المكملات الغذائية.. كارثة تهلك الرياضيين

alarab
تحقيقات 30 يناير 2017 , 02:57ص
حامد سليمان
حذر عدد من المختصين من تنازل البعض لـ المكملات الغذائية، تماشياً مع التدريبات الرياضية بالأندية، أو من أجل الحصول على جسم مفتول العضلات، مؤكدين أن بعض نتائج هذه المنتجات يكون «كارثيا»، مشددين على أن بعضها ينطوي على إدمان بعض الرياضيين، والبعض الآخر يسوء استخدامه بما يضر بجسم الإنسان.
ونصحوا بالابتعاد عن الكثير من المكملات الغذائية، فوفق تأكيدهم، نادراً ما ينجو منها أحد، وهناك بدائل صحية من أجل بناء الجسم والتنافس الرياضي النزيه، وعلى الشخص أن يتبع نظاما غذائيا صحيا، وأن يحتوي على المكونات الغذائية، من دهون وبروتينات ونشويات وغيرها، وتتباين نسبها حسب استهلاك الجسم.
وشددوا على أن الدراسات كشفت أن الكثير من المكملات الغذائية المصرح بها والمتداولة تحتوي على مواد ضارة، مشددين على أن الابتعاد عن تناولها أفضل بكثير من اللجوء لمثل هذه المواد، التي تتسبب في الغالب بضرر لجسم الإنسان.

د. أحمد العجاج: «أضرارها» في تكوينها وطريقة استخدامها
قال الدكتور أحمد عبدالرزاق العجاج، اختصاصي الأمراض الباطنية ومسؤول عن عيادة الأمراض الباطنية وطب السفر في المستشفى الأهلي: المكملات الغذائية في مجملها إما مضرة في تكوينها، أو مضرة في طريقة استخدمها الخاطئة، والبعض يتعاطاها لإبراز العضلات، أو زيادة الجهد بهدف الإنجاز، وأغلبها غايات رياضية.
وأضاف: الكثير من المكملات الغذائية المتداولة محظورة عن طريق المنظمات الرياضية، فالرياضيون يتعاملون مع مجموعة من المنشطات الرياضية، وهي تنقسم لخمس مجموعات، أولها المنشطات، وهي مجموعة واسعة، أشهرها الكوكايين، وهي مواد تعمل على تنشيط أجهزة معينة بالجسم، كالأجهزة العصبية والأجهزة القلبية، والغاية في النهاية هو الإنجاز وتحقيق بطولات رياضية.
وتابع العجاج: المجموعة الثانية من المكملات الغذائية، هي المجموعة البانية للجسم، وهي تبني العضلات بشكل خاص، أبرزها ما يسمى بالأنابوليك سترويد، ولها الكثير من المشكلات المؤثرة على الجسم، أما المجموعة الثالثة، فهي مدرات البول، وهي مجموعة من المواد الهدف منها إنقاص الوزن قبل المسابقات، والمجموعة الرابعة هي المسكنات، وتعمل على تسكين الألم الناتج عن الجهد الرياضي، والتمارين التي يمارسها الشخص، ومتعاطي هذه المواد يدخل في دائرة الإدمان وما يتبعه من مشكلات كثيرة، المجموعة الخامسة هي الببتيدات والهرمونات كالاريثروبيوتين وهرمون النمو وهي مواد ينتجها الجسم بشكل طبيعي ويستخدمها الرياضيون بهدف زيادة الكفاءة أو القوة أو العضلات واستخدامها يؤدي إلى مشكلات صحية واستخدامها محظور.
وأكد أن بعض المكملات الغذائية غير محظورة وهي متداولة في الكثير من صالات الجيم أو المحال المختصة، كالكرياتين، وهي مادة يصنعها الجسم، وتستخدم في بناء العضلات، تباع بشكل تجاري، وتستخدم من قبل الرياضيين، من أجل زيادة كتلة العضلات، والحموض الأمينية أبرزها، وتباع في الكثير من المحال. وأشار إلى أن هذه المكملات، والمفترض أنها طبيعية وغير مضرة بالجسم، وجدت منظمة الغذاء والدواء الأميركية أن بعض المكملات الغذائية التي تسوق على أنها مكملات طبيعية وجدت تحتوي على هرمونات ومنشطات ومسكنات وهي إحدى الوسائل التي تستخدمها بعض الشركات في خداع الناس من أجل الإيحاء بسلامة وفعالية منتجاتها.
ونصح اختصاصي الأمراض الباطنية ومسؤول عن عيادة الأمراض الباطنية وطب السفر في المستشفى الأهلي، بالابتعاد عن الكثير المكملات الغذائية، واصفاً نتائج بعضها بـ «الكارثية»، ونادراً ما ينجو منها أحد، مشيراً إلى أن البديل الصحي من أجل بناء الجسم والتنافس الرياضي النزيه، أن يتبع الرياضي نظاما غذائيا صحيا، وأن يحتوي على المكونات الغذائية، من دهون وبروتينات ونشويات وغيرها، وتتباين نسبها حسب استهلاك الجسم، فمن يود بناء عضلات على سبيل المثال، يجب أن يزيد من البروتينات التي يتناولها، ويحتاج إلى أغذية بعينها تزيد من التستوستيرون عند الإنسان بصورة طبيعية بعيداً عن المقلد الذي يتداوله البعض كمكمل.
وشدد العجاج على أهمية الاسترشاد بمختصين في اختيار الرياضات والأغذية التي يتناولها الشخص، فبناء العضلات له رياضة خاصة، والجري يؤدي إلى نتائج مختلفة، ومن يحدد ذلك هو المدرب المختص، وعلى الرياضي أن ينام بصورة كافية، خاصةً في فترات الليل، وألا تقل ساعات نومه عن 8 ساعات، وأن يحصل ممارس رياضة كمال الأجسام على راحة كافية، فيكتفي بثلاثة أيام أسبوعياً، ليسمح للعضلات بأن تتكون وتبنى، وأن يحصل على سوائل كافية لحماية الكلية، مشدداً على أن هذه العناصر الأساسية لها تفاصيل يجب أن يشرف عليها مختصون، حتى لا تتحول ممارسة الرياضة إلى ضرر للجسم.

