حملة «دلني» تعزز القيم و«ما عليها زود».. وبرامجها تحتاج مزيداً من الدعم

alarab
تحقيقات 29 أكتوبر 2015 , 02:11ص
امير سالم
أشاد خبراء تربويون ومديرو مدارس بالدور الإيجابي للحملة الوطنية التوعوية «دلني» في ترسيخ قيم وسلوكيات وتعاليم الإسلام السمح في نفوس طلبة المدارس الذين يشكلون نواة بناة المستقبل.

وأكدوا في حديثهم مع «العرب» أن الحملة التي انطلقت نسختها الرابعة رسميا بداية شهر أكتوبر الجاري، وتتواصل حتى نهاية شهر فبراير من العام المقبل تحت شعار «بالقيم نرتقي للقمم» تقوم بدور مجتمعي رائد في الحفاظ على تقاليد المجتمع القطري، وترسيخ قيم الصدق والاحترام والتقدير.

كما أشادوا برعاية صحيفة «العرب» للحملة للعام الثاني على التوالي، لافتين إلى أن هذه الرعاية كانت أحد أسباب نجاح النسخة السابقة وزيادة التوعية الإعلامية والمجتمعية بما تقوم به من دور، وما تسعى إليه من أهداف، تصب في مسار تحقيق التنمية البشرية كأحد دعائم رؤية قطر الوطنية 2030.

كما طالبوا في الوقت نفسه بدعم وتعزيز مسيرة الحملة بأن تكون أهدافها ضمن المقررات المدرسية في المراحل التعليمية الثلاث، وأن تتواصل مسيرتها على مدار العام للاستفادة من برامجها وخطة العمل المعتمدة لديها.

دور إيجابي
«لاشك أن للحملة دور إيجابي في دعم رسالة المدارس، ومساندتها في القيام بدورها التربوي، من خلال نشاطات ومسابقات وقواعد ومعايير هادفة لتقويم السلوك، وغرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الجديدة من الطلاب «هذا ما أشار إليه السيد هادي البريدي صاحب ترخيص ومدير مدرسة علي بن جاسم الثانوية بنين، موضحا أن «دلني» لديها برنامج متنوع في شتى المجالات خاصة المسابقات التي تشجع المنافسة وتعزيز السلوك الإيجابي للطلاب وبناء مستقبل أفضل.

وعن تمديد عمل النسخة الحالية من الحملة شهرا إضافيا خلافا لما كان متبعا في السنوات الماضية، أوضح أن إدارة الحملة اتخذت مثل هذا القرار من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة في تنفيذ خطة نسختها الجديدة، لافتاً إلى أن المدارس سوف تجد فرصة أكبر للمشاركة في مزيد من نشاطات الحملة التوعوية.

وأشاد البريدي بشعار «بالقيم نرتقي للقمم» في نسختها الجديدة موضحا أنه يتسق تماما مع مرجعية الحملة، وما ترنو إليه من أهداف، فالقيم هي المكون الرئيسي والمرتكز الذي تنطلق منه نشاطات وفعاليات الحملة، وهي الطريق الذي سوف نصل منه إلى قمة الرقي والتحضر والسمو الأخلاقي بما ينعكس إيجابيا على المجتمع مبينا أن أي نهوض المجتمعات لابد أن يرتكز على منظومة القيم، وأن المجتمع القطري يتسم بالمحافظة والتمسك بالقيم الإسلامية.

وتابع البريدي: أن شعار الحملة التي تستهدف الأجيال الجديدة من الطلاب حتى مرحلة ما قبل الجامعة يتوافق مع حرص الدولة على بناء وترسيخ القيم، وتحقيق التنمية البشرية برؤية قطر 2030، من خلال بناء شخصية طلبة المدارس المشاركين، وهم قادة المستقبل.

وحيا «البريدي» جهود صحيفة «العرب» في رعاية حملة «دلني» إعلاميا، موضحا أن الصحيفة ساهمت في إنجاح النسخة السابقة من الحملة من خلال نشر فعاليات المدارس المشاركة، وقال: «إننا نطمع في أن تقوم «العرب» بإفساح مساحة إضافية لنشر كافة الفعاليات المدرسية ضمن الحملة حتى تتواصل مسيرة نجاح الحملة ويتحقق المردود الإيجابي لها على المجتمع.

