تغيب المرضى عن مواعيدهم الطبية.. من يتحمـــــــــــــل المسؤولية؟

alarab
محليات 29 نوفمبر 2024 , 01:21ص
يوسف بوزية

تلاقت آراء المواطنين والخبراء المختصين في التأكيد على أهمية حضور المرضى في المواعيد الطبية التي حصلوا عليها عن طريق خدمة «حياك» على الرقم 107، منوهين بضرورة رفع التوعية بأهمية حضور المواعيد والتنبيه عليها وعدم الاكتفاء بمجرد التذكير بها.
وأكدوا لـ «العرب» أن التغيب عن المواعيد الطبية بما فيها مراكز الخدمات الصحية والعيادات التخصصية تمثل ظاهرة «غير صحية» في مجتمعنا، تستدعي تضافر الجهود لمعالجتها، مشيرين إلى أن الالتزام بالمواعيد الطبية مسؤولية مجتمعية تحفظ الصحة وتحسن الخدمات وتضمن تقديم الرعاية الصحية بأفضل صورة ممكنة.
ولفتوا إلى أن التغيب عن المواعيد الطبية دون عذر أو سبب  يؤثر على المريض نفسه في تأخر التشخيص وعدم إكمال الخطة العلاجية او عدم حصوله على العلاج في الوقت المناسب، كما يؤثر على المرضى الآخرين الذي ينتظرون الحصول على موعد من خلال «تعطيل» أو تأخير مواعيدهم وهدر وقت الأطباء.

د. محمد غيث الكواري: الاستفادة من الخدمة.. أو تركها لشخص آخر

في وقت تعمل فيه مؤسسة حمد الطبية على تحسين جودة الخدمات لكافة المراجعين، بما فيها توفير مواعيد طبية مناسبة للجميع، فقد أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات التي من شأنها تحسين المواعيد الطبية المتوافرة للمرضى، وكان آخرها في فبراير 2024، بمجموعة من الإجراءات لتعزيز عملية حجز مواعيد العيادات الخارجية وتحسين وصول المرضى إلى الرعاية الصحية بصورة أسرع.
وشملت الإجراءات التي قامت بها المؤسسة من أجل التغلب على هذه المشكلة، إتاحة حجز مواعيد أكثر على نفس العيادة، تحسباً لغياب بعض المرضى، وذلك وفق النسب الملاحظة من غياب المرضى في هذه العيادة.
وكان الدكتور محمد غيث الكواري، المدير التنفيذي لإدارة التخطيط الإستراتيجي والتحليل الذكي للمعلومات الصحية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أكد أنَّ المؤسسة في طور العمل على تطبيق نظام المواعيد من خلال تعزيز التوعية بأهمية الحضور والتذكير بها، مؤكدا أنَّ عدم حضور المراجعين لمواعيدهم بالمراكز الصحية تعد واحدة من التحديات، وأن من خلال الإستراتيجية الجديدة تتضمن واحدا من الأهداف بالتوعية بأهمية حضور المواعيد والمتابعة، وأن تيسير الوصول لا يعني تقديم الخدمة فحسب، بل الاستفادة من الخدمة أو تركها لشخص آخر قد يستفيد منها.. وقال إنَّ دمج بعض الخدمات يتم حسب التوجه الإستراتيجي الوطني.
وساهم نظام إحالة المواعيد عبر شبكة الإنترنت في أغسطس 2022 في تمكين المرضى الذين تمت إحالتهم من العيادات الخاصة للحصول على الرعاية التخصصية في مؤسسة حمد من تقديم طلبات المواعيد الخاصة بهم عبر الإنترنت. حيث لم يعد المرضى الذين تتم إحالتهم من العيادات الخاصة بحاجة إلى زيارة أحد مرافق المؤسسة، لتقديم طلب إحالة ورقية للمواعيد في ظل تطبيق النظام الافتراضي الجديد.
وأتاح تطبيق هذا النظام للمرضى الوصول بكل مرونة إلى خدمات الرعاية الصحية عبر التقدم للحصول على المواعيد من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤسسة.

