مشاريع تجارية بين «العدوى» و «الجدوى» !

alarab
تحقيقات 30 مايو 2022 , 12:35ص
يوسف بوزية

أحمد النعيمي: دراسة الجدوى يجب أن تقوم على أرقام صحيحة 
المهندس حمد لحدان: نحذر من دخول مشاريع بدون دراسة وافية
مطلوب تقدير رأس المال المناسب لحجم أعمال المشروع المتوقع
سعيد خليل: الموازنة بين الحاجة الفعلية للسوق ونوع المشروع التجاري
 

دعا عدد من المواطنين والخبراء المختصين إلى نشر ثقافة دراسة الجدوى والتحوط المالي قبل الدخول في مشاريع استثمارية صغيرة أو مبادرات إنتاجية، لتفادي الوقوع فريسة أحلام الثراء السريع أو مشكلات مالية وقانونية تلحق الضرر بأصحابها وأسرهم، وتؤثر سلباً على الاقتصاد بحيث لا يعود الشباب قادرين على الوقوف مرة أخرى للدخول في مشروعات جديدة.
وأكدوا عبر «العرب» أن العديد من رواد الأعمال وقعوا ضحية أحلام اليقظة بتحقيق حلم الثراء السريع، داعين المصارف المحلية لعدم التساهل في منح القروض ونوهوا بأنّ قلة الخبرة والدراسة المتسرعة وعدم وضوح الرؤية التجارية، تؤدي في كثير من الأحيان إلى الخسارة التي تدخل الشباب في فخ الديون المتراكمة والبعض تؤثر على حياتهم النفسية والاجتماعية.


الحذر والتحوط
ودعا المهندس حمد لحدان المهندي الشباب الراغبين في الاستثمار وتحقيق الربح السريع للتحوط والحذر من الدخول في مشاريع تجارية من دون دراسة وافية بشكل جيد، وضمان عدم خسارتها، منوهاً بعدم الاعتماد على التمويلات البنكية والقروض، وأشار إلى أن العديد من حالات الديون المتعثرة هي حالات تعثر شركات تجارية.
وشاركه الرأي في هذا الإطار السيد، أحمد حمد النعيمي، خبير اقتصادي مشارك في إعداد برامج وخطط التنمية الاقتصادية والإستراتيجية، مبيناً أن عامل الجذب الأهم عند قرار الاستثمار هو كفاءة إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية القائمة على افتراضات واقعية، وأرقام إحصائية صحيحة ومعدل العائد الداخلي، إلى جانب تقدير رأس المال المناسب لحجم أعمال المشروع المتوقع، وكذلك حجم السوق والنمو المتوقع والمنافسة وتوفر الإدارة ذات الخبرة.
وأكد أن القروض الاستثماريه لها قواعدها ومتطلباتها ومحاذيرها وعوائدها، مشيرا إلى أن العديد من حالات التعثر المالي سببها الوقوع ضحية ثقة في غير محلها، بما فيها شراء مشروع خاسر أو شركة مثقلة بالديون، وأشار إلى أن هناك الكثير من الحالات التي تعاني من نتائج مثل هذه الممارسات المبنية على الغش والتدليس والخداع والمحاكم القطرية تشهد على ذلك.
وأكد النعيمي أن أول أسباب تزايد هذه القضايا هو التستر، وكذلك عدم الاستعانة باستشارة الخبراء قبل اتخاذ القرار، مشيرا إلى أن بعض المواطنين لهم دور في ذلك للأسف.

زيادة الأعباء 
من جانبه، دعا عبدالله محمد إلى توعية الشباب بمخاطر القروض الاسثمارية والدخول في مشاريع دون دراسة وافية، حتى لا يقعوا في دائرة تراكم الديون وتعثر السداد خاصة أن قضايا التعثر المالي تملأ ساحات المحاكم، مشيرا إلى أن عدداً كبيراً من الأفراد يتجهون إلى القروض الاستثمارية للاستفادة منها في مشاريع وخطط بعينها، بعضها يحقق عوائد مجزية، لكن بعضها الآخر قد يصطدم بالخسائر ويبدأ في تراكم الديون.

كيف تصبح مليونيراً؟
وشدد ناصر اليافعي على ضرورة زيادة الوعي العام بمخاطر الإعلانات الوهمية التي تعد الشباب بتحقيق الربح السريع من قبيل: كيف تصبح مليونيرا؟ 
وأكد اليافعي أن القصص الناجحة لبعض رواد الأعمال الذين أسسوا تجارة ناجحة وحققوا النجاح خلال فترة زمنية قصيرة، تدفع العديد من الشباب لتقليدها والسير على منوالها بأمل تحقيق النجاح والثراء في فترة زمنية قياسية، منوها بضرورة التخطيط المالي السليم لتجنب خوض المغامرات الاستثمارية أو اللجوء للمصارف والدخول في غياهب التعثر والالتزامات المالية التي تفوق عوائد مشاريعهم.

