مصممات أزياء: اليوم الوطني ينعش مبيعاتنا.. والأسعار مناسبة
اقتصاد
29 نوفمبر 2015 , 12:03ص
هداب المومني
بين معاصرة لأحدث ما توصلت إليه خطوط الموضة العالمية والحرص على التراث الخليجي، وبين مزج لحضارة الشرق مع الغرب والمشرق مع المغرب، تعرض عدد من مصممات الأزياء في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بالدوحة أزيائهن التي يقمن بتصميمها ويقمن عبرها بابتكار أفكار تجمع بين الأزمان والحضارات بطريقة فريدة قل نظيرها في خطوط الموضة العالمية.
وعلى هامش مشاركتهن بمعرض للأزياء مؤخرا بالدوحة، أكدت بعض المصممات في حديثهن لـ«العرب» أن مشاركتهن الدائمة إنما تهدف للوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة في السوق القطرية التي تعد جاذبة لهذا النوع من الأزياء التي تلاقي رواجا كبيرا بين النساء الباحثات عن الأناقة والحداثة والتميز والمحافظة على هويتهن الخليجية في آنٍ، مشيراتٍ إلى أنها ذات أسعار ملائمة للجميع.
وأشارت مصممات قطريات إلى أن بعض المناسبات مثل اليوم الوطني للدولة، تشهد الفترة الأكثر مبيعا لتلك الأزياء التي تخصص مجموعات كاملة ذات تصميم يرتسم بالرموز الوطنية وألوان العلم القطري وكل ما يتعلق بتراث البلاد وحضارتها، والتي تستغرق عملا متواصلا على مدار العام لإتمامها في ذلك التاريخ بالثامن عشر من ديسمبر. فيما أبدت مصممات خليجيات أن غالبية زبائنهن هنّ من القطريات، واللواتي يبتعن البضاعة إما بطريقة مباشرة عند زيارة المحلات في بلادهن أو عن طريق التواصل معهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل أنستجرام الذي يعد الموقع الأشهر لإجراء عمليات البيع والشراء والتسويق لهذا النوع من المنتجات.
وأجمعت المصممات على مواجهتهن العديد من المشكلات التي تعيق طريقهن بالوصول إلى مبتغاهن وإلى النجاح الذي يحلمن به بالسوق القطرية، لافتاتٍ إلى أن أبرز التحديات فيه تتمثل بالارتفاع الخيالي لإيجارات المحالّ التجارية بالمولات والتي تعد الأنجح بالسوق، بالإضافة إلى فرض شرط وجود شريك قطري في حال قررت المصممات من دول مجلس التعاون الاستثمار في قطر، مطالباتٍ الجهات المعنية بالبلاد بالعمل على تذليل الصعوبات لحلّها، إضافة إلى تسهيل الإجراءات والتكاليف الجمركية خلال عمليات شحن بضاعتهن إلى الزبائن القطريين.
الانتشار
وفي هذا السياق، قالت رزان سليمان صاحبة علامة «فانيلا كونتور»: «أنا مصممة لمجموعة أزياء قطرية، وبدأت بالتيشيرت ثم توسعت إلى جميع أنواع الملابس بشكل عام للنساء والرجال والأطفال، ونشارك باستمرار بالمعارض الخاصة بالأزياء التي تقام في قطر وبغرض التوسع ولزيادة تعريف الجمهور بها والانتشار، خاصة أن تلك المعارض تشهد عدد زوار كبيرا».
منافسة
وأضافت: «يشارك في هذه المعارض مصممون من خارج قطر من دول مجلس التعاون الخليجي؛ ما يشكل فرصة سانحة للتعارف معهم وتفتح المجال كي يتعرفوا على العلامة التجارية القطرية، ولدينا فروع في مطار حمد الدولي وفي عدد من المولات وفي مسقط أيضا، ونطمح للذهاب أبعد من ذلك إلى دبي والسعودية؛ إذ نعتبر أنفسنا منافسين أشداء أينما حللنا».
