أطلقها «ابن خلدون» لغير المتخصصين.. دورة متخصصة في مداخل العلوم الاجتماعية

alarab
محليات 29 أكتوبر 2021 , 12:25ص
الدوحة - العرب

أطلق مركز ابن خلدون دورته العلمية ضمن فعالية «أسبوع ابن خلدون للعلوم الاجتماعية» التي عقدت إلكترونيًا على مدار أسبوع عبر منصة «ويبكس». تهدف فكرة هذه الفعالية لتوفير مداخل للعلوم الاجتماعية لغير المختصين، وتمكينهم من فهم أفضل وأدق ظواهر المجتمع التي يعملون على دراستها التي لا يمكن فهمها والتعامل معها دون توفر حد أدنى من المعرفة بحقل العلوم الإنسانية والاجتماعية ومناهجه وأدواته التي طورها لفهم المجتمع وظواهره ومؤسساته.
شملت الدورة المحاور التالية التي قدمها أخصائيون في العلوم الاجتماعية بجامعة قطر: مداخل لمناهج البحث في العلوم الاجتماعية، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والعلاقات الدولية، وعلم الاقتصاد، وعلم التاريخ. 
وتقوم فكرة الدورة على أن المعرفة العلمية الاجتماعية معرفة متداخلة بطبيعتها، وأن الاكتفاء في البناء العلمي على التخصص الدقيق يجعل الأكاديميين والباحثين يحصرون أنفسهم في زاوية نظر معزولة عن سياقها المعرفي والمنهجي. مما يتطلب من المختصين في مختلف العلوم، أن تكون لهم دراية بالعلوم الأخرى ولو على مستوى المداخل، لتتشكل لديهم صورة عن خريطة المعرفة بحقولها ومناهجها المختلفة، وليتمكنوا من القيام بعملهم العلمي والبحثي عن وعي بهذا التعقيد والترابط بين العلوم.
وقال عبدالرحمن المري، مساعد باحث في مركز ابن خلدون ومنسق إداري: «ينطلق مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية من مرتكزات عدة تجمع بين: المثاقفة أي الانفتاح على مختلف المفاهيم والمنهجيات المدروسة في نطاق العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأقلمة وتعني توطين هذه المفاهيم والمنهجيات بالشكل الذي يجعلها تتلاءم مع البيئة الثقافية والاجتماعية في قطر والخليج والعالم العربي، ومزامنة التطورات التي تطرأ على القضايا والمسائل في حقل العلوم وانعكاساتها. 
وأضاف: تأتي الدورة لتقليل الفجوات التي تشكّلت على نحو تراكمي بين هذه العلوم المختلفة، لأن فهم الظواهر الإنسانية المعقّدة بشكل دقيق لا يستقيم إلا بدراية مُعتبرة واطّلاع وافٍ على الخطوط الرئيسية في كل علمٍ وآخر. 
وقالت الدكتورة شيخة الكواري، أستاذ مساعد في الأنثروبولوجيا الطبية، قسم العلوم الاجتماعية، محاضر في الورشة: كنت سعيدة بتقديم مدخل إلى الأنثروبولوجيا وأفرعه الأربعة (الأنثروبولوجيا الثقافية، الأنثروبولوجيا اللغوية، الأنثروبولوجيا البيولوجية، وعلم الآثار) ومناقشة المواضيع النظرية والمنهجية في كل فرع. 
وأضافت: ركزت الندوة على تعريف الحضور بتخصص الأنثروبولوجيا وتطوره التاريخي عبر الزمن، بالإضافة إلى تناول الجوانب الحديثة والتطور الكبير الذي حدث في الأنثروبولوجيا التطبيقية والاتجاهات الحديثة في منهجيات البحث في العلوم الاجتماعية وكيف تساهم في زيادة البحوث التعاونية بين الأنثروبولوجيا والمختصين في العلوم الأخرى مثل العلوم الطبيعية والعلوم الهندسية».
وتحدثت جواهر محمد الحاج، طالبة دكتوراه، تخصص فقه وأصول الفقه، عن سبب انضمامها للورشة، بالقول: «أنا باحثة في مجال الفقه الطبي، كنت أعتقد أن التحاقي بدورة (مداخل في العلوم الاجتماعية)، من باب الترف الفكري، لكن مع كل يوم أقضيه في الدورة، أكتشف حجم خطئي؛ فهذه المداخل يمكن أن تُصنّف بأنها «مما لا يَسَع الباحث الأكاديمي جهله». 
وأضافت: «بعد دورة «مدخل إلى الأنثروبولوجيا»، مع الدكتورة الفاضلة شيخة الكواري، والتي أرشدتني بدورها إلى ما يُسمى بـ «الأنثروبولوجيا الطبية»، وهو تخصص يأخذ على عاتقه مهمة إعداد الأطباء لطرق التواصل مع المرضى وغيرها من الأمور، هذا الأمر نقلني فورا إلى تصور مختلف للمسألة.