واصل فرع الهلال الأحمر القطري في مدينة الخور تطبيق البرنامج التدريبي الطموح "أنا مسعف"، الذي ينفذ خلال العام الدراسي الحالي 2014-2015 في 19 مدرسة من المدارس التابعة للمجلس الأعلى للتعليم في منطقة الشمال، بتمويل قدره مليون ريال قطري من برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي.
ومنذ انطلاق البرنامج في شهر سبتمبر الماضي، تم تنظيم محاضرات ودورات تدريبية على الإسعافات الأولية لصالح 405 مستفيدين في عدة مدارس بمنطقة الشمال، وهي كالتالي: 16 معلمة و45 من أعضاء الكادر الإداري و8 من مشرفات الحافلات بمدرسة الذخيرة النموذجية الابتدائية المستقلة للبنين، 30 طالبا بمدرسة الخور النموذجية للبنين، 75 طالبا بمدرسة الزبارة الابتدائية الإعدادية الثانوية المستقلة للبنين، 14 طالبا بمدرسة الغشامية الابتدائية المستقلة للبنين، 25 طالبا بمدرسة الجميلية المستقلة للبنين، 75 طالبا بمدرسة سميسمة الابتدائية المستقلة للبنين، 4 أعضاء من جماعة الهلال الأحمر المدرسي بمدرسة عبد الله بن علي المسند الإعدادية الثانوية المستقلة للبنين، 19 طالبة بمدرسة الذخيرة الابتدائية المستقلة للبنات.
وتنوعت الخبرات والمعارف التي تلقاها المتدربون ما بين التعريف برسالة الهلال الأحمر القطري، ومبادئ الإسعافات الأولية والإنقاذ المائي والإنعاش القلبي الرئوي، وكيفية التعامل مع حالات الاختناق والنزيف والجروح والكسور والحروق والحالات الخاصة مثل الصرع والتسمم والإجهاد الحراري، والأساليب السليمة لنقل المصابين.
وقد استعان الهلال في تدريس هذه الدورات بمجموعة من مدربيه الطبيين ذوي الخبرة والكفاءة، الذين يضمون أطباء بشريين وأخصائيي تدريس بكليات التمريض وفنيي إسعاف وإنعاش متقدم وفنيي تخدير وإنعاش، وجميعهم مؤهلون على أعلى مستوى وحاصلون على شهادات علمية معترف بها دوليا.
وعلى هامش البرنامج، صرح السيد راشد بن سعد المهندي رئيس فرع الخور ومدير إدارة التنمية الاجتماعية بالهلال قائلا: "يستهدف البرنامج طلاب المدارس في المنطقة الشمالية من الصف السادس الابتدائي حتى الثالث الثانوي، وهى مرحلة بداية النضج التي تجمع ما بين الاستيعاب الكافي لمحتوى التدريب والقدرة على الاستفادة المباشرة منه في الحياة اليومية وأثناء الطوارئ، بالإضافة إلى إمكانية تنمية هذه القدرات والخبرات في المراحل العمرية التالية عن طريق برامج تدريب المتطوعين في مجال إدارة الكوارث".
وأضاف: "لا يكتفي البرنامج بتدريب الطلاب والطالبات فحسب، بل يشمل أيضا المعلمين والمعلمات والكوادر الإدارية بالمدارس ومشرفي الحافلات وحتى أولياء الأمور من خلال الطلاب أنفسهم، بهدف تكوين قاعدة مجتمعية مدربة على أساليب الإسعاف الأولي وكيفية التعامل مع الإصابات والحالات الطارئة التي تحدث سواء للنفس أو للغير".
ومن جانبها، أشارت السيدة موزة المهندي كبيرة مسؤولي برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي إلى أن البرنامج يعتبر موضوع التدريب على الإسعاف الأولي أحد أهم الدعائم الأساسية في برنامج المسؤولية الاجتماعية التي يجسدها من خلال رعايته للكثير من الحملات والفعاليات المجتمعية المقدمة لخدمة كل فئات المجتمع.
فيما قال سعادة الشيخ عبد الله آل ثاني ممثل برنامج راس لفان في مشروع أنا مسعف: "لقد وقع اختيارنا على الهلال الأحمر القطري لتنفيذ تلك المبادرة نظرا لخبرته الواسعة في مجال التدريب على الإسعافات الأولية ووجود فرع له في مدينة الخور يستطيع تقديم خدماته لأهالي المنطقة الشمالية، وذلك في إطار أهداف برنامجنا الرامية إلى تعزيز وتنفيذ برامج ذات فائدة تلبي احتياجات المجتمع وتمده بالمعلومات القيمة والصحيحة في مجالات تعزيز الصحة. ومن منطلق حرصي على متابعة المشروع، حضرت بنفسي إحدى الدورات التدريبية في مدرسة الذخيرة الابتدائية للبنات، ولمست مدى اهتمام الهلال الأحمر القطري بهذا المشروع بشكل لافت من حيث الجاهزية والتنفيذ والمادة العلمية والتدريب العملي، وهذا يدل على أن ثقتنا كانت في محلها بدعم الهلال لتنفيذ هذا المشروع".
وقد صرحت صاحبة ترخيص مدرسة الذخيرة الابتدائية المستقلة للبنات السيدة مريم سلطان الحميدي: "بداية نود أن نتقدم بجزيل الشكر إلى الهلال الأحمر القطري – فرع الخور، الذي يقوم دائما بدعم المدرسة من جميع النواحي، وبما أن سياسة المدرسة الآن مبنية على تعزيز برامج الصحة، التي تعتبر من الأولويات القصوى التي يشدد عليها المجلس الأعلى للتعليم لنشر الثقافة الطبية لا سيما الإسعافات الأولية، فقد رحبنا بتطبيق مشروع أنا مسعف لتعليم وتدريب الطلاب على الإسعافات الأولية،
ونؤكد أن هذا المشروع على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للطالب، حيث يعده لمواجهة الحوادث والكوارث، لذا فنحن نرى قيمة كبيرة لمشاركة مدرستنا في مثل هذه الأنشطة".
وأشاد السيد محمد جاسم المريخي مدير مدرسة الغشامية الابتدائية المستقلة للبنين بالأثر الكبير الذي أحدثه البرنامج على الصغار، خاصة أن مستوى التدريب الذي تلقاه الطالب كان جيدا، الأمر الذي سيساعده على أن يأخذ زمام المبادرة إذا لزم الأمر لإسعاف أحد زملائه في المدرسة أو الشارع، وأهمية هذا المشروع تكمن في تنمية مفهوم الطالب عن الإسعافات الأولية ومدى الاستفادة منها لتطبيقها في المدرسة والمنزل.
وأفاد السيد خليفة المهندي من مجلس أمناء مدرسة الخور النموذجية المستقلة للبنين: "إنه لشرف كبير أن يقع الاختيار على مدرستنا لتكون أول مدرسة ينفذ فيها المشروع، وشراكتنا مع الهلال الأحمر القطري ليست بالجديدة، فقد سبق له التعاون مع لجنة الأمن والسلامة المدرسية لتنفيذ عدد من الدورات والمحاضرات التثقيفية الصحية والأنشطة الاجتماعية".
ويهدف برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي إلى توطيد العلاقة مع المجتمعات المتأثرة بالتغيرات البيئية الناتجة عن تصنيع الغاز بالمنطقة الشمالية، وذلك لتلبية المتطلبات عن طريق الحوار المستمر بين الطرفين وتنفيذ برامج ذات فائدة عامة، في إطار تعزيز مفاهيم الشراكة والمسؤولية الاجتماعية بين مختلف مؤسسات الدولة.