نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم وبمشاركة نخبة من المتحدثين الأكاديميين من جامعات عربية وإسلامية الملتقى الدولي: مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات: تحديات الواقع وآفاق».
وتضمن الملتقى تخصيص 3 جلسات للموضوعات التي يناقشها الملتقى، خصصت الجلسة الأولى لمناقشة واقع الثقافة الإسلامية في الجامعات الإسلامية، والجلسة الثانية ناقشت التحديات التي تواجه الثقافة ومقرراتها وطرائق تدريسها، وفي الجلسة الثالثة تمت مناقشة تجارب علمية للعاملين في مجال تدريس الثقافة الإسلامية.
وأكد الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، أن أهمية هذا الملتقى تتجلى في حرص كلية الشريعة على مواكبة مسألة تطوير المقررات واستراتيجيات التعلم الجديد وهو اهتمام نابع من اهتمامات الجامعة التي تبادر إلى طرح مبادرات التميز.
وأضاف إن المقرر مفيد لتعليم الطلاب والدارسين الكثير من الأمور المهمة حول الدين الإسلامي وشموليته ومبادئه السامية والتحديات التي تواجه الأمة وأهم الوسائل الممكنة لمواجهتها. 
وقال الدكتور إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إن تنظيم هذا الملتقى يؤكد سعي الكلية لتبادل الخبرات مع شركاء المصلحة في أنحاء العالم، لافتا إلى أن تحدي الثقافة الإسلامية اليوم يجب أن يخوضه الجميع لضمان بقاء الثقافة الإسلامية مؤثرةً وفعالة ضمن منافسة الثقافات المختلفة حتى نستطيع توصيل رسالة هذه الأمة إلى العالم وهذا التحدي لابد من أن نفوز به.
وفي بداية الملتقى أكد الدكتور محمد المصلح- العميد المساعد للشؤون الأكاديمية أن كلية الشريعة تهدف إلى تحقيق 3 أهداف، الأول جمع المهتمين والقائمين على مقرر الثقافة الإسلامية للتفاكر والتشاور في آفاق تطوير هذا المقرر بما يستجيب لتحديات العصر، بالإضافة إلى تبادل الخبرات العلمية بين جامعة قطر والجامعات الأخرى حول تطوير مقرر الثقافة الإسلامية، وتحفيز الجهود المؤسسية والفردية في تطوير مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعة.
وتناول بالتفصيل الجهود التي تمت في مجال تطوير مقرر الثقافة الإسلامية ومنها الانتقال من الخطأ المنهجي بالتركيز على مفهوم الثقافة إلى الحديث عن التحديات التي ينبغي أن يعالجها المقرر وتغيير منهجية وأساليب تدريس المقرر. 
وقد تحدث في الجلسة الأولى المخصصة لواقع الثقافة الإسلامية ثلاثة من كبار علماء الثقافة الإسلامية وهم على التوالي الأستاذ الدكتور عدنان محمد زرزور أستاذ الثقافة الإسلامية السابق في عدد كبير من الجامعات وتناولت ورقته فكرة الثقافة الإسلامية في الجامعات والواقع المعاصر، ثم ورقة الأستاذ الدكتور عبدالمجيد النجار أستاذ سابق في عدد من الجامعات.
وتناولت ورقته الهدف التوعوي للثقافة الإسلامية، وتحدثت في الجلسة الدكتورة فتيحة دوار من جامعة الجزائر التي تناولت رؤية المفكر محمد المبارك لمقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى نظــراً لأهميــة الثقافــة الإسلامية بالجامعــات بالإسهام فــي بنــاء الهويــة الإنســانية، وتعزيــز الشــخصية الإسلامية المتوازنــة؛ التي تهتم كليــة الشــريعة والدراســات الإسلامية ضمــن حراكهــا التطويــري الاســتراتيجي المســتمر بالتعــاون مــع اللجنــة الوطنيــة القطريــة للتربيــة والثقافــة والعلــوم بجمــع المهتميــن وأهــل الاختصــاص للتفاكــر والتشــاور فــي واقــع مقــرر الثقافــة الإسلامية وآفــاق تطويــره فــي جامعاتنــا العربيــة والإسلامية مــن خــلال تبــادل الخبــرات، وعــرض تجربــة الكليــة، واســتعراض التجــارب الأخــرى، والوقــوف علــى أبــرز التحديــات وكيفيــات الاســتجابة لهــا.
ويُعــد الملتقــى حلقــة مــن حلقــات مســيرة تطويــر مقــرر الثقافــة الإسلامية الــذي أوصــت بــه المنظمــات ذات الصلــة، ولا ســيما اتحــاد الجامعــات العربيــة، ورابطــة الجامعــات الإسلامية، ومنظمــة العالــم الإسلامي للتربيــة والعلــوم والثقافــة.
كما يأتي في إطار احتفاء دولــة قطــر باســتضافة الحــدث الثقافــي الدولــي «الدوحــة عاصمــة الثقافــة فــي العالــم الإســلامي 2021» في الفترة الممتدة من شهر مارس 2021 إلى شهر مارس 2022م، حيــث وقــع عليهــا اختيــار منظمــة العالــم الإسلامي للتربيــة والعلــوم والثقافــة (الإيسيســكو) لمــا تتميــز بــه الدوحــة مــن عراقــة التاريخ، ومــا تحتضنــه مــن معالــم إسلامية، ومــا تقدمــه مــن إســهامات حضاريــة، وهــو مــا جعلهــا منــارة إسلامية ثقافيــة.