

أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر كتاباً جديداً بعنوان «المسؤولية المجتمعية ودورها في تنمية وتحقيق الاستقرار في المجتمعات»، للكاتبة الدكتورة هلا السعيد، بروفيسور التربية الخاصة، واستشارية التوحد، ومدير مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة.
يسلط الكتاب الضوء على فئات ذوي الإعاقة، حيث يؤكد حاجتهم إلى أن تتبناهم الجهات الممارسة للمسؤولية الاجتماعية، من خلال تقديم الخدمات المختلفة، واكتشاف الإيجابيات لديهم، إذ يتمتعون بالروح الوطنية العالية، والحماس للإبداع والإنتاج والإسهام في البناء.
وقدمت الكاتبة الإصدار الجديد، إهداء إلى دولة قطر، إيماناً منها بالدور الإيجابي الكبير الذي تؤديه ثقافة المسؤولية المجتمعية بين قطاعات الدولة المختلفة، وما تحققه في تنمية المجتمع ورقيه، وما قدمته دولة قطر للعالم بتحقيقها الإنجازات العالمية في شتى المجالات العلمية والرياضية والثقافية والصحية والاقتصادية والعمرانية وغيرها، والتطور الملحوظ ببناء القدرات البشرية القطرية، وسعيها الدؤوب من أجل تعميق روح المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والشركات وقطاع الأعمال تجاه احتياجات وتطلعات المجتمع المحلي لتحقيق «رؤية قطر 2030».

وقالت د. هلا السعيد لـ «العرب»: جاءت فكرة الكتاب وما يحتويه من معلومات، تشجيعاً مني لنشر الوعي بأهمية ثقافة المسؤولية المجتمعية، التي تُعَد واجباً وطنياً تنادى به أفرادها ومؤسساتها الحكومية للمشاركة الفعلية في المسؤولية الجماعية؛ لأنها في النهاية تصب في المصلحة المجتمعية، وتعزز من فرص الاستدامة في الأعمال الخيرية والإنسانية.
يشمل الكتاب أحد عشر فصلاً، يحتوي كل فصل منها على أبواب تتضمن معلومات تخص الفصل بالشرح بطريقة واقعية، تشجع كل من يقرأه على العمل من أجل المصلحة العامة.
ويختتم الكتاب بالفصل الثاني عشر يحوي مقالات شاركت بها الكاتبة في «الكتاب العربي في المسؤولية المجتمعية» الذي يقع في أربعة أجزاء.
وأكدت د. هلا أن الكتاب ينطلق من أن المسؤولية الاجتماعية ثقافة أصيلة في الإسلام، حث عليها نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» بقوله: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته»، موضحة أن المسؤولية تبدأ بالوعي، والارتقاء بالحس الاجتماعي والوطني، ثم التطبيق الذي يصب في البناء وخدمة المجتمع من نواحٍ عدة.
وأضافت: أن المسؤولية المجتمعية أصبحت تشكل رقماً مهماً في معادلة التنمية والبناء، كما أنها عنوان تقدم المجتمعات ورقيها، ما يحتم النهوض بواقع المسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا العربي، وطرح الوسائل والسبل التي من شأنها إعادة مفهومها إلى الواقع التطبيقي، خاصة مع تنامي الاهتمام بهذا الجانب، سواء من القطاع الخاص أو المؤسسات الحكومية، التعليمية منها والصحية والخدمية.
وأوضحت أن المسؤولية تبدأ بالوعي، والارتقاء بالحس الاجتماعي والوطني، ثم التطبيق الذي يصب في البناء وخدمة المجتمع من نواحٍ عدة، وحينما نربي أبناءنا تربية سليمة صالحة سوية، فإننا نعد رصيداً للغد، وذخراً للمجتمع والوطن، إذ لا يمكن الفصل بين المجتمع والوطن.
وأضافت د. هلا: أن الكتاب يسلط الضوء على فئات ذوي الإعاقة، بحكم تخصصي العلمي والعملي، ورؤيتي بأن هذه الفئة في واقع الأمر من ذوي القدرات الخاصة، وهم بحاجة إلى أن تتبناهم الجهات الممارسة للمسؤولية الاجتماعية، من خلال تقديم الخدمات المختلفة، واكتشاف الإيجابيات لديهم، إذ يتمتعون بالروح الوطنية العالية، والحماس للإبداع والإنتاج والإسهام في البناء، لافتة إلى أن ذوي القدرات قد أثبتوا بجدارة عبر التاريخ كفاءتهم وقدرتهم في مختلف المجالات، وأنهم فقط بحاجة لإظهار هذه الإيجابيات، من خلال ممارسات المجتمع للمسؤولية الاجتماعية.