بدأ الموسم الدراسي في العديد من دول العالم وسط إجراءات احترازية مشددة خوفا من زيادة انتشار وباء كورونا كوفيد- 19. ولجأت بعض الدول إلى تأجيل الدراسة عدة أسابيع لحين الانتهاء من تنفيذ البروتوكولات الصحية والاحترازية الخاصة بالطلاب والمدرسين.
وركزت معظم الإجراءات الاحترازية في المدارس على مستوى العالم على ضرورة تلقي الطلاب وعناصر العملية التعليمية للتطعيمات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا والتركيز على التباعد الاجتماعي وتهوية الفصول الدراسية.
واعتمدت بعض الدول العربية والخليجية نظام التعليم المدمج في حين شددت دول غربية على إجراءات التعقيم والتهوية وارتداء الكمامات.
مدارس الخليج تعتمد «التعليم المدمج»
شهدت المملكة العربية السعودية أمس عودة الدراسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية وسط مجموعة من القرارات الهادفة لحماية الطلاب العاملين في المنظومة التعليمية من وباء كورونا، واشترطت السلطات تحصين الطلاب العائدين بجرعتين من لقاح كورونا مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية المعتمدة من هيئة الصحة العامة (وقاية)، بما يضمن الحفاظ على سلامة الطلبة وأسرهم ومجتمعهم.
ويشهد العام الدراسي الجديد في المملكة العديد من الإجراءات الاحترازية فتم تقسيم الدراسة إلى 3 فصول دراسية بدلا من فصلين دراسيين، وكل فصل دراسي مدته 13 أسبوعا وإجازة لمدة أسبوع بين كل فصل.
كما أعلنت وزارة التعليم أن الدراسة ستكون حضورية في التعليم الجامعي والتعليم العام للفئات العمرية 12 عاما فأكثر، أما حضور الطلاب والتلاميذ الأقل من 12 عاما فسيكون مرتبطا بالوصول للحصانة المجتمعية المطلوبة (70 %) من سكان المملكة بجرعتين أو بتاريخ 30 أكتوبر المقبل.
وسيكون الحضور في المدارس على فترتين مع أهمية التباعد الاجتماعي، وتم تقسيم الفصول الدراسية إلى 4 مستويات وفقا لعدد الطلاب.
وتنطلق الدراسة في الكويت لجميع المراحل التعليمية ورياض الأطفال - يوم 3 أكتوبر واعتمدت الدولة خطة تشمل عودة الطلبة بشكل كامل إلى مدارسهم في التعليم الحكومي والخاص، ويكون الدوام المدرسي على فترة دراسية واحدة في المدارس الأجنبية التي ليس لديها كثافة عددية للطلبة في الفصول، وفترتين في المدارس الحكومية والعربية الخاصة ومدارس الجاليات. وتبدأ الدراسة في سلطنة عمان يوم 19 سبتمبر، مع اعتماد نظام التعليم المدمج بما لا يتجاوز 50 % من الطاقة الاستيعابية حسب الحالة الوبائية في كل ولاية.
إجراءات احترازية مشددة في المدارس الأمريكية والأوروبية
يبدأ العام الدراسي في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية وسط انتشار وباء كورونا «كوفيد- 19» وقررت السلطات الصحية في الولايات المتحدة تشديد الإجراءات الاحترازية خاصة فيما يتعلق باستخدام الكمامات، ونصحت السلطات مع بدء العودة إلى المدارس، من تلقوا التطعيم بارتداء الكمامات في الأماكن العامة المغلقة في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بسرعة في إطار الاستجابة لارتفاع عدد الإصابات سلالة دلتا.
كما شددت السلطات على المعلمين والموظفين والطلاب وزوار المدارس من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية بارتداء كمامات في الأماكن المغلقة بغض النظر عن تلقيهم التطعيم من عدمه.
وفي المملكة المتحدة سيتم تطبيق بروتوكول الأمان في المدارس العامة، ووضع خطة لضمان توفير تهوية جيدة للفصول الدراسية، مع إجراء اختبار لفيروس كوفيد- 19 أسبوعيًا، وأوصت السلطات بتلقيح المعلمين (في أسكتلندا تم التطعيم بنسبة 85 ٪). كما بدأت حملة التطعيم لمن هم دون سن 16 و17 سنة هذا الشهر.
