكات؟
- هذا أمر مأساوي واعتداء صارخ مرفوض. وأقول إن مواقف المملكة العربية السعودية وجهودها الحثيثة لخدمة القضية الفلسطينية تتواصل على مر العقود، فمنذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهي تلعب دوراً رائداً في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وقد عبرت المملكة عن استنكارها واستهجانها الشديدين للانتهاكات الأخيرة، كما عبرت عن الرفض القاطع لسياسة الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في التقسيم الزمني للمسجد الأقصى، وحذرت من العواقب الوخيمة لهذا التصعيد، كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفوري نحو إلزام السلطات الإسرائيلية بالتوقف عن الاعتداء على المقدسات الإسلامية واحترام الأديان والقوانين والتشريعات الدولية ومبادئ عملية السلام. وقد تحركت حكومة المملكة في مختلف الاتجاهات، وعلى الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف لحشد الجهود وتحقيق كل ما من شأنه وقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية، وحماية المسجد الأقصى، والحفاظ على كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وتابعنا في هذا الإطار ما تم من تنسيق فوري بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقة عبر الاتصال الهاتفي الذي تم بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظهما الله-.
تطورت الأوضاع في اليمن بشكل متسارع في ظل الحرب التي يخوضها التحالف العربي ضد المتمردين، فما رأيكم فيما وصلت إليه الأوضاع هناك؟ وماذا تتوقعون خلال المرحلة المقبلة؟
- نحمد المولى عز وجل أن العمليات العسكرية للقوات الوطنية والمقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية في اليمن والمدعومة من قوات التحالف قد حققت أهدافها وفق الخطط العسكرية التي تضعها قيادة التحالف. ولا شك أن هذه العمليات تسعى لتحقيق الأهداف الموضوعة وفقاً لترتيب مرحلي مدروس، وبحرص شديد على حماية المدنيين الأبرياء والمحافظة على البنية والمقومات الأساسية للدولة اليمنية. وفي ضوء ذلك وخلال مدة تقارب ستة أشهر تم تحقيق إنجاز كبير، حيث تمت إعادة السيطرة على عدد من المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها عدن، التي سعدنا جميعاً بعودة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه ورئيس الوزراء السيد خالد بحاح إليها، ويبدأ العمل جدياً من هناك في اتجاهين متوازيين، الأول لاستكمال القضاء على الانقلاب وإعادة السيطرة على بقية المحافظات والعاصمة صنعاء، والآخر لإعادة البناء وتقديم الخدمات للمواطنين اليمنيين الذين عانوا كثيراً من عمليات التخريب والتدمير التي شهدتها البلاد على يد الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح.
وهنا أؤكد أن هذه الإنجازات على الأرض قد مثلت صفعة قوية للخارجين على الشرعية وللقوى الداعمة التي لا تضمر لنا خيراً، وتسعى لتنفيذ مخططاتها العدائية لدولنا والأمة العربية على وجه العموم.
النظام السوري يرتكب المجازر يومياً في حق الشعب، والمواقف الدولية متخاذلة تجاهه، فما الجهود التي تبذلها السعودية من أجل نصرة الشعب السوري؟
- لم تأل المملكة العربية السعودية جهداً لنصرة الشعب السوري ومساعدته منذ اندلاع ثورته في وجه الظلم والطغيان. وقد تحركت على مختلف الصُعد وفي كافة الاتجاهات، سعياً نحو إنهاء معاناته وتحقيق تطلعاته المشروعة، والمملكة دائماً ما تؤكد على موقفها الثابت الداعي لحل سياسي مبني على مبادئ «جنيف 1»، وعلى أن الأسد فقد الشرعية ويجب عليه أن يرحل فلا مستقبل له في سوريا.
أما على الصعيد الإنساني فقد بذلت المملكة -ولا منَّة- جهوداً أخوية مخلصة تم في إطارها استضافة حوالي مليونين ونصف مواطن سوري على أرض المملكة كإخوة أعزاء وليس كلاجئين، وبمساعدات إنسانية بلغت قيمتها 700 مليون
دولار أميركي.
