رئيس وزراء ليسوتو يفر من انقلاب .. والجيش ينفي

alarab
حول العالم 30 أغسطس 2014 , 05:37م
ماسيرو (ليسوتو) - أ ف ب
اعلن رئيس وزراء ليسوتو توماس ثابان السبت انه فر من بلاده هربا من انقلاب نفذه الجيش الذي انتشر فجرا في عاصمة هذا البلد الصغير الجبلي الواقع في وسط جنوب افريقيا، بينما نفى الجيش ذلك قطعا مؤكدا انه منع الشرطة من تسليح احزاب سياسية.
وصرح توماس ثابان للبي بي سي "تمت ازاحتي ليس من الشعب بل من القوات المسلحة وهذا غير شرعي" واضاف "وصلت الى جنوب افريقيا هذا الصباح ولن اغادرها حتى اتاكد من ان حياتي لن تكون معرضة للخطر".
ونفى الجيش تماما ان يكون نفذ انقلابا السبت مؤكدا ان عمليته في العاصمة كانت تهدف لنزع سلاح الشرطة المتهمة بمحاولة تسليح احزاب سياسية.
وصرح الميجور نتيلي نتوي لقناة ايه ان ان7 الجنوب افريقية "لم يقع ولن يقع ابدا انقلاب في ليسوتو من طرف الجيش" مؤكدا "الجيش انطلق في عملية تهدف لنزع اسلحة الشرطة التي حسب ما افادت معلومات جمعها الجيش كانت تستعد لتسليح بعض الاحزاب السياسية في ليسوتو".
وفي العاصمة ماسيرو عاد الجيش الى ثكناته ظهرا بعد انتشاره في النقاط الاستراتيجية عدة ساعات.
من جهة اخرى صرح وزير الرياضة تيسيلي ماسيريبان لفرانس برس انهم "انسحبوا من المقر العام للشرطة وعادوا الى ثكنتهم وصادروا كل سيارات الشرطة" مؤكدا "انهم غادروا منزل رئيس الوزراء".
واضاف "انني انا ورئيس الوزراء وكل الوزراء، بخير".
وادلى الوزير بهذا التصريح هاتفيا لكنه لم يقل اين كان، وقد اعلن قبل ذلك انه تمكن من الفرار بعد ان تبلغ بانقلاب وشيك.
ولم تدل بريتوريا باي تعليق في الساعة 13,00 (11,00 تغ) لكن وزارة الخارجية اعلنت عن عقد مؤتمر صحافي في الساعة 15,00 (13,00 تغ).
وليسوتو البلد المكون خصوصا من هضاب عليا، بلد فقير جدا يعد مليوني نسمة، وهو عضو في الكومنولث يزود جارته جنوب افريقيا بالماء والكهرباء التي ينتجها بفضل جباله.
واستيقظت ماسيرو صباح السبت على عيارات نارية في حين استولى الجيش على المقر العام للشرطة لكن لم يشر الى سقوط اي ضحية.
واتهم ماسيريبان نائب رئيس الوزراء موثيتجوا ميتسينغ زعيم مؤتمر ليسوتو للديموقراطية بالتورط في العملية وقال لفرانس برس "لدينا معلومات تفيد انه متورط".
وتحكم ليسوتو حكومة ائتلافية منذ سنتين لكن تحالف الاحزاب الحاكم اظهر ضعفه.
وقال مصدر دبلوماسي غربي ان "منذ الانتخابات الاخيرة اصبح من الصعب على  الائتلاف العمل مع رئيس الوزراء الذي تعرض الى انتقادات بسبب نزعته  التسلطية".
وقد اعلن مؤتمر ليسوتو للديموقراطية عزمه على البحث عن تحالفات اخرى لاقصاء ثابان.
وردا على ذلك قام رئيس الوزراء الساعي الى تفادي مذكرة حجب ثقة، بتعليق اشغال  البرلمان مطلع السنة بموافقة الملك ليتسي الثالث العاهل الدستوري الذي لا يتمتع الا بالقليل من الصلاحيات.
وفي يونيو وتفاديا لمخاطر اندلاع ازمة كبيرة وانقلاب عسكري قامت الكنائس المسيحية في البلاد بوساطة ادت الى تهدئة الوضع نسبيا.
وتتكرر الاضطرابات في التاريخ السياسي لهذا البلد الذي استقل عن بريطانيا في 1966.
وفي 1986 دعم نظام الفصل العنصري فيها انقلابا لمنع البلاد من التحول الى  قاعدة ناشطين معادين لنظام الفصل العنصري وخصوصا المؤتمر الوطني الافريقي،  حزب نلسون مانديلا الذي كان يعتبر ارهابيا.
وهاجم الجيش في 1986  المقر العام للشرطة في ماسيرو واضعا حدا لعملية تمرد قادتها طيلة 11 يوما
اغلبية من عناصر الشرطة الملكية في العاصمة.
وفي السنة التالية وبعد اعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، شنت جنوب افريقيا وبوتسوانا هجوما مسلحا اجتاح قسما من العاصمة ماسيرو.