في تركيا لا يقتصر عمل خريجي العلوم الشرعية في المساجد والتدريس فحسب، بل بات يمتد إلى المستشفيات لتقديم الدعم المعنوي ورفع الحالة النفسية للمرضى.
بدأ مشروع تقديم الدعم المعنوي للمرضى قبل عامين، وأثمر بتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ورئاسة الشؤون الدينية في يناير 2015.
وعلى ضوء بروتوكول التعاون تلقى عدد كبير من خريجي أقسام العلوم الشرعية بالجامعات تدريبات على تقديم الاستشارات الدينية والإرشاد المعنوي للمرضى في المستشفيات.
ومنذ 20 ديسمبر الماضي، يتولى 78 مرشدا دينيا في 14 مستشفى يتبع لوزارة الصحة في البلاد، مهامهم في تقديم الدعم المعنوي للمرضى والاستشارات الدينية لرفع حالتهم النفسية.
ففي مستشفى "هاسكي" الحكومي بمدينة إسطنبول، يتولى 4 مرشدين دينيين وظيفتهم، حيث تواصلوا منذ 20 ديسمبر الماضي مع 400 مريض، ليقدموا لهم الإرشادات الدينية والآيات والأحاديث المتعلقة بالشفاء والتي تحث على الصبر والتوكل.
وفي تصريحات أدلوا بها للأناضول، قال عدد من المرشدين بمستشفى هاسكي انهم حققوا نتائج مثمرة من خلال الدعم المعنوي الذي قدموه للمرضى.
وقال محمد جلال شاهين المرشد في مستشفى هاسكي: "نساعد المرضى ليتجاوزوا خوفهم من الموت بتقريبهم من الله عز وجل، واطلاعهم مدى تأثير حالتهم النفسية على صحتهم، بعدها نلاحظ الفرق على وجوههم بازدياد طاقتهم الإيجابية".أما المرشد ريحان يوكسال فقال لمراسل الأناضول إنّ المرضى خاصة المسنين منهم بحاجة لمن يستمع إليهم. وهم بحاجة إلى من يرفع حالتهم المعنوية".
وأضاف يوكسال: "بعض المرضى قبل دخولهم للعمليات يطلبون لقاءنا، البعض منهم يحضنوننا قبل دخولهم لغرفة العمليات.أما المرشد ستار قليج فأوضح أن بعض المرضى يطلب من المرشدين قراءة آيات من القرآن الكريم، وأدعية وأذكار.
ومن جانبه أشار مفتي إسطنبول حسن كامل يلماز، أن تقديم الدعم المعنوي للمرضى يطبق في الدول الغربية منذ عام 1930: قائلاً " حتى لو أننا طبقناه متأخرين إلا أنّ هذه الخدمة مهمة جدا".
وقال يلماز: "عند التأثير على الجانب الروحي للإنسان، من الممكن أن يقف مريض على قدميه فجأة أو أن يخر إنسان صحيح على الأرض، الدعم المعنوي للإنسان المريض يعني غرس الأمل في حياته، وبعث الحماس والقوة في داخله عن طريق معتقده الذي يؤمن به، حتى يشعر بشعور الشفاء".
وأكد حسن على ضرورة نشر خدمة الدعم المعنوي في كافة المستشفيات التركية، قائلاً :البشر بحاجة للإيمان والثقة وتسليم أنفسهم لقوة أكبر منهم".
ومن جانب آخر أكد كبير الأطباء في مستشفى هاسكي سافاش أوزتورك أنّ تجربة الدعم المعنوي عادت بنتائج إيجابية في المستشفى بعد ستة أشهر من تطبيقها، قائلاً " الدعم المعنوي مهم جدا للمرضى إلى جانب الدعم النفسي، وإن سرعة شفاء المريض ترتبط بمدى تصديقه لقدرة العلاج الطبي على مداواته".
م.ا