

تمتلك قطر الخيرية سجلاً حافلاً من التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية ومنها منظمة الهجرة الدولية «IOM» عبر تنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية النوعية عبر العالم كوسيلة لمواجهة تحديات التنمية والعمل الإنساني، خصوصاً لصالح المتأثرين والمتضررين من الأزمات الإنسانية.
وفي السنوات الثلاث الماضية «2019-2021» أثمرت هذه الشراكة بين قطر الخيرية ومنظمة الهجرة الدولية تنفيذ ثمانية مشاريع في كل من: العراق وسوريا واليمن ومالاوي وبنجلاديش لصالح الروهينجيا، ثلاثة منها انتهت فعلياً وخمسة قيد الإنجاز في مجالات الصحة والإيواء والمياه.
وسوف تغطي السطور التالية مشروعين من المشاريع المشتركة بين الجهتين في كل من: اليمن والعراق واللذين تم الانتهاء منهما.
تحسين جودة رعاية صحة الأم والطفل في اليمن
تعمل منظمة الهجرة الدولية، بالشراكة مع قطر الخيرية، على تحسين جودة خدمات الأمومة والطفولة في المناطق الريفية في اليمن، من خلال دعم مستشفى العروس في منطقة صبر الموادم بمحافظة تعز، حيث قامت بتوفير الأدوية والإمدادات والمعدات.
ويركز المشروع على توفير الخدمات الأساسية الطارئة من رعاية الأمهات ورعاية حديثي الولادة للنازحين والمجتمعات التي تستضيفهم.
50 ألف نسمة
ويستفيد من هذا الدعم عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم مئات النازحين داخلياً الذين يعيشون في المناطق المحيطة بالمستشفى ومنذ فبراير 2021، استفاد ما يقرب من 2,200 امرأة وطفل من خدمات رعاية الأم والطفل الوليد في مستشفى العروس.
ويقدم المستشفى خدماته في منطقة يُقدر عدد سكانها بـ 50 ألف نسمة، وهو أمر شائع في المناطق المكتظة بالسكان حيث يكون الوصول إلى الرعاية الصحية محدوداً للغاية.
رعاية طارئة
وقال الدكتور فهد صوفي من فريق الصحة التابع للمنظمة الدولية للهجرة في عدن: «قبل هذا التدخل، لم يكن مستشفى العروس أفضل من مركز صحي صغير مع مجموعة محدودة من خدمات الأمهات والأطفال حديثي الولادة».
وأضاف: «من خلال هذا الدعم المقدم من قطر الخيرية، يمكن للمستشفى الآن توفير رعاية طارئة غير جراحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، وسوف يتمكن المستشفى من استقبال مجموعة واسعة من حالات أمراض الأمومة وتوفير الرعاية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع».
فخورون بالشراكة
من جهته، قال السيد أحمد سعد الرميحي، مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية: «غالباً ما تتحمل النساء والأطفال وطأة الأزمة اليمنية، لذا فإن ضمان حصولهم على الرعاية الصحية أمر ضروري لبقائهم على قيد الحياة ولتعافي البلاد في نهاية المطاف». وأضاف: «أن قطر الخيرية تفخر بشراكتها مع المنظمة الدولية للهجرة لتقديم الدعم الإنساني من أجل تحسين أوضاع النازحين اليمنيين، وخاصة في القطاع الصحي».
وأضاف: يمكّن المشروع النساء من الحصول على خدمات الرعاية الصحية قبل وخلال وبعد الولادة، بالإضافة إلى الاستشارات الصحية وعلاج أمراض النساء.
وتابع: يوفر المستشفى خدمات الصحة الأساسية للأطفال، التي تشمل تشخيص وعلاج الأمراض المختلفة، بدعم من المنظمة الدولية للهجرة.
خدمة دائمة للحوامل
بدوره، قال عبد الخالق محمد، مدير مستشفى العروس موضحاً: «لقد كان المستشفى يعاني من نقص ملحوظ في الموظفين الصحيين، حيث لم يكن يتواجد غير قابلة واحدة وطبيب عام لتقديم خدمات رعاية الأمومة، وكانت الخدمات التي يمكن أن يقدماها محدودة للغاية، مما اضطر مئات النساء الحوامل، ممن يحتجن إلى الرعاية، إلى السفر لمسافة عشرة كيلو مترات في المتوسط للحصول على الرعاية الصحية، ولسوء الحظ، وصل بعض هؤلاء النساء إلى المرافق في وقت متأخر وقد تعقدت حالاتهن».