اليوم الوطني
وأكدت سليمان أن تصاميمها تلاقي إعجابا منقطع النظير في السوق المحلية، خاصة بما يتعلق بالمناسبات الوطنية والدينية التي يوليها الناس اهتماما بالغا، مثل اليوم الوطني الذي تقدم من أجله أكبر مجموعة يقومون بتصميمها على مدار العام، وفي هذا اليوم بالذات تشهد أكبر مبيعات؛ إذ تحتوي على صور ورسومات خاصة به وبقطر.
دمج
ونّوهت سليمان بأن التصاميم التي تبتكرها مستوحاة من كل شيء حولها؛ حيث إنها تستوحي تصاميمها من الصيد «القنص»، كما أن لديها مجموعات أخرى خاصة بالسفر إلى الخارج، قطع تدمج بين الطابعين الغربي والخليجي حتى يسمح للمسافر إلى الخارج أن يحمل تراث البلد معه وتدل ملابسه على هويته.
إيجار المحال
وأشارت سليمان إلى حصولها على الدعم المعنوي الكبير من الناس وهذا ما تحتاج إليه بالدرجة الأولى منهم، أما على الصعيد المادي فأكدت أنها لا تحتاج إلا إلى حل معضلة إيجارات المحال التجارية بالدوحة فيما لو أرادت أن تستأجر واحدا منها؛ إذ إنه من الشائع في قطر أنه إذا أردت النجاح فيترتب عليك أن تسوق بضاعتك في محل تجاري في أحد المولات الكبيرة، ولك أن تتخيل إيجارات المحلات هناك.
العائدات
وتمنت سليمان أن تتغلب على مشكلة ارتفاع الإيجارات الخيالية في السنوات القادمة عن طريق زيادة عائداتها من تجارة الأزياء، متوقعة أن تتضاعف مستقبلا، مبينة أن أسعار أزيائها تعتبر متوسطة وفي متناول الجميع؛ إذ إنها ليست غالية ولا رخيصة حيث إنها تحاول أن تراعي جميع الأطراف والشرائح.
تطور تدريجي
وأردفت قائلة «أما بالنسبة للأقمشة التي نشكل منها أزياءنا ونوعيتها فبالتأكيد دائما ما نختار الأفضل وبما يتناسب مع ميزانياتنا؛ حيث إننا قد بدأنا من الصفر وبالتالي كان من الصعب أن ننطلق بقماش فاخر جدا وباهظ الثمن، حيث إن الزبون في كل موسم يجد لدينا خامات جديدة أفضل من التي سبقتها بحيث نتطور بها تدريجيا لنتحسن مرة بعد الأخرى ونعزز ثقة الزبون بنا أكثر، فنحن دائما نبحث عن الجودة».
ثقافة تراثية
فيما قالت نورة بدر الرجا من السعودية، مصممة ومالكة العلامة التجارية السعودية «هاما»: «إن الاسم الذي تحمله علامتنا الكلمة يعني غطاء من الذهب يوضع على الرأس في منطقة الخليج، ويهمني أن أركز عليه في تصاميمي كونه من عمق ثقافتنا، وكانت الرغبة لدي ملحة لأن يكون فيها شيء مختلف عن باقي العبايات؛ حيث إنها تلبس على الوجهين «دبل فيس»، وهذا ما يميزنا».
أسعار موحدة
وأشارت الرجا إلى أن الأسعار التي تبيع بها أزياءها مناسبة لكافة الشرائح رغم تميزها بجودة عالية جدا، وهذا ما جعلنا نحدث علامة فارقة بالسوق الذي يعج بالأزياء عالية الجودة لكن أسعارها باهظة في الوقت عينه، منوهة بأن البداية انطلقت منذ سنتين ولديها الآن متابعون من كافة دول مجلس التعاون الخليجي على أنستجرام؛ حيث وصل تقريبا إلى نحو 52 ألف متابع، بالإضافة إلى أنه بات لعلامتها التجارية قاعدة جماهيرية جيدة جيدا؛ حيث من يجربها مرة لا بد أن يكرر التجربة دائما، كما أن أسعار بضاعتها موحدة في كل مكان سواء بالمعارض أو الأنستجرام أو في المتاجر بالسعودية؛ حرصا على مصداقيتها مع الزبائن، ومنافسة بالنسبة لنظيراتها في الدول المجاورة.