سعادة السفير أشاد الحجاج القطريون بتنظيم موسم الحج، فمن جانبكم كيف تنظرون لأداء التنظيم هذا العام؟
- أبدأ بحمد الله على سلامة إخوتنا حجاج دولة قطر الشقيقة، وأدعو المولى عز وجل أن يتقبل منهم أعمالهم ويغفر لهم ذنوبهم. أما بشأن سؤالك فأقول إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً تفتخر بخدمة الحرمين الشريفين، ورغم عِظم المسؤولية إلا أن المملكة قد نجحت بفضل من الله ثم بما سخرته من إمكانات هائلة من تحقيق توسعة وتطوير متواصلين في الحرمين الشريفين ومناطق المشاعر، ونحن في المملكة لا نركن لكل نجاح يتحقق بل نسعى للأفضل دوماً، وفي الوقت ذاته نحرص دوماً على دراسة متأنية لنتائج تنظيم موسم كل عام، ونبني على ما يتحقق من نجاحات، كما نعمل على معالجة أي أخطاء أو سلبيات.
وقع حادث نتيجة الازدحام والتدافع أرجعه البعض لسير حجاج إيرانيين عكس الاتجاه، كيف تعاملت معه السلطات السعودية؟
- نحمد الله أولاً وأخيراً على كل ما قضى، أما بالنسبة للحادث الذي وقع في منطقة منى فقد كان مثار ألم وحزن شديدين لنا جميعاً، وقد أوضحت البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية بكل شفافية كافة تفاصيل الحادث وكيفية تعامل الأجهزة الأمنية والصحية معه، ورغم أن هذه البيانات قد أكدت أن المعرفة القاطعة بأسباب وقوعه ستكون حاضرة بعد انتهاء التحقيقات الموسعة حوله، إلا أنها أوضحت بصفة مبدئية أن الحادث وقع نتيجة تدافع وتزاحم الحجاج وتعارض حركتهم. أخي الكريم الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتطوير الحرمين الشريفين ومناطق المشاعر متواصلة منذ تأسيس المملكة، وستتواصل بإذن الله سعياً نحو التيسير على الحجاج وقاصدي الحرمين الشريفين، ولا يُنكر هذه الجهود إلا حاقد وجاحد.
ما رأيكم في الموقف الإيراني من الحادث؟
- وقوع مثل هذه الحوادث أمر غير مرغوب دون أدنى شك، ولكنه أمر غير مستبعد تماماً للأسف في ظل تواجد هذا العدد الكبير في مناطق مزدحمة رغم الاستعدادات والجهود الجبارة التي تبذلها الأجهزة السعودية المختصة، فهذا أمر الله أولاً وأخيراً، ولكن الأمر المخزي هو أن تلجأ إيران إلى استغلال هذه المأساة الإنسانية لأهداف سياسية، وقد ذكر معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير أنه ينبغي على المسؤولين الإيرانيين أن يكونوا أكثر تعقلاً من أن يستغلوا سياسياً مأساة إنسانية وقعت لأناس يؤدون واجباً دينياً مقدساً.
سعادة السفير تقرر إقامة مونديال العرب 2022 شتاءً والنهائي في اليوم الوطني، فماذا تتوقعون أن تقدم قطر في تنظيم هذا الحدث العالمي؟
- أجدد التهنئة لدولة قطر الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً لفوزها بحق تنظيم هذه البطولة العالمية، كما نفخر جميعاً بوقوفها مدعومة بموقف مؤيد من شقيقاتها في وجه كل الأطراف المشككة بأحقيتها أو قدرتها. أتفق مع وصفكم بأنه «مونديال العرب» فهو حق وإنجاز وفخر لدولنا جميعاً التي لن تألو جهداً في دعم دولة قطر لتحقيق النجاح المأمول. ولا يساورني شك بأن دولة قطر ستواصل نجاحاتها في تنظيم مثل هذه البطولات العالمية، ولنا في النجاح الذي تحقق مؤخراً في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد خير دليل، فهو نجاح شهد به البعيد مع القريب، وكلي ثقة بأن العمل الجاد والخطط المرحلية الدقيقة لبناء البلاد وتطويرها وفقاً للرؤية الوطنية 2030 م ستكون أساساً ثابتاً لنجاح تنظيم هذه البطولة العالمية.