ونوه «البريدي» بأن إبراز «العرب» لنشاطات الحملة في النسخة السابقة منحها مزيدا من الانتشار مجتمعياً وإطلاع كافة المؤسسات والجهات وشركاء المجتمع المدني علي أهداف الحملة، لافتا إلى أن دور«العرب» الداعم إعلاميا يصب في مصلحة إنجاح الحملة، والوصول برسالتها لكافة قطاعات المجتمع.

الدور المجتمعي
«تساهم حملة «دلني» في تعزيز الدور المجتمعي الداعم للمدارس في جهود بناء وترسيخ القيم الإسلامية وتقويم السلوك» هذا ما أكده السيد خالد السويدي الخبير التعليمي، موضحا أن هذه نشاطات وبرامج الحملة مفيدة للغاية ولها دور إيجابي في دعم الدور التربوي للمدارس، مبينا أن الحملة توعوية بالأساس، وأن هذه المشاركة المجتمعية من جانب «دلني» مع المدارس لها دور إيجابي في تقويم سلوكيات الطلاب وتوجيهها إلى المسار الصحيح.

ودعا السويدي مسؤولي وفريق عمل الحملة الوطنية التوعوية «دلني» إلى ضرورة مراعاة أن هناك فارقا في العمر والقدرات العقلية بين الطلاب المستهدفين من نشاطات وبرامج الحملة ما يستدعي ضرورة تناسبها مع هذه الاختلافات، موضحا أن الحملة تستهدف طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ما يتطلب عدم تعميم البرامج والنشاطات علي طلاب هذه المراحل دون اعتبار للفارق العمري والقدرات العقلية بينهم في هذه المراحل الثلاث.

وأكد ضرورة أن تكون خطة برامج الحملة متكاملة لتجاوز هذا الفارق، وأن تشمل كافة الجوانب نفسيا وعقليا وإداريا وفنيا حتى تكون في مستوى فهم وإدراك طلاب بجميع المراحل، كما لفت إلى أهمية التركيز علي قيمة محددة سنويا، وليس مفهوم القيم بشكل عام.

وتابع السويدي: أن تركيز جهود الحملة علي فئة طلاب المدارس خطوة ممتازة تستدعي وضع أهداف وخطط أكثر وضوحا، وأن تكون كافة نشاطات الحملة في المجالات التربوية والرياضية والثقافية مرتكزة على قيمة معينة تحديدا، وليس الإطار العام، وقال: «إن مرتكز «دلني» الهادف إلى غرس وتعزيز القيم ينبغي أن يكون أكثر تفصيلا ووضوحا بالتركيز على قيمة واحدة سنويا، والعمل علي ترسيخها في نفوس الطلاب بكافة المراحل التعليمية المستهدفة، وأن تخصص النسخة القادمة للحديث عن قيمة أخرى وهكذا.


أول مشاركة

«صراحة لم نشارك في النسخة الماضية من حملة «دلني» ولكن حرصنا على المساهمة في نسختها الجديدة، سعيا للاستفادة من خطة البرامج والفعاليات الهادفة بخطة الحملة.. هذا ما أشار إليه السيد حزام الحميداني، صاحب ترخيص ومدير مدرسة الرازي الإعدادية المستقلة للبنين، موضحا أن فريقا من الحملة أطلع إدارة المدرسة على خطة نشاطات النسخة الجديدة، وتتضمن 5 برامج متنوعة، وسوف يتم توزيعها على أقسام المدرسة، موضحاً أن فريق عمل من المدرسة حضر لقاء تنسيقيا عقدته إدارة الحملة مع ممثلي المدارس المشاركة للتوعية ببرامجها وفعالياتها المتنوعة.

وقال: «إن هذه بداية طيبة تشير إلى حرص إدارة الحملة والمدارس على التواصل لتحقيق الأهداف المرجوة، بما يتوافق مع حرص الدولة على بناء وترسيخ هذه القيم، وتحقيق التنمية البشرية برؤية قطر الوطنية 2030.

