«العرب» ترصد بالصور: كسّارات ومخلفات إنشائية تهدد الروض والأحياء السكنية

alarab
تحقيقات 30 يناير 2023 , 12:25ص
منصور المطلق

 محجر يبعد أقل من 100 متر عن روضة في طور النمو

تفريغ مئات حمولات الشاحنات من المخلفات في موقع سكني

 محمد النعيمي: المحجر يسبب الإزعاج ويثير الغبار وهناك ضرورة لنقله 

محمد الدوسري: المنطقة في الليل تتحول مرتعاً للشاحنات لتفريغ المخلفات 

 

شكا عدد من أهالي المنطقة الواقعة غرب شارع احتفالات اليوم الوطني» الرفاع» من تنامي ظاهرة التخلص من النفايات وسط الاحياء السكنية المبنية حديثاً.
ورصدت عدسة «العرب» المئات من حمولات النفايات ومخلفات البناء والهدم المفرغة في أحد المنخفضات الأرضية التي احدثتها مواقع الكسارات في المنطقة، التي استغلها أصحاب الشاحنات لتفريغ حمولات المخلفات الانشائية وغيرها، لأن ذلك اسهل عليهم من الانتقال إلى مكب النفايات في مدينة مسيعيد، والذي يبعد عن الدوحة قرابة 40 كيلو مترا.


ورصدت «العرب» شكاوى عدد من السكان الذين رافقوا «العرب» في جولة على الموقع الذي تحول إلى مكب للمخلفات من قرب موقع الكسارات الذي يبعد نحو 200 متر عن اقرب منزل يبنى حديثاً، مشيرين إلى أن الكسارات تسبب الغبار والازعاج المستمر، كما أن وجودها في المنطقة شجع على رمي المخلفات في الحفر التي احدثتها لاستخراج الحجارة. 
كما استغل الكثير من سائقي الشاحنات الأراضي المحيطة بموقع المحجر لتفريغ حمولات المخلفات المختلفة، غير آبهين بالقوانين التي تمنع ذلك سواء الخاصة في حماية البيئة او قانون النظافة العامة. الذي يمنع هذه الممارسات ويعاقب مرتكبيها بالغرامات المالية والعقوبات التي تصل إلى الحبس في بعض الوقائع. 

روضة في موقع الكسارة 

على صعيد آخر يبعد موقع الكسارة أو المحجر عن احدى الروض التي تعافت مؤخراً بأمطار الخير التي هطلت على البلاد، حيث تظهر الصور التي التقطتها عدسة «العرب» الروضة التي مازالت في طور النمو بمحاذاة اعمال المحجر التي تتضمن تحركات مستمرة للآليات الثقيلة وغبار متناثر على الحي السكني وهذه الروضة التي تمتد على نحو مواز لمجمع الحجارة وبنفس طوله تقريباً، كما تبرز الصور التي التقطناها حاجة الروضة إلى الاهتمام والتسوير، لحمايتها من الدهس لاسيما وان المشاريع السكنية وغير السكنية كثيرة من حولها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات خاصة كونها روضة طبيعية استطاعت التعافي والعودة إلى الحياة وكل ما تحتاجه هو الحماية من المشاريع التي ينفذها الإنسان والممارسات الخاطئة الضارة في الروض وغطائها النباتي الذي يتجدد كل عام في موسم هطول الأمطار على البلاد، والذي يبدأ بالوسمي ومن ثم امطار فصل الشتاء حتى بداية الربيع في مارس من كل عام. 
وخلال الجولة التي رافقنا بها السيدان محمد الدوسري، ومحمد النعيمي تطرق الأخير إلى وجود الكسارات في المنطقة السكنية، مشيراً إلى أنها تبعد بضع مئات مترات عن اقرب منزل في هذه المنطقة التي تبنى حديثاً، وقال: تحولت المنطقة إلى مرتع للكسارات،، مؤكداً على أنها تشكل مصدر ازعاج حتى لسكان المناطق الأخرى القريبة من موقع الكسارة، كما أنها تشوه المظهر العام من خلال تلال الحجارة والرمال التي تأخذ مساحة كبيرة وقممها اعلى من المنازل ذات الطابقين، خاصة أن تلك الكسارات تظهر على جانب الطريق المؤدي إلى المناطق الشمالية بل وتؤثر في فترة الشتاء على الرؤية على زجاج السيارات حيث يتصاعد الغبار عليها ويحجب الرؤية للسائق مما يتسبب في وقوع حوادث الطرق، مشيرا إلى أن أصحاب الكسارات لا يكتفون بالمساحة المخصصة لهم والتي حددتها قديما وزارة البيئة، بل يقوم أصحابها بالتوسع في المناطق المجاورة ونحوها دون مراقبة من المسؤولين في الجهات المعنية، حيث ان الأراضي المحيطة بالموقع أصبحت مكباً للمخالفات، لاسيما تلك التي تتضمن حفرا احدثتها الكسارة، مطالباً بتنظيم حملات مراقبة دورية على هذه الكسارات، ونقلها إلى أماكن بعيدة عن المناطق السكنية.
من جانبه اتفق السيد محمد الدوسري مع سابقه وأشار إلى أن الكسارات تسبب في حدوث تجريف أرضي على مساحة شاسعة في تلك المنطقة، والتي استغلها قائدو الشاحنات في تفريغ المخلفات الانشائية وغيرها من النفايات في هذه المنطقة، وعدم نقلها إلى الأماكن المخصصة في مسيعيد او غيرها.
وأوضح الدوسري أن هذه المنطقة تتحول ليلا إلى مرتع للشاحنات التي تأتي بشكل دوري تحت جنح الليل لتفريغ الحمولة بعيداً عن اعين الرقابة.
وأضاف: فضلا عن هذه المخالفة فإن المنطقة تحتوي على روضة في طور التعافي والازدهار حالياً، ووجود الكسارة بالقرب منها إضافة إلى المخلفات التي تمتد على مساحة كبيرة يؤثر على نموها، كما يؤثر على البيئة الصحية التي تشهد حالياً انتقالا للمواطنين إليها من الذين انتهى بنيان منازلهم.
وطالب الدوسري الجهات المعنية في وزارة البيئة والتغيّر المناخي وفي وزارة البلدية بضرورة التحرك لوضع حد لهذه المخالفات ونقل المخلفات التي فرغت في المنطقة إلى المواقع المخصصة، والضرب على أيدي المخالفات من سائقي الشاحنات وغيرهم. إضافة إلى مراقبة المحاجر والكسارات، وضبط مخالفات شروط تصاريح استخراج ونقل الدفان، وإزالة أسباب هذه المخالفات بالتنسيق مع الجهات المختصة.