تسويق
وأضافت: «بدأنا باقتحام السوق القطرية منذ 2013 من خلال المشاركة، في معظم معارض الأزياء، ومعرض «هي» الغني عن التعريف، وهذه المرة الرابعة التي آتي فيها إلى قطر، والتي نهدف منها تكثيف الدعاية لبضاعتنا والتعريف بالبراند الخاص بنا لأكبر قاعدة ممكنة من الجماهير؛ إذ إن التسويق يعد الهدف الأساس من الاشتراك بالمعارض».
غلاء فاحش
ونوّهت الرجا بعدم مواجهتها لتحديات كبيرة في مشوارها في هذا المجال عكس ما قد رسمته في مخيلتها، قائلة: «إنه وكما قالت المصممة رزان فإن أكبر مشكلة ممكن أن تواجهنا هي في حال فكرنا بإنشاء فروع لنا سواء في قطر أو دول الخليج الأخرى هي إيجارات المحال التجارية؛ حيث إذا فكرنا مستقبلا بالإقدام على هذه الخطوة، فلا بد أننا سنواجه مشكلة الغلاء الفاحش بأسعارها». مشددة على أنه ورغم ذلك سيكون إرساء قاعدة لها في قطر على وجه الخصوص أحد أهم مشاريعها القادمة وستفعل كل شيء في سبيل تحقيق هذه الغاية.
تصاميم مختلفة
ولفتت الرجا إلى أن تصاميمها والأقمشة التي تستخدمها مختلفة عن الدارج في قطر، لكن الجمهور القطري أحبها كثيرا لاختلافها عما هو معروض بالسوق المحلية؛ حيث تعتمد بالتصميم على الرسومات القبلية والبدوية الصحراوية كأساس لها، فهو بطبعه يبحث دائما عن التميز.
وأردفت قائلة: «نحن دائمي الاطلاع على سوق الموضة العالمية، ونحاول أن نواكب خطوطها دون أن نفقد هوية تصاميمنا، حيث لا نقوم باستنساخها بل نأخذ لمحة عامة للاستفادة منها بالطرازات المطلوبة لهذه السنة، مع الحرص على إبقاء طابعها التقليدي؛ إذ إن التغيير يكون بالألوان وطريقة الدمج لكن القص والتصميم يبقى محافظا على الهوية التقليدية».
وتقام عدة معارض سنويا في الدوحة برعاية الهيئة العامة للسياحة، وأبرزها وآخرها معرض «هي» للأزياء العربية والخليجية، حيث نجحت هذه الفعاليات جميعها باستقطاب نحو 2.46 مليون زائر إلى قطر خلال العام الحالي، حيث شهد عدد المعارض زيادة بالنمو تقدر بنحو %35 من 2013/2015.
مزج ثقافي
ومن جهتها، أشارت إيمان عبدالله من البحرين، إلى أن الأزياء التي تقدمها تتميز بطرازها المغربي الممتزج بطابع خليجي، بحيث يناسب المرأة الخليجية والفتاة الشابة، بحيث يدمج بين التراث والعصرية، مع الإصرار على إنتاج قطعة مميزة وفريدة من نوعها، لافتة إلى أنها هي التي تصمم لكن الفريق العامل مغربي بالكامل.