التخطيط والموازنة
وقال سعيد خليل العبسي خبير إقتصايدي، إن التخطيط والموازنة الحكيمة فيما بين الحاجة الفعلية للسوق ونوع المشروع التجاري والالتزامات المالية، بما فيها أقساط القروض الاستثمارية وفوائدها هما العوامل الاساسية التي يتعين على كل من رائد أعمال أن يعتمد عليها حينما يقرر عمل مشروع تجاري، بغض النظر عن حجمه، وإلا أصبحت القروض الاستثمارية نقمة، بدلا من ان تكون نعمة يستفاد منها واكثر من ذلك فإنها قد تقود صاحبها الى ما لا يحمد عقباه.

تجارب الثراء السريع 
من جانبهم، استعرض رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التجارب والآراء حول حلم الثراء السريع الذي يراود الشباب وأسباب التعثر المالي:
Hanan.SH. @hhamad23q
المشكلة أن العديد من الشباب يدخل مشاريع لا يفهم كثيرا أو قليلا فيها كما لا يفكر في عمل دراسة مشروع لـ ٥ سنوات على الأقل لضمان تحقيق أرباح حقيقية صافية لصاحب المشروع.
A B D U L L A@4tawasel
الجهل والتسرع والثقة في غير أهلها.. من عيوب العديد من الشباب أصحاب المشاريع.
zak@zak_bussiness
العديد من أصحاب المشاريع يعملون دراسات جدوى ولكن لعبة المشاهير والأجور المبالغ فيها بما فيها ارتفاع الايجارات وكذلك توقف التأشيرات المحدود من أكبر أسباب خسارة المشاريع.

محمد السيد @mohannadsye
عمل مشروع جديد يتطلب الحضور اليومي للعمل 24 ساعة والتواجد قبل الموظفين والمغادرة بعدهم والمتابعة اليومية واللحظية أما الاعتماد على موظفين أو شركاء لا يصلح..
حمد المناعي @HamadMannai
للأسف في قطر لا توجد مظاهر التجارة الصغيرة والمتوسطة المتعارف عليها في جميع أنحاء العالم، والسبب هو احتكار التجار الكبار في جميع فروع التجارة، ترى الواحد منهم يملك مصانع ضخمة وفي نفس الوقت ينافس التاجر الصغير على بقالة او معصرة داخل أسواق الفرجان.
Theebalshmal@Theebalshmal1
سيبقى التعثر المالي طالما لا توجد حلول جذرية لهذه المشكلة ومنها:
١. ان يكون الدين على الشركة نفسها ولا يتحمله الشخص.
٢. عند اعلان الافلاس يتم اخلاء المباني المستأجرة واعادتها للمالك دون مطالبة بباقي العقد.
٣. الشيكات لأصحاب المشاريع يكون مجموعها بحد أقصى ٥٠٠ الف مثلا.
محمد علي @Mohamme65607126
لماذا لا يتم انشاء جهة تساعد الشباب في القيام بدراسة جدوى بطريقة علمية وتنبيه المستثمرين الشباب لامور كثيرة لا يعرفونها، بما فيها توضيح المخاطر وكيفية الخروج بأقل الأضرار في حال لم ينجح المشروع، وما هي احتياجات السوق الفعلية، وكيفية البدء برأس مال صغير وتنميته، تجنبا لأي فشل مستقبلي وما هي المشاريع المناسبة للمواطن.

5 نصائح لتجنب الخسائر
1. ادرس السوق:
إذا أردت الدخول في مجال جديد على خبراتك السابقة، فمن الأفضل أن تتريث وتجرب العمل كموظف في هذا المجال قبل إنشاء شركتك. دراسة السوق بشكل عملي قبل الخوض فيه، سترى بعينك المشاكل والعقبات التي تواجه أصحاب المشروعات في هذا التخصص، مما يحميك مستقبلا من الوقوع في الأخطاء التي وقعوا بها.
2. تفرغ للمشروع:
إن كنت تؤسس مشروعا بمفردك، لا يمكن بحال من الأحوال الجمع بين وظيفة بدوام كامل ومشروعك الخاص الذي يحتاج وقتا أيضا، خاصة في المراحل الأولى التي تحتاج منك تفرغا ذهنيا وإعدادا محكما لخطة المشروع.
عليك التفكير مطولا ودراسة التبعات الخاصة بكل قرار، هل تترك وظيفتك للتركيز على مشروعك، أم تستمر في عملك فترة أخرى.
3. المراجع:
بحسب دراسة لهيئة المشروعات الصغيرة الأمريكية (أس بي أي) -جهة حكومية- في مجال إدارة المشروعات، فإن 50% من المشروعات تفشل قبل مرور 5 سنوات على تأسيسها، وأن 96% لا تستطيع الصمود 10 سنوات.
4. لا تجازف برأس مالك:
ينطوي قرار تأسيس مشروع خاص في الأساس على المغامرة «المحسوبة»، إلا أنه من الأفضل ألا تُلقِ بكل رأس مالك في المشروع، خاصة إن كانت هذه هي تجربتك الأولى.
5. اهتم بالتسويق
عادة ما يركز أصحاب المشروعات الصغيرة على جودة المنتج وطرق تطويره، ويهملون جانب التسويق، رغم عظم أهميته، فهناك قاعدة في مجال الأعمال تقول إن التسويق السيء لمنتج جيد يؤدي لفشله، في حين يؤدي التسويق الجيد لمنتج متوسط إلى نجاحه.