اليد القطرية أولمبية بامتياز مع مرتبة الشرف
رياضة
29 نوفمبر 2015 , 12:35ص
العربي محمودي
قد يبدو التأهل إلى الألعاب الأولمبية حدثا عاديا لدى البعض لكنه في حقيقة الأمر ليس كذلك لأن الألعاب الأولمبية هي قمة الرياضة العالمية على الأقل من الناحية المعنوية بالنظر إلى ما تعنيه من منافسة شريفة تجمع فرسان الرياضة عبر مختلف دول العالم.
من هذا المنطلق يجب التأكيد على أن ما حققه عنابي اليد بالوصول إلى المشاركة في أولمبياد ريو 2016 يعد إنجازا بكل المقاييس.
إنجازا قد يفوق بل يفوق ما تحقق في مونديال الدوحة مطلع هذا العام حتى وإن كان العنابي قد أنهى المونديال وصيفا لبطل العالم.
الإنجاز هو التأهل والإعجاز كان في طريقة التأهل وفي زمنه حيث الحصول على وصافة العالم وفي أقل من عام يتم حصد بطاقة الترشح إلى الأولمبياد بعد مشوار إيجابي على طول الخط يدل على قوة العمل وجديته لكن يجب التوقف عند بعض السلبيات التي تتطلب المراجعة والتي لا يجب أن تحجبها الفرحة العارمة التي أهداها عنابي اليد إلى كافة الشعب القطري.
إيجابيات بالجملة
تفيد القراءة المتأنية في مشوار العنابي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى ريو 2016 والتي اختتمت أمس الأول بأن المنتخب الوطني لعب 7 مباريات انتهت كلها بفوزه وهذا هو سر حصوله على البطاقة الأولمبية لكن حتى الفوز لم يكن عاديا بل كان فوزا صريحا في كل المباريات وبفارق عريض عدا مباراة الدور قبل النهائي ضد كوريا الجنوبية التي انتهت على فارق 4 أهداف فقط 30/26.
ومن أولى إيجابيات مشوار العنابي في هذه التصفيات قوته الهجومية حيث سجل 235 هدفا في 7 مباريات أي بمعدل 33.57 هدف في المباراة الواحدة وهو الرقم الجيد الذي يوضح مدى الجدية التي لعب بها العنابي كل مبارياته حتى تلك التي واجه فيها منتخبات توصف بالضعيفة مثل أوزباكستان أو عمان خلال الدور الأول، وبالموازاة مع الأداء الهجومي الجيد لم يغفل الجانب الدفاعي الذي يعد أفضل وسيلة لتحديد الأداء الجيد لأي فريق كرة يد في العالم وتلقى العنابي خلال المباريات التي لعبها 133 هدفا أي بمعدل 19 هدفا في المباراة مضيفا رقما جيدا لمسيرته لأن قبول أهداف بهذا المعدل يعني أن الفريق فائز لا محالة وهنا يمكن الحديث عن الدور الذي لعبه الجهاز الفني في ضبط النمط الدفاعي الذي لعب به العنابي طوال فترة التصفيات حيث تم تطبيق الدفاع 0/6 بكيفية جيدة لم تسمح للمنافسين بإيجاد الثغرات إضافة إلى أداء الحارسين جوران ودانيال ساريتش خاصة هذا الأخير الذي تعدت نسبة الصد لديه في معظم المباريات التي شارك فيها الـ%40 ولعل النسبة التي حققها في النهائي ضد إيران والتي بلغت %47 دليل قاطع على أهمية الدور الذي لعبه هذا الحارس في تأهل منتخبنا الوطني إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
ومن بين أبرز الإيجابيات التي ميزت أداء المنتخب هو إشراك جميع اللاعبين في المباريات كل منهم حسب استعداده وحسب جاهزيته للعطاء وحسب المنافس ومدى إمكانية تألقه وهذا دليل على ثراء التعداد الذي يتيح للجهاز الفني الفرصة للاختيار وتحديد الأسماء القادرة على إعطاء الإضافة في الوقت المناسب، كما أن بعضهم -أي اللاعبين- لعبوا في مراكز غير مراكزهم الأصلية مثل جورج لوبيز الذي تم ضمه للمنتخب يون يديلا جاهزا لماركوفيش في مركز الخلفي الأيمن لكنه لعب في العديد من الأحيان في مركز الجناح الأيمن وتألق بشكل لافت في هذا المركز وأعطى الحلول للمدرب فاليرو الذي كان يملك لاعبا واحدا في مركز الجناح الأيمن وهو الدر، كما لعب كل من ماركو بغاريتش وروني بيرترو وحتى زاركو ماركوفتيش في مركز صانع الألعاب وكل منهم أدى دوره، كما ينبغي خاصة عندما كان يعتمد المدرب على ثلاثة ضاربين في الخط الخلفي في محاولة منه لزيادة من قوة التسديد من خارج المنطقة.
