أعلنت وزارة الثقافة فتح باب المشاركة في المرحلة الثالثة في مسابقة مثايل للشعر النبطي التي ينظمها مركز قطر للشعر في نسختها الثانية تحت شعار « للأخلاق دلايل « وتم اختيار موضوع الأدب للمنافسة بين الشعراء حيث تم تحديد موعد الثامن من ابريل آخر موعد لتلقي الأعمال المشاركة.
ونشرت وزارة الثقافة فيديو مصور به دلالات واضحة حول الموضوع وأهمية حيث أظهر الفيديو أن الأدب يعد من أسمى القيم التي تحافظ على تماسك المجتمعات وترتقي بالفرد، فهو يعكس الأخلاق والقيم الإنسانية، ويشكل الذاكرة اللغوية والثقافية للأمم. وكما قيل: “الأدب هو ذاكرة الشعوب”، فهو الذي يحفظ التراث والمعرفة وينقل الخبرات من جيل إلى آخر. وتم تعريف الأدب في اللغة كونه يحمل دلالات متعددة، فهو يعبر عن الإنشاء والتعبير اللغوي، ويشير أيضًا إلى الخلق الحسن، والكرم، وإطعام الطعام، كما يُقال: “أقام أدبه” أي دعا إلى الوليمة. أما في معناه الأخلاقي، فهو السلوك القويم والتهذيب، ويُقال: “التأدب” أي التعلم والتهذيب والتخلق بالمحاسن، كما عُرف الأدب عند العلماء بأنه “استعمال ما يُحمد قولًا وفعلًا”، ولهذا كان الصحابة والعلماء يحثون على طلب الأدب قبل العلم. فقد قال ابن عباس رضي الله عنه:
اطلب الأدب فإنه زيادة في العقل، ودليل على المروءة، ومُؤنس في الوحدة، وصاحب في الغربة، ومال عند القلة»، كما رُوي عن الإمام مالك بن أنس أن أمه كانت تلبسه الثياب وتُعممه وهو صغير، ثم ترسله إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قائلة له « يا بني، ائت مجلس ربيعة، فتعلم من سمته وأدبه قبل أن تتعلم من حديثه وفقهه، وهذا يؤكد أن الأدب هو المدخل الحقيقي للعلم، فلا فائدة من المعرفة دون أخلاق وتهذيب. كما أظهر المقطع المصور أهمية الأدب كما صوره الشعر والحكمة، حيث حضر الأدب في الشعر العربي كقيمة أساسية، فالشاعر يقول
“وإذا الفتى جمع المروءة والتقى ** وحوى مع الأدب الحياء فقد كمل”
وفي أمثال العرب، قيل: «من أدب ولده صغيرًا سرّ به كبيرًا»، مما يدل على أن التأديب والتربية منذ الصغر هو الأساس في بناء الشخصية القويمة.
وقد عبر عن ذلك الأحنف بن قيس بقوله:
“الأدب نور العقل، كما أن الضوء نور البصر.”
كما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“كل شيء إذا كثر رخص، إلا الأدب، فإذا كثر غلا.”
وهذه إشارة إلى أن العلم وحده لا يكفي، بل يجب أن يُصاحبه الأدب ليكون للإنسان قيمة حقيقية.
كما أظهر الفيديو أن الأدب ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو سلوك يُطبّق في الحياة اليومية، فهو الذي يحدد مكانة الإنسان في مجتمعه. وكما قال أحد الشعراء: “من عاش صفرًا من الأخلاق والأدب ** يحيا فقيرًا ولو يمشي على الذهب.” وهذا يعني أن المال والنسب لا يغنيان عن الأدب، فالقيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أخلاقه وسلوكه،
فالأدب هو زينة الإنسان، وهو مفتاح النجاح في العلم والعمل والحياة الاجتماعية. وكما قال العرب: “الفصل بالعقل والأدب، لا بالأصل والحسب.
ومن هذا المنطلق يتنافس الشعراء من قطر وخارجها في إنتاج قصائد في الشعر النبطي فيما لاي قل عن خمسة عشر بيتا حول هذا الموضوع حيث سيتم اختيار أفضل خمس مشاركات للتأهل إلى نهائي هذه المرحلة الذي يقام في بث مباشر أمام لجنة التحكيم إضافة إلى القدرة على الارتجال في الوقت ذاته، ليتم اختيار واحد منهم فقط للتأهل إلى المرحلة النهائية أما لجنة.
وتقام مسابقة «مثايل» على مدى 9 أشهر تحت شعار «للأخلاق دلايل». وهي مسابقة ثقافية تختص بالشعر النبطي عبر طرح قيمة ثقافية، يُتوج فيها شاعر كلَّ شهر على مدى تسعة أشهر، ليتبارى الشعراء التسعة على اللقب والمراكز التي تليه بعد ذلك كتصفيات نهائية. وتقدم المسابقة جوائز شهرية حيث يفوز صاحب المركز الأول بـ 50 ألف ريال، و15 ألفا للمراكز التالية حتى الخامس، فيما يفوز في نهاية المسابقة صاحب المركز الأول بمليون ريال قطري وأصحاب المراكز التالية من الثاني وحتى التاسع بـ 100 ألف لكل منهم.