عائشة صقر: بعضها يحتوي على مواد ضارة بالجسم
أكدت خبيرة التغذية بمستشفى العمادي عائشة صقر أن اسم مكملات غذائية يطلق على عدة مواد تستخدم في استكمال القيمة الغذائية المطلوبة خلال اليوم، يتناولها الشخص لكي يحصل على جسم صحي وغذاء متكامل، فالفيتامينات من المكملات الغذائية، كما تعتبر البروتينات التي يتم تناولها من عدة فئات مختلفة كالرياضيين ومن يجرون عمليات جراحية تتطلب تغذية مكثفة، من المكملات الغذائية.
وأضافت: يوجد بالأسواق العديد من المكملات الغذائية، بعضها صحي ومنها ما هو غير صحي، وتقوم العديد من شركات تصنيع الدواء بصناعة المكملات الغذائية، ولا ننكر أن بعض المكملات المطروحة في السوق تحتوي على بعض الهرمونات التي قد تسبب أضرارا، أو أن يستخدمها الرياضي بتراكيز عالية، فيتسبب له ضرر بسببها، في بعض الأحيان يكون نتيجة لغياب الدراسة الكافية بالاستخدام السليم.
وأكدت على أن استخدام المكملات الغذائية بشكل صحي يجب أن يكون عن طريق الأطباء والمختصين، ممن يحددون المكملات وفق وصفات طبية محددة، مشيرة إلى أن الكثير من المكملات الغذائية التي يتم ترويجها في الأندية الرياضية وصالات الجيم يُبالغ في تركيز البروتينات بها؛ لذا فلا بد من الحذر عند استخدامها.
وأشارت إلى أن الجسم يحتاج إلى 1.5 جرام من البروتينات لكل كيلو جرام من وزن الشخص يومياً، فإذا كان وزن الشخص على سبيل المثال 70 كيلوجراما، فهو يحتاج إلى 105 جرامات من البروتينات يومياً، وفي حال تناوله كمية أكبر، فهذا يسبب أحمالا زائدة على الكلى، فلا بد أن يكون تناول المكملات عن طريق الطبيب المختص أو خبير التغذية أو أشخاص ذوي خبرة ومعرفة.
ولفتت إلى أن الكثير من الشباب يسعون للحصول على جسم رشيق ذي عضلات مفتولة، معتمدين على ما يظنونه طريقة يسيرة، بعيداً عن التمارين الرياضية، فيتناولون المكملات الغذائية، وبعضهم يتناولها بكميات عالية، ما يتسبب في ضرر للكلى وللعضلات، فعندما يتم زيادة حجم العضلة بشكل مفاجئ، يمكن أن يحدث ضمور بالعضلات بمجرد مفعول المواد التي يتم إضافتها، والتي قد يكون ضررها أكبر من نفعها، فلا بد من عدم تناولها بتراكيز عالية، وعدم الاعتماد عليها بدلاً من التمارين، وننصح باللجوء لاختصاصي التدريب الرياضي، ويفضل عدم اللجوء لهذه المواد بصورة كاملة، لما لها من ضرر.
وشددت على أن بعض مروجي المكملات الغذائية يخفون احتواء بعض المكملات على مواد قد تكون ضارة، ما يمثل غشا تجاريا؛ لذا فعلى من يرغب في تناولها أن يكون حذراً، وأن يحصل عليها من الجهات الموثوقة، مؤكدة على أن الجهات الرقابية على دراية كاملة بمثل هذه المعلومات وعليها أن تتابع وتشدد رقابتها على المراكز الرياضية وغيرها من المحال التي تبيع مثل هذه المكملات.