راشد النعيمي: تسليط الضوء على المشكلات من واقع تجارب أولياء الأمور
د. حمده قطبة: 9700 مشارك يعززون قاعدة البيانات في المؤسستين
نظم مركز دعم الصحة السلوكية «دعم» ندوة تدشين دراسة الصحة النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين في الدولة من منظور أولياء الأمور 2021، بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أمس بحضور عدد من مسؤولي المركز والرعاية الصحية الأولية. ودعت الدراسة التي دشنها المركز بالتعاون مع المؤسسة بعنوان «الصحة النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين في دولة قطر من منظور أولياء الأمور» إلى تكثيف حملات التوعية لأولياء الأمور بالصحة النفسية والسلوكية، وأثرها على صحة الأبناء باستخدام كافة التقنيات الحديثة وتشجيع أولياء الأمور على الاستعانة بالمختصين النفسيين والسلوكيين عند شعورهم بأن أبناءهم في حاجة للدعم خاصة الذكور.
وأوصت الدراسة، بزيادة التركيز على البرامج والأنشطة التوعوية الهادفة في مجال الصحة النفسية والسلوكية، وتعاون كافة الجهات المعنية في وضع برامج تدخل لعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية على أسلوب علمي محكم.
وأكدت الدراسة أهمية العناية بأبناء المنفصلين والمطلقين، لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية حسبما أوضحته نتائج الدراسة الحالية، مع وضع برامج مجتمعية تهدف إلى التقليل من الشعور بالوصمة، وأيضا تفعيل دور المختصين النفسيين والاجتماعيين في المؤسسات التعليمية للتعامل مع المراهقين بصورة اكثر فاعلية، ودعت إلى تيسير الوصول لخدمات الصحة النفسية والسلوكية، ووضع ضوابط لأسعار هذه الخدمات الخاصة والموجودة بالمجتمع.
تجارب حية
وقال السيد راشد بن محمد النعيمي- المدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية: إجراء مثل هذه البحوث العلمية خطوة بالغة الأهمية في مجال الصحة السلوكية، وما يتعلّق بها من قضايا ومشكلات وحاجات وتدخلات وبرامج تلبي حاجة المجتمع بشكل مستمر مع ضمان ديمومة جودتها. وتُعتبر الدراسة الحالية مدخلاً تطبيقياً في هذا الاتجاه كونها تتعامل مع جملة من العوامل والمتغيرات الواقعية، وترتكز على معرفة آراء أولياء الأمور ومواقفهم حول أهم الاضطرابات والمشكلات المتوقعة أو الواقعة على أبنائهم من فئة الأطفال والمراهقين.
وأوضح أن الدراسة تسلط الضوء على هذه الاضطرابات والمشكلات وذلك من واقع تجارب أولياء الأمور الحية مع هذه الفئة المهمة جداً من فئات المجتمع، في محاولة رائدة لفهم هذا المجال المهم، استناداً إلى الدراسات السابقة حول الموضوع، وما توصل إليه الباحثون والمشتغلون في المجال، والمعلومات الواقعية المتحصلة من وجهة رأي المبحوثين والبيانات الموثوقة، بما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة في حماية الفئات المستهدفة.
وأضاف: يحرص مركز دعم الصحة السلوكية كل الحرص على دراسة السلوك والمواقف الإنسانية بمختلف أبعادها ومحدداتها، من خلال استقاء المعلومات والبيانات بالأساليب والطرق الصحيحة، ومعالجتها وتحليلها كميًا ونوعيًا باستخدام أنسب أنواع المناهج العلمية، كما يعمل على استثمار نتائج تلك الدراسات والأبحاث العلمية في تقديم خدمات نوعية لجميع أفراد المجتمع تراعي احتياجات الفئات المستهدفة وتطلعاتها. ويجتهد المركز في العمل على توفير الظروف المناسبة لخلق مجتمع واعٍ يتمتع أفراده بالشخصية السوية المبنية على القيم والعادات الاجتماعية والمستمدة بشكل أساسي من الشريعة الإسلامية، ويتمتع أفراده أيضًا بمستوى الإدراك الذي يمكنهم من حماية منظومة القيم والتعامل مع المتغيرات المتسارعة وانعكاساتها غير المسبوقة عليها. وتابع: كل هذا بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي الأصيل ونقله للأجيال جيلًا بعد جيل، وتعزيزه بشكل مستمر بما يتناسب مع مقتضيات الزمان والمكان، وما يُواكب التطورات بما لا يتعارض مع قيمنا ومبادئنا، وأن نمضي قدمًا نحو تعزيز الصحة السلوكية والوقاية أو الحد من انتشار الانحرافات السلوكية والظواهر الاجتماعية السلبية. وأكد أن الدراسة الحالية هدفت إلى التعرف على آراء أولياء الأمور حول الصحة النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين في دولة قطر، وكشفت عن نتائج ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار، ومن بين تلك النتائج أن هناك من أولياء الأمور لا يرى أن هناك علاقة بين سلوك الأبناء وصحتهم النفسية، بالرغم من تأكيد غالبية أولياء الأمور من أفراد العينة على اختلاف خصائصهم أن الأطفال والمراهقين يتعرضون للاضطرابات النفسية والسلوكية أكثر من غيرهم، وأغلبهم أشار إلى أنها تعود لعوامل اجتماعية، وخاصة من الأسر المفككة.
