بيروت على «وشك الانفجار» مجدداً مع عودة القمامة لشوارعها
حول العالم
30 أغسطس 2016 , 07:43م
بيروت-رويترز
عادت النفايات تتكدس في بعض شوارع بيروت بعد أن منع محتجون الوصول إلى مكب للقمامة الأمر الذي يثير مجددا مخاوف بشأن احتمالات عودة الأزمة السياسية التي شهدها لبنان العام الماضي، وفجرت احتجاجات غير مسبوقة في الشوارع التي كانت تنبعث منها روائح كريهة.
وعودة أكوام القمامة مع ارتفاع حرارة الصيف من بين عدد من المؤشرات على كيفية بقاء النظام السياسي اللبناني الذي يعاني الشلل عاجزا عن العمل وهو أمر تفاقم جراء زيادة التوتر الطائفي الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
ولم تقر الحكومة ميزانية منذ 2005، كما أن لبنان من دون رئيس منذ أكثر من عامين.
وكانت السلطات أغلقت في يوليو من العام الماضي المكب الرئيسي لقمامة العاصمة من دون توفير بديل مما أدى إلى تراكم القمامة في أنحاء المدينة لشهور.
وأدى ذلك إلى خروج احتجاجات ضخمة في وسط بيروت لم يسبق لها مثيل في كونها نظمت باستقلال عن الأحزاب الطائفية الكبرى التي تهيمن على الساحة السياسية في لبنان.
وقوبلت خطط لمكبات بديلة وحتى لتصدير القمامة جميعها بالرفض من قبل السكان والساسة والناشطين إلى أن جرى توفير مكبين مؤقتين في بيروت في نهاية المطاف.
لكن هاتين المنشأتين اللتين تنبعث منهما رائحة كريهة بجانب البحر بعيدتان كل البعد عن الوفاء بالمعايير الخاصة بهذه المنشآت. فإحداهما تبعد 200 متر فقط عن مطار بيروت الدولي والأخرى مجاورة لحي برج حمود السكني والتجاري في وسط العاصمة.
وفي أبريل من هذا العام بعثت نقابة الطيارين اللبنانيين برسالة إلى الحكومة تفيد أن التخلص من مزيد من القمامة قرب المطار سيزيد خطر دخول الطيور التي تجذبها القمامة في المحركات الأمر الذي يعرض الطائرات للخطر.
ومع انتشار الرائحة الكريهة المنبعثة من مكب برج حمود إلى أحياء أخرى في حرارة الجو البالغة 30 درجة مئوية سعت الأحزاب السياسية المتنافسة إلى استنفار خيبة أمل سكان بيروت.
وفي ظل غضبه من استمرار استخدام مكب برج حمود الذي تحاول السلطات تحويله إلى مكب صحي دائم للنفايات أغلق حزب الكتائب المسيحي مدخل المكب ومنع أعمال الإنشاء.
وقال روجيه أبي راشد نائب رئيس الفرع المحلي للكتائب "نحن موجودون هون بها الاعتصام من عشرين يوما نوقف مشروع ردم البحر بالنفايات ومشروع إنه يصير ساحل المتن اللي هو المتن قلب لبنان يصير مزبلة لكل لبنان. هيدا اللي نحن خلانا نكون موجودين هون ونقول للحكومة لازم تلاقي حلا مستداما لموضوع النفايات مش حلول مؤقتة".
وقال مارديك بوغوصيان رئيس بلدية برج حمود "كيف بدكن إيانا نستقبل الزبالة. ما تواخذني زبالة بأقول وبذات الوقت بتسكروا المطمر (تغلقوا المكب). ما عم بأقدر أفهم إنه بأي منطق هيدي. (شو الحل؟) الحل إنه نحن ما راح نستقبل وما راح نستقبل. بأقول أكتر كمان. معلهش. نحن بدنا بصوت عال كلهن يقولوا شو بدهن".
ولعدم قدرتها على التخلص من النفايات توقفت شركة سوكلين الخاصة لجمع القمامة عن جمع النفايات من أجزاء من بيروت ومنطقة جبل لبنان المجاورة يوم الخميس الماضي.
وفي رد على سؤال لرويترز عن عدم استطاعة الشركة استخدام مكب مؤقت آخر قرب المطار لا يزال يعمل قالت المتحدثة باسم سوكلين إنها "تنتظر خطة التخلص (من القمامة) من الحكومة".
س.س