ناصر النعيمي: 29 % نسبة المواعيد المهدرة في العيادات المسائية

أكد السيد ناصر النعيمي، الرئيس التنفيذي لمركز خبرات المرضى بمؤسسة حمد الطبية، أهمية أن يحرص المرضى على إعادة جدولة المواعيد الطبية بشكل استباقي، إذا لم يتمكنوا من الحضور في الموعد المحدد، مبينا أن معدل حالات التخلف عن الحضور للمواعيد الطبية بلغ 29 بالمائة في جميع العيادات الخارجية، وهو أحد التحديات المتعلقة بالخدمات على رغم النتائج الإيجابية الملحوظة بشأن زيادة فرص حصول المرضى على الرعاية الطبية وتقليل أوقات الانتظار.
وفي هذا السياق، فقد ساهمت خدمة العيادات المسائية التي أطلقتها المؤسسة في مايو 2023 لعدد من التخصصات التي تشهد طلبًا متزايدًا في زيادة فرص حصول المرضى على الرعاية الطبية، من خلال سعة إضافية بالنسبة لخدمات العيادات الخارجية، كما أحدثت تأثيرًا إيجابيًا فيما يتعلق برعاية المرضى على مدار الأشهر التسعة الماضية.
ونتيجة لإطلاق العيادات المسائية فإن أعداد المرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية للتخصصات التي تشهد طلبًا متزايدًا قد ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث تزايد عدد المرضى في تخصص أمراض السمع بنسبة 33 بالمائة، وكذلك ارتفعت أعداد المرضى في تخصص الأنف والأذن والحنجرة بنسبة 49 بالمائة، وارتفعت أعداد المرضى في تخصص طب العيون بنسبة 45 بالمائة، وارتفعت أعداد المرضى في تخصص جراحة المسالك البولية بنسبة 22 بالمائة، كما ارتفعت أعداد المرضى في قسم جراحة السمنة بمستشفى حمد العام بنسبة 58 بالمائة، وارتفعت أعداد المرضى في قسم جراحة العظام بمركز العظام والمفاصل بنسبة 186 بالمائة.
كما ساهمت العيادات المسائية في تخفيض أوقات انتظار المرضى عند تحويلهم إلى القسم المختص، حيث انخفض وقت تحويل المرضى إلى القسم المختص بنسبة 60 بالمائة في قسم السمع، وبنسبة 50 بالمائة في قسم الأنف والأذن والحنجرة، وبنسبة 35 بالمائة في طب العيون، وبنسبة 20 بالمائة في جراحة المسالك البولية، وبنسبة 50 بالمائة في طب السمنة، و75 بالمائة في قسم جراحة العظام.
وارتفع الطلب على خدمات الرعاية الطبية في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة، ولذلك تسعى مؤسسة حمد الطبية لتوفير رعاية طبية عالية الجودة لعدد أكبر من المرضى في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، حيث ساهمت العيادات المسائية الجديدة في تقديم خدمات بشكل أسرع، والحصول على خيارات متعددة بهدف اختيار مواعيد تناسب نمط حياة المرضى، بما في ذلك جدولة مواعيد المرضى في العيادات المسائية خارج ساعات العمل والدراسة. وتوفر خدمة العيادات المسائية في مركز الرعاية الطبية اليومية عدة تخصصات هي: طب العيون، والأذن والأنف والحنجرة، والمسالك البولية، وعيادة السمع، وكذلك في مركز العظام والمفاصل لجراحة العظام وفي مستشفى حمد العام لتخصص علاج السمنة.

د. زهير العربي: عدم الحضور يؤثر سلباً على صحة المريض والآخرين

أكد الدكتور زهير العربي، أخصائي التغذية العلاجية أن التغيّب عن حضور الموعد الطبي قد يؤثر سلباً على صحة المريض وصحة الآخرين أيضاً، منوها بضرورة احترام المواعيد الطبية التي تم حجزها مسبقا سواء من خلال الهاتف أو أثناء الحضور الشخصي. ودعا المراجعين إلى استخدام خط المساعدة المخصص لخدمة العملاء «نسمعك» 16060، الذي يقدم خدماته على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حيث يمكن للمرضى إدارة مواعيدهم المقبلة في مرافق مؤسسة حمد الطبية، سواء عن طريق حجز موعد أو تغييره أو إلغاء الموعد، منوها بضرورة إعادة جدولة الموعد الطبي أو إلغائه في حالة عدم التمكن من الحضور لضمان الحصول على الخدمات الطبية على أفضل وجه.