نسبة المبيعات
وأكدت عبدالله على مشاركتها الدائمة بالدوحة من خلال المعارض كل 6 شهور، قائلة: «لدينا محل في البحرين فقط، وقريبا سنبيع «أونلاين»، حتى يتسنى لنا التسويق في قطر وباقي دول الخليج؛ حيث إن أكثر زبائننا قطريون، حيث إن نسبة مبيعاتنا بها هي الأكبر بنحو %40 ومبيعاتنا بالبحرين %30 الإمارات و%20 للبحرين والباقي لدول أخرى، ما يدفعنا للتفكير مليّاً أن أتعامل مع محال تستورد بضاعتنا هناك».
مشاكل جمركية
وطالبت عبدالله من الجهات المعنية في قطر أن تعمل على تسهيل الإجراءات الجمركية؛ حيث إنها مكلفة قليلا وتواجه بطئاً في التخليص، قائلة «أما من أجل أن أؤسس فرعاً لنا في قطر فيجب أن يكون هناك شريك قطري وهذه مشكلة أخرى ينبغي حلها».
حجم الإقبال
وبدورها، قالت ميسون الأميري، وهي مصممة عبايات بدولة الإمارات العربية المتحدة: «منذ عام 2002 ونحن نشارك بالكثير من الفعاليات في قطر، وحاليا نأتي لنعرض مجموعة الشتاء والربيع للجمهور القطري، لا أستطيع التوقع كم يكون الإقبال حاليا لأنه ليس موسما لمناسبة معينة لا أعياد ولا غيرها، وبالتالي لن نستطيع التكهن بحجم إقبال الناس، فالأمر يتوقف على حاجة الجمهور القطري لهكذا تصاميم».
احتراف
وأشارت الأميري إلى أن أغلب زبائنها بالأصل من قطر؛ حيث إنها بنت اسمها فيها منذ انطلاقتها من خلال مشاركاتها الدائمة في معارضها، والتي من وجهة نظرها تعد دليلا على حرفيتها كمصممة وعلوّ كعبها من خلال التسويق، الذي يتم في الغالب إما عن طريق المعارض أو الأنستجرام.
تصميم عصري
وأكدت الأميري على أن تصاميمها ترتكز على المحافظة على التراث مع إدخال ألوان عصرية ومتنوعة وزاهية، ورغم أن التوجه لهذه الألوان من قِبل السيدة القطرية لم يكن محببا؛ حيث إنها تفضل اللون الأسود إلا أنها حديثا بدأت تتجه لهذا النوع من الأزياء حسب وصفها.
قابلية السوق
ومن جانبها، قالت صوفيا بنت يحيى، مصممة قفاطين وجلابيات مغربية في دبي: «نشارك للمرة الأولى في معرض «هي للأزياء»، للتجربة لنتمكن من قياس مدى تقبل السوق القطرية لبضاعتنا، التي لاقت إقبالا جيدا جدا بالآونة الأخيرة في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لتصاميم القفاطين، ذات لمسة خليجية حتى يتقبلها الناس بشكل أكبر».
بيئة مشجعة
وأكدت أنها تتلقى طلبات بالجملة من قِبل النساء القطريات اللواتي يأتين للمعارض التي تشارك بها بالدوحة أو بالقدوم إلى المحل الذي يخصها في دبي؛ ما يشكل أمامها بيئة مشجعة تدفعها على التفكير جديا بتأسيس فرع لها في البلاد، بيد أنها تواجه مشكلة في طبيعة العمل التي تقتضي وجودها المستمر في دبي ما يعيقها عن الإشراف على فرع آخر لما ستجد من صعوبة بالتوفيق بينهما، مشيرة إلى أنها حالما تجد حلا مناسبا لهذه القضية لن تتردد عن الإقدام على هذه الخطوة المهمة.
وتشهد سوق الأزياء الخليجية توغلاً لافتاً للشابات القطريات والخليجيات اللواتي يملكن حساً بالتصميم ودراية بتراث بلادهن ورموزها الوطنية، بالإضافة إلى اطلاعهن الجيد على الحضارات الشرقية والغربية وإدخالها في لمساتهن الفنية على الأقمشة الخام والتي ينتقينها بحيث تراعي أعلى معايير الجودة.