واشنطن تدين تحركات بكين في بحر الصين الجنوبي
حول العالم
30 مايو 2015 , 10:23ص
أ.ف.ب
أكدت الولايات المتحدة اليوم السبت أنها ستواصل إرسال سفن وطائرات حربية إلى المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ودعت إلى وقف فوري لعمليات البناء التي تقوم بها بكين في هذه المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال مؤتمر في سنغافورة يحضره مسؤولون عسكريون كبار بينهم صينيون، إن تحركات الصين "لا تتفق مع القواعد والمعايير الدولية" ببنائها هذه الجزر الاصطناعية في أرخبيل سبراتليز.
والأرخبيل الذي يتألف من أكثر من مئة جزيرة والواقع في منتصف الطريق بين فيتنام والفلبين، هو إحدى المناطق المتنازع عليها بسبب أهميته العسكرية الإستراتيجية.
وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية ونشرها مركز أبحاث أمريكي أن الصين تقوم بعمليات ردم ضخمة لشعب مرجانية متنازع عليها، وتظهر الصور عمليات ردم ضخمة لتوسيع مساحة جزيرة صغيرة وبناء موانئ اصطناعية على الحيد البحري لجزر سبراتليز.
وقال وزير الدفاع الأمريكي خلال حوار شانغري-لا السنوي "قبل كل شيء نريد تسوية سلمية لكل النزاعات وفي سبيل ذلك يجب أن يكون هناك وقف فوري ومستديم لأعمال الردم من جانب كل المطالبين" بالسيادة على أرخبيل سبراتليز.
وأضاف أشتون كارتر "نحن نعارض أيضا أي عسكرة إضافية للمناطق المتنازع عليها"، مشددا على أن القوات الأمريكية ستواصل الدخول إلى ما سماه المياه والأجواء الدولية في هذه المنطقة المتوترة.
واعترف وزير الدفاع الأمريكي بأن دولا أخرى طورت مراكز متقدمة في المنطقة بمستويات متفاوتة بما فيها فيتنام التي أقامت 48 مركزا متقدما والفلبين (8) وماليزيا (5) وتايوان بمركز واحد وأضاف "لكن هناك دولة واحدة مضت أسرع بكثير وأبعد بكثير من أي دولة أخرى، وهي الصين".
وأشار إلى أن "الصين تطالب بالسيادة على أكثر من 800 هكتار أي أكثر من جميع المطالبين الباقين مجتمعين وأكثر مما شهدته المنطقة في تاريخها برمته"، مؤكدا أن الصين فعلت ذلك "خلال الأشهر الـ18 الأخيرة".
وأكد الوزير الأمريكي أنه "ليس واضحا إلى أي مدى أبعد ستذهب الصين. لهذا السبب أصبح هذا الجزء من المياه مصدرا للتوتر في المنطقة ويتصدر الأخبار حول العالم".
وخلال جلسة أسئلة وأجوبة بعد خطاب كارتر، قال مسؤول عسكري صيني إن هذه الانتقادات "لا أساس لها وغير بناءة".
وصرح الكولونيل جاو تشياوجو من أكاديمية العلوم العسكرية الصينية بأن "حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي ليست مشكلة إطلاقا لأن هذه الحرية لم تتضرر يوما"، وأضاف "أعتقد أن نشاطات الصين شرعية ومعقولة ومبررة".
ويفترض أن يلقي رئيس الوفد الصيني الأميرال سن جيانغو نائب رئيس إدارة الوحدات في الجيش الشعبي الصيني كلمة في المؤتمر غدا الأحد.
كان الجيش الصيني قد أمر الأسبوع الماضي السفينة الحربية الأمريكية نيفي بي-8 بوسيدون لمراقبة الطائرات، بمغادرة منطقة قريبة من أرخبيل سبراتليز لكن الأمريكيين تجاهلوا الطلب الصيني.
وأكد أشتون كارتر أنه "يجب ألا يكون هناك أي سوء فهم، الولايات المتحدة ستحلق وستبحر وستعمل في كل مكان حيث تسمح القوانين الدولية بذلك كما تفعل القوات الأمريكية في العالم بأسره".
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها في المنطقة "لن تمتنع عن ممارسة حقوقها - حقوق كل الأمم-"، مؤكدا أن "تحويل صخور تحت المياه إلى مدرج جوي لا يمنح حقوق السيادة أو يسمح بفرض قيود على النقل الجوي أو البحري".
وتمتد جزر سبراتليز على مساحة تناهز 410 آلاف كيلومتر مربع وتقع عند تقاطع طرق بحرية إستراتيجية للتجارة العالمية ويعتقد أنها تحوي احتياطيا كبيرا من المحروقات.
ويتنازع السيادة الكاملة أو الجزئية على هذه الجزر كل من الصين وفيتنام والفلبين وبروناي وتايوان وماليزيا.
كانت قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" قد حذرت في نهاية أبريل من أن عمليات الردم التي تقوم بها بكين في الأرخبيل"يمكن أن تقوض السلام والأمن والاستقرار".
ودعا كارتر في خطابه الصين والدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا إلى تبني "مدونة سلوك" حول المياه المتنازع عليها هذه السنة.
ويفترض أن تستند هذه المدونة إلى إعلان غير ملزم تبنته في 2002 الدول المتنافسة وينص على احترام حرية الملاحة وتسوية النزاعات بطرق سلمية والحد من تصاعد التوتر.
واتهم مسؤولون عسكريون أمريكيون أمس الجمعة الصين بأنها نشرت أخيرا قطعتي مدفعية في إحدى الجزر الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي لكنها عادت وسحبتهما، وأوضح المسؤولون أنه تم رصد وجود قطعتي المدفعية المؤللتين قبل نحو شهر ولكن يبدو أنهما سحبتا .
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الكولونيل ستيفن وارن "نستطيع التأكيد أننا رصدنا أسلحة" في إحدى الجزر الاصطناعية في أرخبيل سبراتليز، مذكرا بـ"أننا نعارض عسكرة هذه الجزر".