كيري وظريف يلتقيان اليوم في جنيف
حول العالم
30 مايو 2015 , 10:49ص
أ.ف.ب
يلتقي وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأمريكي جون كيري اليوم السبت في جنيف قبل شهر من المهلة المحددة لتوصل المفاوضات الطويلة إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني.
وتجري القوى الكبرى منذ خريف 2013 مفاوضات مع إيران برعاية الاتحاد الأوروبي حول برنامجها النووي المثير للجدل الذي يسمم الأسرة الدولية منذ 2003، من أجل التوصل إلى وسيلة للسيطرة على الطموحات الذرية لطهران مقابل رفع للعقوبات.
وبعد اتفاق مؤقت في نوفمبر 2013 واتفاق مبدئي في الثاني من أبريل، بات أمام الأطراف مهلة حتى 30 يونيو لتوقيع اتفاق كامل ونهائي.
ويلتقي كيري وظريف اللذان يقودان هذه المفاوضات منذ أشهر، صباح اليوم السبت في جنيف ليوم من المشاورات.
ويرافق كيري وزير الطاقة الأمريكي أرنست مونيز والمديرة السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان.
كان مفاوضون من مجموعة 5+1 التي تضم القوى الكبرى "الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا" وإيران في فيينا الأسبوع الماضي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيفري راثكي "كنا واضحين منذ البداية ونسعى إلى اتفاق جيد وليس إلى اتفاق كيفما كان"، مؤكدا أن واشنطن تعارض "تمديدا" للمفاوضات إلى ما بعد نهاية يونيو.
فقبل شهر من المفاوضات تحدثت إيران والدول الأوروبية الأسبوع الماضي عن إمكانية تمديد المحادثات إلى بداية يوليو.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المفاوضات ستستمر "حتى الموعد المحدد وقد تتواصل بعد ذلك".
وصرح السفير الفرنسي في واشنطن جيرار ارو بأن "مهلة يونيو قد تشهد مصير مهلة مارس باتفاق يوقع بعد أيام"، ملمحا إلى الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في لوزان وأبرم في الثاني من أبريل بدلا من 31 مارس.
وقال مصدر دبلوماسي غربي إن هذا اللقاء الجديد بين كيري وظريف في جنيف "يهدف إلى التوضيح إذ أن الإيرانيين سيقولون ما يستطيعون فعله وما لا يستطيعون والأمريكيين سيشيرون إلى ما هو ليس على ما يرام".
وفي الواقع تشكل قضية عمليات التفتيش الدولية للمواقع النووية بهدف ضمان الطابع المدني والسلمي للبرنامج الإيراني، إحدى النقاط الشائكة.
وتستبعد طهران التي نفت باستمرار رغبتها في امتلاك قنبلة ذرية أي تفتيش لمواقعها العسكرية باسم حماية مصالحها القومية غير أنها قد توافق على "دخول في إطار القواعد" لخبراء أجانب بموجب البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي.
ويعتقد دبلوماسي غربي أن "كيري سيؤكد أمام ظريف أهمية عمليات التفتيش هذه بالنسبة للقوى الست"، مؤكدا أنها إحدى النقاط الأساسية.
وشدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو أمانو الذي سيطبق الاتفاق الذي يتم التوصل إليه، على ضرورة أن تتمكن هذه الهيئة الدولية من دخول كل المواقع بما فيها المواقع العسكرية.
وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف نفسه، محذرا من أن باريس "لن تقبل أبدا" باتفاق إذا لم يتم "التحقق" من "كل المواقع الإيرانية بما فيها المواقع العسكرية".
وتتبنى فرنسا الموقف الأكثر تشددا بين دول مجموعة 5+1 وتخشى من أن تفرط الولايات المتحدة في تقديم التنازلات من أجل توقيع اتفاق تاريخي.
أما إدارة الرئيس باراك أوباما فتتعرض لضغوط من الكونجرس الجمهوري المعادي في أغلبيته لإيران وفرض الصيف الماضي حق النظر في النص النهائي.
ويثير اتفاق محتمل مع إيران قلق إسرائيل .
في الواقع وحتى إذا كانتا تنفيان ذلك، تبدو طهران وواشنطن في أوج تقارب بعد 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. لكن الخبراء يرون أن الخصمين ما زالا بعيدين عن تطبيع العلاقات بينهما وسيكتفيان بمواصلة مشاوراتهما السرية حول النزاعات الإقليمية .