وساهم دعم منظمة الهجرة الدولية وقطر الخيرية في التغلب على نقص الموظفين في المستشفى، وحالياً يتواجد اختصاصي إضافي في أمراض النساء والولادة وسبع قابلات متاحات لاستقبال المرضى في جميع أوقات اليوم.
إعمار المنازل المُدمَّرة في الموصل
بدعم من قطر الخيرية، وكجزء من جهود منظمة الهجرة الدولية «IOM» المستمرة لدعم جهود الحلول الدائمة للحكومة العراقية، تم الإعلان عن اكتمال تنفيذ مشروع «إعادة إعمار المنازل المدمرة في غرب الموصل» في زنجيلي الواقعة في محافظة الموصل بالعراق.
وساهم المشروع في دعم الحلول الدائمة النازحين وقدم الدعم للأسر الأكثر ضعفاً، حيث تمت إعادة بناء منازل 18 عائلة في غرب الموصل، كما وفر المشروع فرص عمل، وعزز المهارات، ودعمَ الجهود العامة المبذولة لإعادة بناء المناطق في غرب محافظة الموصل.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، جيرارد واي: تدخلت المنظمة الدولية للهجرة في العراق من خلال هذا المشروع، وبدعم من قطر الخيرية، وساعدت 18 عائلة في بناء وحدات سكنية.
وقد تضمن المشروع فرص توفير الصرف النقدي مقابل العمل والتدريب على المهارات، مما أتاح المجال لمزيد من أفراد المجتمع للاستفادة والمشاركة في جهود إعادة الإعمار.
حلول مستدامة
من جهته، عبّر مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية السيد أحمد سعد الرميحي، عن سعادته بإكمال المشروع، وقال: «سعداء في قطر الخيرية لأننا نلتقي اليوم من أجل تسليم مجموعة من البيوت التي تم ترميمها بسبب الدمار الذي لحق بها جراء الأزمة والنزاع الذي عانت منه منطقة الموصل قبل سنوات قليلة، وهو ما من شأنه الإسهام في توفير حلول مستدامة للنازحين العراقيين من خلال إعادتهم إلى بيوتهم وتوفير حياة آمنة ومستقرة لأسرهم.
وأضاف: أن قطر الخيرية تعتز بشراكتها مع منظمة الهجرة الدولية في دعم وإنجاز هذا المشروع المهم ودعم جهود إعادة الأعمار في الموصل، آملين أن يسهم المشروع في عودة أشقائنا من النازحين العراقيين لديارهم والعيش بأمان وكرامة.
وقدم شكره لمنظمة الهجرة الدولية التي أنجزت المشروع بمهنية ودقة، والجهات المحلية التي قدمت التسهيلات اللازمة لذلك، كما شكر كل الجهود التي تضافرت من أجل هذه اللحظة السعيدة، التي رسمت السعادة على قلوب الأسر التي ستعود لبيوتها من جديد بعد فترة من النزوح والمعاناة.
فرحة المستفيدين
وأعرب عدد من المستفيدين عن سعادتهم بعودتهم إلى منازلهم التي تمت إعادة تأهيلها، وقال فارس: «نزحنا إلى مخيم السليمانية حتى عام 2017، وعندما عدنا وجدنا أن منزلنا قد تدمر، قمنا باستئجار منزل، لكننا بقينا على أمل أن نعود إلى المنزل ذات يوم، لقد منحنا هذا المشروع الأمل لنعود إلى منزلنا».
وقال المستفيد سليمان: «بعد انتهاء أزمة الموصل، عدنا لنجد لا شيء سوى الحطام، كنت أعمل وأعيش في منزل مستأجر، لولا هذا المشروع بين قطر الخيرية ومنظمة الهجرة الدولية، لما فكرت في إعادة ترميم منزلي من جديد».
مشاريع أخرى
الجدير بالذكر أن المشاريع التي تنفذها قطر الخيرية بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية في العراق تتمثل في دعم خدمات الصحة والحماية في محافظة نينوى، وتعزيز القدرة على الوقاية من العدوى ومكافحتها لجائحة «كوفيد - 19»، كما أكملت تنفيذ مشروع الاستجابة لأزمة المياه في منطقة القرنة في البصرة،
وبالتوازي تقوم بتنفيذ مشروع المساعدة متعددة القطاعات، للسكان الذين تأثروا بالأزمة السورية وتعزيز النظام الصحي لتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بين لاجئي روهينجيا في تيكناف - كوكس بازار بنجلاديش، فيما نفذت مشروع استجابة لإعصار إيدائي بملاوي.