واصل المنتدى جمع القادة الدوليين والخبراء والأخصائيين لمعالجة التهديدات المتطورة وتعزيز الاستقرار العالمي، حيث تنعقد دورة هذا العام تحت شعار «تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي»، بتنظيمٍ من أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية بالتعاون مع مركز صوفان.
عُقدت حلقة نقاش رئيسية برعاية جامعة ولاية أريزونا ونيو أمريكا، بعنوان «مكافحة الجهات الفاعلة غير الحكومية والجماعات بالوكالة: الدروس المستفادة»، حيث استكشفت الحدود الخفيّة بين القوات الحكومية وغير الحكومية. وسلط المشاركون الضوء على الحاجة الملحّة لوضع أطر أمنية قابلة للتكيف وقادرة على مواجهة التهديدات الهجينة الجديدة. وفي كلمته، شدد مارك بريتشارد، عضو البرلمان البريطاني، على الحاجة الملحّة لاعتماد منهجيات موحدة، وأكد الدور المحوري الذي يلعبه منتدى الأمن العالمي في دعم الحوار حول أهمية الترابط بين الأمن والتكنولوجيا والدبلوماسية.
وقال: «يسلط هذا المنتدى الضوء على أهمية التعاون الإستراتيجي بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والشركاء الدوليين من أجل مواجهة المخاطر في المناطق الرمادية ضمن المجالات الرقمية والجيوسياسية».
وإشارةً إلى دور قطر الريادي، تحدث العقيد علي العلي، عضو اللجنة التنفيذية للإنتربول في دولة قطر، عن التزام الدولة الراسخ بتعزيز التعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون. وقال: «تلتزم قطر بريادتها في مجال الأمن العالمي، وتتولى قيادة العديد من مبادرات إنفاذ القانون الرئيسية، كما تحتفل بمرور 50 عاماً على عضويتها في الإنتربول من خلال نيل عضوية اللجنة التنفيذية للإنتربول».
وأشاد معالي موسى فكي محمد، الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الأفريقي ووزير الخارجية السابق لجمهورية تشاد، بالتزام دولة قطر الدائم بدعم جهود السلام في أفريقيا.
وسلط الضوء على الجهود الدبلوماسية المميزة التي لطالما بذلتها قطر، وقال: «أتوجه بالشكر لدولة قطر على مشاركتها الفاعلة في حل النزاعات في منطقة الساحل الأفريقي والقارة ككل. كما كنت شاهداً على التزامها في هذا المجال هنا في الدوحة منذ 15 أو 16 عاماً».
وقد كانت الآليات الأمنية في مختلف أنحاء القارة الأفريقية تحت المجهر خلال جلسة بعنوان «تحليل الأوضاع في الساحل»، حيث تناول خبراء من بوركينا فاسو وغانا ونيجيريا والأمم المتحدة العديد من المواضيع المترابطة، مثل التغير المناخي وعمليات التمرد العابرة للحدود الوطنية وهشاشة الدول والتهميش الاقتصادي، والتي تتسبب في حالةٍ من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. وشهدت الجلسات في فترة ما بعد الظهيرة نقاشاتٍ صريحة ومباشرة حول قضايا الهوية والمقاومة وأطر الأمن الدولي. وفي حوارٍ نادر، خاض كلٌ من الدكتور إيلان بابيه والسيدة ديانا بطو حواراً صريحاً حول الانقسامات بين المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى استكشاف التاريخ المؤلم والسعي إلى التعايش المشترك. وفي الوقت نفسه، تناولت جلسة حوارية المنظور الجديد حول «محور المقاومة»، واستكشفت كيفية تأقلمه من الناحية الأيديولوجية والإستراتيجية في ظل خسارة بعض قادته التي أسفرت عن العديد من التحديات التشغيلية. وجمعت جلسة برعاية لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي العديد من الباحثين لتقييم التعقيدات القانونية والمتعلقة بالسياسات لمعالجة القضايا المرتبطة بالجهات الفاعلة غير الحكومية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات المتنامية التي تواجه أطر العمل الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.