تونس: إعادة محاكمة مسؤولين أمنيين كبار في نظام بن علي

alarab
حول العالم 30 أبريل 2015 , 07:39م
أ.ف.ب
قرر القضاء التونسي إعادة محاكمة مسؤولين أمنيين كبار في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في قضية تتعلق بقتل متظاهرين وإصابتهم، خلال ثورة الياسمين عام 2011، وذلك بعد عام من إصدار القضاء العسكري أحكاما مخففة ضدهم.

وصرح منير بن صالحة محامي المتهمين أن محكمة التعقيب (التمييز) نقضت - الأربعاء - هذه الأحكام، قائلا: "هذا القرار لا يصدمنا وسنتعامل معه".

وأضاف: "ستعاد المحاكمة لدى محكمة الاستئناف العسكرية بتونس، الاختصاص ما زال مسندا للمحكمة العسكرية".

من ناحيتها قالت ليلى حداد محامية عائلات القتلى: "هذا القرار هو انتصار لملف شهداء وجرحى الثورة، لأن حكم القضاء العسكري كان جائرا".

ويوم 12 من أبريل 2014 أصدرت محكمة الاستئناف العسكرية بتونس أحكامها في ثلاث قضايا، تتعلق بمقتل نحو 70 شخصا وإصابة حوالي 800 آخرين، في تونس العاصمة (شمال)، وصفاقس (وسط شرق)، وتالة والقصرين (وسط غرب)، أيام الثورة.

وقد خفضت المحكمة وقتئذ من عقوبات ابتدائية صادرة ضد المسؤولين الأمنيين، الذين تم إيقافهم مباشرة بعد الإطاحة بنظام بن علي، بتهمة "المشاركة" في قتل المتظاهرين خلال الثورة.

وقضت المحكمة بسجن هؤلاء ثلاث سنوات، وهي المدة التي أمضوها موقوفين في السجن على ذمة القضاء. 

وأدى تخفيف الأحكام إلى إطلاق سراح المتهمين؛ ومن بينهم وزير الداخلية الأسبق رفيق الحاج قاسم، والجنرال علي السرياطي الرئيس السابق لجهاز الأمن الرئاسي، وجلال بودريقة المدير العام السابق لجهاز "وحدات التدخل" (مكافحة الشغب)، ولطفي الزواري المدير العام السابق للأمن العمومي، وعادل التيويري المدير العام السابق للأمن الوطني.

وفي 14 من أبريل 2014 أعلن "المجلس الوطني التأسيسي" (البرلمان السابق المؤقت) - في بيان - أن أحكام القضاء العسكري "خلفت صدمة كبرى واستياء في نفوس التونسيين"، وأنها "لا ترتقي إلى تطلع التونسيين لكشف الحقيقة، ومعرفة قتلة الشهداء، ومحاسبتهم في إطار محاكمة عادلة".

كما اعتبر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان أن "الأحكام المخففة والرحيمة التي صدرت عن محكمة الاستئناف العسكرية بتونس تترجم إنكارا لسلسلة المسؤوليات الجزائية لأصحاب القرار السياسي، وتثير عدم قدرة المحاكم العسكرية على التخلص من التسييس الشديد".

وخلال الثورة التونسية قُتل 321 شخصا، وأصيب 3727، وفق حصيلة رسمية غير نهائية أعلنتها في 25 من فبراير الماضي "الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية" (منظمة حقوقية رسمية).