وأكد أن تمديد عمل الحملة شهرا إضافيا سوف يمنح المدارس مزيدا من الوقت لتنفيذ البرامج والنشاطات المتنوعة المدرجة بخطة عمل الحملة، وبالتالي تحقيق الاستفادة الكاملة منها على نطاق واسع.

بناء المستقبل
بدوره وصف السيد يوسف سلطان المستشار بهيئة التقييم بالمجلس الأعلى للتعليم، حملة «دلني» بأنها تساعد على ترسيخ القيم في المجتمع المدرسي الذي يعد حجز الزاوية في بناء المستقبل، وتتسع لتشمل المجتمع بمفهومه الواسع، موضحا أن هذه الحملة تستحق الدعم والمساندة، وأن تكون ضمن المناهج الدراسية، وقال: «إن نشاطات «دلني» وما تحويه من فعاليات متنوعة، ترتكز في المقام الأول على تهذيب وتقويم السلوك، والحفاظ على قيم المجتمع القطري، لافتاً إلى إمكانية أن تكون الحملة ممتدة طوال العام الدراسي سعيا لمزيد من الاستفادة من برامجها والفعاليات المتنوعة التي تنفذها بالتعاون مع المدارس المشاركة فيها.

ودعا «سلطان» إدارة الحملة لتكثيف جهودها وخطة برامجها التوعوية وتوجيه الاهتمام بطلاب المرحلة الإعدادية وهي شديدة الحساسية لأنها مرحلة انتقال الطلاب من الطفولة إلى المراهقة، وتشهد تغييرات كبيرة في سلوكياتهم، منوها بأهمية مشاركة المدارس في كافة فعاليات الحملة سعياً لتحقيق التنمية البشرية المأمولة والتي تعد أحد أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

أسلوب فعال
بدوره قال السيد خليفة المناعي صاحب ترخيص ومدير مدرسة خليفة الثانوية بنين: «إن أهمية حملة «دلني» تنطلق من كونها مجموعة من الأنشطة الفاعلة مجتمعيا بما يعمل على إنماء التفكير الإيجابي المنفتح والمنطلق من قيم الخير» لافتا إلى أن «دلني» تؤطر لمنظومة القيم الإسلامية المجتمعية بأسلوب فاعل يعتمد على المشاركة والايجابية.

ونوه بأن أهمية الحملة تكمن في كونها تستهدف الطلاب بداية من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وهي الفئة العمرية التي تشهد بناء الشخصية، وتقوم بغرس منظومة القيم والأخلاق في نفوسهم لافتا إلى أن الحملة تعد أكبر ركائز التواصل الفعال بين المجتمع المدرسي، بمفهومه الواسع الكبير.

وعن أهمية مدى نشاط الحملة لفترة إضافية في نسختها الجديدة أوضح «المناعي» أن هذا التمديد يساهم في إعطاء مزيد من النتائج الإيجابية لأن رقعة انتشارها تتسع، لكنه استدرك بالقول: «إن الامتحانات تعقد خلال فترة نشاط الحملة، وليس من الأفضل أن تتزامن فعالياتها مع إجراء الاختبارات الدراسية، داعيا إلى ضرورة أن تراعي إدارة الحملة هذه الجزئية، وأن تقوم بالتنسيق مع إدارات المدارس لاعتماد النشاطات في توقيت لا يتصادم مع جداول الامتحانات؛ لأن التحصيل العلمي الأكاديمي بالمدارس يبقى في أولوية المهام التعليمية.

نشاطات متنوعة
وتضمن النسخة الجديدة من الحملة الوطنية التوعوية «دلني» التوسع في الندوات التوعوية الجماهيرية وزيادة عدد الورش المتخصصة للإخصائيين الاجتماعيين وأولياء الأمور، وإدارات المدارس المقرر مشاركتها رسميا في النسخة الجديدة من الحملة.

وأعلنت إدارة الحملة في وقت سابق ضم المدارس الأجنبية بمراحلها الثلاث إلى الحملة أسوة بالمدارس المستقلة التي اقتصر نشاط الحملة عليها في النسخ الثلاث الماضية.