الصحة البدنية
من جانبها قالت الدكتورة حمدة قطبة – مدير إدارة الأبحاث الاكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إيمانا منا في القطاع الصحي بالتعاون مع القطاعات المختلفة في الدولة، للوصول إلى نتائج تكاملية تخدم صحة الفرد والمجتمع على جميع الصعد منها الصحة البدنية والنفسية والممارسات السلوكية، فقد قمنا بالتعاون مع مركز دعم لإجراء هذه الدراسة المهمة، حيث تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على آراء أولياء الأمور حول الصحة النفسية والسلوكية لأبنائهم والتي شارك فيها 9700 مشارك من أولياء الأمور، حيث إن مشاركتهم سوف تعزز قاعدة البيانات الموجودة في المؤسستين دعم و الرعاية الصحية الأولية والتي ستسهم إلى تحقيق بعض برامج الإستراتيجية الوطنية 2030.
ترسيخ الدور المجتمعي للمركز
وأكدت السيدة جواهر أبو ألفين، مدير إدارة التوعية المجتمعية بمركز دعم الصحة السلوكية، أن التعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية يرسخ الدور المجتمعي للمركز ويرتقي بمستوى تبادل الخبرات والمهارات، و بالأخص إدارة الأبحاث الإكلينيكية، مضيفة: وسعدنا أن نصل اليوم إلى ثمرة التعاون من خلال نتائج هذه الدراسة التي سوف تعم بالفائدة على الأفراد والمجتمع وسوف تسهل في وضع برامج تنموية لتطوير السياسات الاجتماعية لدعم صناع القرار الذين يرسمون السياسات ويقدمون الخدمات المتعلقة بالصحة السلوكية في مجتمعنا.
وتابعت: لابد أن تركز البرامج التوعوية والوقائية على تعزيز الصحة النفسية للمراهقين والنهوض بعوامل حمايتهم ومساعدتهم على اكتساب المرونة التي تمكّنهم من التعامل بشكل جيد مع جميع المواقف التي تواجههم من خلال طرح الآليات المتبعة في واقع الخدمات المقدمة للمراهقين في دولة قطر، ومناقشة التحديات التي تواجه القطاع الاجتماعي والصحي والتعليمي في تقديم خدمات متكاملة للمراهقين.
تجنب الثغرات والازدواجية
وأوضحت الدكتورة صدرية الكوهجي - مساعد المدير الطبي لإدارة خدمات الأطفال والمراهقين أن منظمة الصحة العالمية تعرف مفهوم الصحة بأنه حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز. وقالت: بناءً على ذلك تسعى الاستراتيجية الوطنية للصحة إلى تلبية حقوق واحتياجات الطفل الصحية الجسدية والاجتماعية والنفسية، من خلال تفعيل دور الجهات المقدمة للخدمات الداعمة لهذه الفئة العمرية والحرص على أن تعمل هذه الجهات كشركاء مع الأسر من أجل ضمان وصول الخدمات المناسبة لاحتياجاتهم والمتناسقة مع البيئات المحيطة بهم والداعمة لهم.
وأضافت: إن الوالدين مسؤولان أساساً عن رعاية ومساندة ونمو وتطور – وسعادة – أطفالهم، وعلى المجتمع ومقدمي الرعاية أن يقدّروا بصورة أكبر هذا الدور المهم، فالأسرة هي الأهم في حياة الطفل، والأبوان هما مقدما الرعاية الأساسيان للطفل حيث يزودانه باحتياجاته الأساسية.