سلبيات يجب تفاديها
برزت بعض السلبيات التي يجب تفاديها في المستقبل بعد أن وصل العنابي إلى مصاف الكبار بصفته وصيف بطل العالم وضمن أفضل 12 منتخبا في العالم سيشاركون في أولمبياد ريو 2016.. سلبيات لم تؤثر على مسار المنتخب في التصفيات لكن الإشارة إليها لا تعني التقليل من حجم العمل المبذول بقدر ما تعني توجيه المعنيين نحو مكمن النقص ولعل أبرز هذه النقائص هي نقص التركيز الذي ميز أداء التشكيلة الوطنية في الشوط الأول أمام السعدية وبعض فترات مواجهة منتخب عمان خلال الدور الأول وهنا يكمن عن نقص التركيز الوقوع في الخطأ، كما تبرز إمكانية تعرض بعض اللاعبين إلى الإصابة، أما من ناحية الأداء فيمكن القول إن اللعب على الجناحين من طرف لاعبي الخط الخلفي لم يصل إلى النسبة المطلوبة وقد يعود ذلك نسبة الفعالية العالية لدى الضاربين الأيمن والأيسر بما لا يجعل مهمة الاعتماد على الجناحين صعبة لكن تحسين وتفعيل دور الجناحين مهم جدا خاصة أن المنتخب يملك لاعبين ممتازين في هذين المركزين أبرزهم الجناح الأيسر عبدالرزاق مراد الذي لم يفجر كل إمكاناته بعد رغم تألقه خلال هذه التصفيات.
وفي اتجاه آخر كان تصرف اللاعب هاني كاخي من أبرز السلبيات التي ميزت ظهور العنابي في التصفيات الآسيوية حيث طرد مباشرة في مباراة السعودية وتمت معاقبته من طرف الاتحاد الآسيوي بمباراتين وترك العنابي يلعب بـ15 لاعبا فقط في آخر مواجهتين من الدور الأول حتى إن المدير الفني فاليرو ريفيرا قام بإبعاده من التعداد لأنه لا يتسامح في هذه الأمور، كما دخل لاعب الدائرة يوسف بن علي في بعض لحظات النفرزة وتعرض للإقصاء بدقيقتين أكثر من مرة وهو الأمر السلبي كذلك خاصة أن مكانة يوسف بن علي في التشكيلة مهمة جدا بالنظر إلى دوره الدفاعي والهجومي وعليه أن يتفادى هذا الأمر في المستقبل لمصلحته ولمصلحة العنابي المقبل على تحديات أخرى أكثر صعوبة.
ماذا بعد الحلم الأولمبي؟
يتساءل البعض بعد تأهل عنابي اليد إلى أولمبياد ريو.. هل حقق المنتخب كل أهدافه؟ والإجابة حتما لا، لأن التأهل في حقيقة الأمر هو بداية فقط هو بداية لعهد جديد من التحديات بعد أن نجح في فرض نفسه في بطولة العالم أمام كبار اليد العالمية عليه أن يؤكد ذلك في أولمبياد ريو 2016 بحيث أن يسجل اسمه ضمن المنتخبات القوية التي لا تمر مرور الكرام على أي منافسة أو بطولة تدخلها.
يجب أن يبدأ الإعداد للموعد الأولمبي من الآن وأن يكون وفق استراتيجية واضحة تضع في المقام الأول ضرورة تحقيق أفضل نتيجة ممكنة ولم لا الصعود فوق منصة التتويج؟!