وفي فرنسا ألزمت السلطات الطلاب والمعلمين بالحصول على الشهادة الصحية المتعلقة بتلقي التطعيم ضد الفيروس. وأبقت على ارتداء الكمامة إلزاميا في إجراء موحد بين المدارس والمعاهد مع اختلاط محدود بين الطلبة، واعتبرت نقابة المدرسين هذه الإجراءات غير كافية للوقاية من الجائحة، وتبدأ الدراسة في فرنسا يوم 2 سبتمبر لتلاميذ رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية.
وفي ألمانيا تم التشديد على ارتداء الكمامات مع بدء الدراسة في بعض المناطق مثل برلين، حيث إن الكمامات إلزامية في جميع المستويات، بالرغم من عدم إبقاء النوافذ مفتوحة، وتتم تهوية الفصول كل 20 دقيقة لمدة دقيقتين أو ثلاث.
وتبحث السلطات في إيطاليا مقترحا بإيقاف المعلمين والمعلمات الذين رفضوا لقاح كورونا، والذين لم يحصلوا على «شهادة التطعيم»، ومنعهم من دخول المدارس التى ستبدأ فى 1 سبتمبر المقبل.
وبدأ الدراسة في هولندا في بعض المدارس يوم 23 أغسطس وتشمل كافة المدارس والمؤسسات التعليمية الدراسة يوم 13 سبتمبر.
وتم وضع مجموعة من الإجراءات الاحترازية منها الحفاظ على مسافة 1.5 متر بين المعلمين وبين أولياء الأمور، أما الأطفال فيمكنهم التفاعل مع بعضهم البعض ومع المعلمين بشكل طبيعي.
تفاوت الإجراءات الاحترازية ومواعيد انطلاق الدراسة بين الدول العربية
تفاوتت الإجراءات الاحترازية ومواعيد بدء الدراسة بين معظم الدول العربية وفقا للأوضاع الداخلية وحالة تفشي فيروس كورونا.
وفي الأردن أعلنت الحكومة عودة الطلبة إلى المدارس في الأول من سبتمبر، وذلك ضمن دليل العودة الآمنة الذي أعدته وزارتا التربية والتعليم والصحة، بهدف الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة والعاملين في المدارس من فيروس كورونا.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة أعلنت وزارتا الصحة والتربية والتعليم الفلسطينية، إطلاق حملة لتطعيم طلبة المدارس ضد كورونا من الصف العاشر وحتى الصف الثاني عشر.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم في مصر كتابا دوريا لجميع مديريات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية، بشأن مواعيد بدء الدراسة في المدارس الخاصة التي تطبق مناهج ذات الطبيعة «الدولية» أو اللغات.
ويبدأ العام الدراسي بالمدارس الرسمية والخاصة والعربي واللغات اعتبارا من 9 أكتوبر المقبل طبقا للخريطة الزمنية المعتمدة، ويبدأ في كافة المدارس الدولية اعتبارا من 12 سبتمبر.
أما في المغرب فتم منح الأسر صلاحية الاختيار بين التعليم الحضوري أو عن بعد، مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الوضع الوبائي والبيانات المسجلة بشأن عدد الإصابات.
وأعلنت السلطات أن العودة إلى الدراسة تتم وفق «أنماط تربوية مختلفة» تراعي التقدم الحاصل في تحقيق المناعة الجماعية بالمغرب عموماً، وبالوسط المدرسي بوجه خاص. وجارٍ تنظيم عملية التلقيح المتعلقة بالفئة العمرية «12 إلى 17 سنة».
وتنطلق الدراسة في المغرب يوم 10 سبتمبر، وطالبت وزارة التربية الوطنية جميع التلاميذ وأسرهم بضرورة الالتزام والتقيد الصارم بالتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات الصحية.
وقررت الجزائر تطعيم طلاب المدارس والجامعات من فيروس كورونا قبل انطلاق العام الدراسي، يوم 21 سبتمبر وفي الجامعات يوم 3 أكتوبر.
وتبدأ الدراسة في تونس يوم 15 سبتمبر القادم، مع العودة إلى العمل بنظام الفوج الواحد في كافة المستويات التعليمية.