وأرجعت إدارة الحملة هذه الخطوة إلى رغبتها في زيادة رقعة دور «دلني» التوعوي بالمدارس، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المدارس المشاركة في النسخة الجديدة إلى 100 مدرسة مستقلة بجانب المدارس الأجنبية.

وقدمت إدارة الحملة خلال النسخة الماضية عدة محاضرات تجريبية باللغتين الانجليزية والفرنسية خارج إطار الفعاليات الرسمية وحققت هذه المحاضرات التوعوية نجاحا كبيرا دفع إدارة الحملة إلى اتخاذ قرار مشاركة المدارس الأجنبية رسميا بالنسخة الجديدة.

وأصدرت إدارة الحملة دليلا إرشاديا يوضح طريقة تقييم المدارس المشاركة في النسخة الحالية من الحملة، وتركز الحملة علي قيم الصدق والاحترام والتقدير.

ويتضمن الدليل استمارات التقييم وتوزع على جميع المدارس وفقا للمجالات الـ5 التي حددتها حملة «دلني» وهي المجال الديني والثقافي والفني والاجتماعي والرياضي، منها ثلاثة مجالات إجبارية مختلفة ومجال اختياري ولكل مدرسة الحرية الكاملة في اختيار الفعالية الرابعة من حيث القيم والمجالات المعتمدة، على أن لا تخرج عن أهداف الحملة.

«العرب» راعياً حصرياً
وتتولى صحيفة «العرب» الرعاية الإعلامية الحصرية لحملة «دلني» للعام الثاني على التوالي، وترتكز الحملة على تحقيق أهداف التربية سواء بالمدرسة أو المنزل، وخلق حالة من التعاون بين المدرسة والأسرة لترسيخ القيم الأخلاقية ومعالجة قضاياها ومواجهة تحديات العصر.

وقال السيد عيسى الكواري مدير الحملة الوطنية التوعوية «دلني» لـ«العرب» في وقت سابق: إن هناك إعادة نظر في توزيع الجوائز حسب المشاركات بالنسبة للمراحل التعليمية المختلفة خاصة أن نسبة المشاركة من قبل المدارس الابتدائية بلغت العام الماضي %60، كاشفا عن أن هذه النسخة من الحملة ستكون أكثر تطورا عن النسخ السابقة.

وأعلنت إدارة الحملة علي لسان السيد عبدالله بلال رئيس لجنة التقييم، أن أكثر من 66 مدرسة بمختلف المراحل التعليمية قد تم تسجيل مشاركتها في الحملة، وأن تقييم أداء هذه المدارس سيكون مختلفا ووفق استمارة تقييم جديدة، موضحا أن باب المشاركة في الحملة سيكون مفتوحا حتى أول نوفمبر المقبل، لافتاً إلى أن المدارس المشاركة سوف تلتزم بتنفيذ 4 فعاليات فقط تعبر عن القيم الهادفة لإذكاء روح الابتكار وتحقيق التفاعل الطلابي خلال المحاضرات والورش في 5 مجالات هي الديني والثقافي والفني والرياضي والاجتماعي.

وكان عدد من خبراء التربية والعلوم الاجتماعية العرب الذين قدموا محاضرات وورش تدريبية خلال النسخة الماضية من حملة «دلني» قد أشاد بتفرد قطر عالميا من خلال إطلاق مثل هذه الحملة التوعوية، والإشراف عليها ورعايتها حكوميا، موضحين أن باقي الحملات الموجودة حول العالم في جميع المجالات التي لا تتجاوز كونها مجرد نشاطات فردية تقوم بها جهات ومؤسسات وربما أشخاص ولم ترق إلى ما تحظى به «دلني» من دعم حكومي متمثل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارات وجهات أخرى بعضها خيري وخاص.

وأكد الخبراء أن «دلني» تدخل في إطار اتزان حضاري لدولة قطر، التي تهتم ببناء البنية التحتية في نفس توقيت الاهتمام ببناء الأسرة والنشء، منوهين بأن قطر تبني حضارة متزنة قوامها الإنسان.

س.ص