أطفال اليمن في مواجهة المجاعة مع استمرار الحرب
حول العالم
29 أكتوبر 2018 , 06:32ص
أ ف ب
يصرخ أحمد حسن -الذي لم يتخط عمره بضعة أشهر- من الألم عندما يحمله الطبيب برفق ويضعه فوق ميزان حديدي، لقياس وزن جسده النحيل جراء سوء التغذية، الذي يعاني منه الطفل اليمني الرضيع.
وفي الغرفة المجاورة، يعمل ممرضون وممرضات على مزج البودرة البيضاء والماء الساخن لتحضير الحليب في وعاء بلاستيكي، وعلى تجهيز الحقن التي يتوجب إعطاؤها للأطفال الراقدين في مستشفى السبعين بالعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
و?يعجز بعض الأطفال عن ابتلاع الحليب، فيقوم الممرضون والممرضات بتمريره في أنبوب ألصق بالأنف بشريط أبيض. ويشعر الأطفال ببعض النشاط ما إن يتم إطعامهم، فيتقرّبون من الأطفال الآخرين في الغرفة ذاتها للعب معهم والأنابيب ملصقة فوق أنف وجبين كل منهم في العيادة داخل المستشفى.
وتقول أم طارق وإلى جانبها طفلها البالغ من العمر تسعة أشهر في «جناح أمراض سوء التغذية والإسهالات»: إن «الحياة أصبحت صعبة جداً، لكننا نقوم بكل ما بوسعنا لمواجهة الحالة التي نمر بها».
وتضيف: «لسنا من هنا (صنعاء)، ونعيش في منزل قديم جداً يبلغ إيجاره 10 آلاف ريال (نحو 40 دولار)، لكن ابني بدأ يمرض، لأننا كنا نعطيه الحليب، والآن لا نستطيع أن نتحمّل تكاليف الإيجار والحليب معاً». ووضع النزاع اليمني المستمر منذ نحو أربع سنوات، ملايين السكان والأطفال أمام خطر المجاعة.
والأسبوع الماضي، حذر مارك لوكوك -مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- من أن 14 مليون شخص قد يصبحون «على شفا المجاعة» خلال الأشهر المقبلة في حال استمرت الأوضاع على حالها في البلد الفقير.
وقال لوكوك إن «الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم. 75 % من السكان، ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8.4 ملايين في حال انعدام الأمن الغذائي الخطير، وبحاجة إلى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة».
في مستشفى السبعين، يقول طبيب الأطفال شرف نشوان إن العائلات لم تعد قادرة حتى على دفع تكاليف التنقل، للوصول إلى المنشأة الطبية.
ويوضح: «يصل أطفالهم إلى هنا وهم في أشد المراحل صعوبة، لذا نقوم بإسعافهم فوراً».
ويضيف شرف نشوان: «ينتظرون أن يأتي فاعل خير ويعطيهم المال الكافي للتنقّل والذهاب إلى المستشفى وتلقي العلاج». ويقول الطبيب نشوان إنه بعد وصول الأطفال إلى المستشفى، فإن «بعض الحالات تتحسن، وبعض الحالات تصاب بانتكاسة، أو تموت حتى».