د. رضا الشيخ: ضرورة إلغاء الموعد أو إعادة جدولته

أكد الدكتور رضا الشيخ أخصائي التغذية في مستشفى العمادي أهمية التزام المراجعين بالمواعيد المجدولة وعدم التخلف عنها إلا في حالات الظروف الموضوعية القاهرة مع ضرورة إلغاء الموعد أو تأجيله وتحديد موعد جديد ليتمكن مرضى آخرون من الاستفادة من توقيت الموعد الملغى، مبينا أن غياب المراجع لأكثر من 7 ايام عن الموعد الأصلي يضطره إلى أخذ كشف جديد وهو ما يستدعي الالتزام بالمواعيد المقررة وعدم تفويت الفرصة على مراجعين آخرين بانتظار مواعيدهم.
وأكد أن التخلف عن المواعيد الطبية يعد ظاهرة منتشرة في المراكز الصحية ولا يخلو منها القطاع الصحي الخاص والعيادات التخصصية وإن بنسبة أقل، وهو ما يساهم في إهدار الموارد بما فيها وقت الكادر الطبي أينما كان، منوها بضرورة إلغاء الموعد أو إعادة جدولته قبل الموعد بوقت كاف لإتاحة فرصة الاستفادة منه لمريض آخر وعدم إهدار وقت الكادر الطبي.
وأشار إلى أن إهمال الموعد الطبي إلى جانب ما ذكرناه يؤثر سلباً على المريض نفسه من حيث التأخير في خطة العلاج الخاص به او تشخيصه بالشكل الصحيح من قبل الطبيب المختص، لذلك فانه من الضرورى القيام بتوعية المراجعين، بأهمية الحضور فى المواعيد المقررة للشخص وتأثيرها الايجابى فى العلاج ومنح الأدوية المناسبة، وتتم هذه التوعية عن طريق عدد من المحاضرات والندوات المختلفة للمواطنين والمقيمين، وحملات تثقيفية للتوعية بهذا الامر من قبل الجهة المختصة.
وأوضح أن الالتزام بالمواعيد يساهم في رفع جودة الخدمات الطبية وتحقيق أعلى استفادة من هذه الخدمات سواء كانت تابعة للقطاع الحكومي أو مستشفيات القطاع الخاص.

العيادات التخصصية: 32 % تخلف عن الحضور

شهدت العيادات التخصصية في مؤسسة حمد الطبية أعلى معدلات عدم الحضور عن المواعيد المجدولة بنسبة 32 %، يليها عيادات المعافاة بنسبة 22 %، ومن ثم عيادات الأسنان بنسبة 19 %، وصولا إلى 8% بالنسبة لعيادات طب الأسرة.
وحسب تقارير مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لعام 2023 فقد وصلت مدة انتظار المواعيد إلى 46 يوما بالنسبة للعيادات التخصصية، فيما تصل مدة الانتظار في عيادات الأسنان 3 أيام، وفي عيادات طب الأسرة تصل مدة انتظار المواعيد إلى 13 يوما.
بينما بلغت نسبة إشغال العيادات 88 % كما هو في عيادات طب الأسرة، و73 % في عيادات المعافاة، يليها 67 % في العيادات التخصصية، وأقلها في عيادات الأسنان التي تصل فيها نسبة الإشغال إلى 59 %.
واستقبلت خدمات فحص الصحة الوقائية 12.813 زيارة، منهم 62 % قطريين، و38% من غير القطريين، فيما أعلن برنامج الفحص المبكر لسرطان الثدي أن 40.031 سيدة كانت مؤهلة لإجراء الفحص إلا أن من تمت دعوتهن 19.842 سيدة، سجل منهن 15690 سيدة، أما اللاتي فحصن 8.344 سيدة، أما بالنسبة لبرنامج الفحص المبكر للأمعاء فكان هناك 32.535 مؤهلا للفحص، حيث تمت دعوة 19.521 شخصا لإجراء الفحص، والذين سجلوا 14.203، أما الذين أجروا الفحص 8.086 شخصا.
وبلغ مجمل الإحالات 678.22 لمؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب نحو 678.22 إحالة، منها 72% إحالة داخلية و28% إحالة خارجية، وكانت أغلبها إحالات لعيادات طب العظام، طب التوليد، الجراحة العامة وطب الأنف والأذن والحنجرة، وأغلب الإحالات الداخلية لعيادات طب العيون، علم التغذية، العلاج الطبيعي والأمراض الجلدية.
كما شهدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 376.902 زيارة افتراضية عن بعد، لبعض الحالات التي تتطلب متابعة فقط، فضلا عن الحالات التي يتضح أن من الخطورة على سلامتها القدوم إلى المركز الصحي.
واستقبلت الصيدليات 2.992.020 زيارة، وكان عدد الوصفات الطبية التي صرفتها 7.971.615 وصفة، بينما استقبلت المختبرات التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية 9.744.282 إجراء، إذ إن الفحوصات التي أجريت في المؤسسة 6.722.382، أما المحولة لحمد الطبية 3.021.900 إجراء مخبري.