عبر البرنامج الثقافي بـ «الرياض الدولي للكتاب».. د. ناصر الحنزاب: المبادرات تعزز الدبلوماسية الثقافية القطرية

alarab
المزيد 29 سبتمبر 2024 , 01:19ص
محمد عابد

يتواصل البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024 بحضور كبير وموسع من المسؤولون والمثقفين القطريين. وتأتي هذه المشاركة المتميزة في سياق استضافة دولة قطر كضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب، ممثلة بوزارة الثقافة.
ومن أبرز الفعاليات هذه الفعاليات ندوة دور المنظمات الدولية في تعزيز التنمية المستدامة، وشارك فيها سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إلى جانب: رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الأستاذ هاني المقبل.
وأكد سعادة الدكتور ناصر الحنزاب أن دولة قطر نموذج يحتذى به في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال الدور الفعال لدولة قطر في تحقيق أهداف التنمية بالشراكة مع منظمات الأمم المتحدة والدول الأعضاء، لافتاً إلى قيام دولة قطر بمشاريع تنموية عالمية، بدعم من مؤسسة التعليم فوق الجميع، لتعزيز السلام والاستقرار في العديد من مناطق العالم من خلال التعليم. وفرت هذه المبادرات التعليم لـ 17 مليون طفل حول العالم، وهو رقم غير مسبوق منذ تأسيس منظمة اليونسكو، وهي المنظمة الدولية ذات العلاقة المباشرة بتحقيق الهدف الرابع للتعليم للأمم المتحدة.
وأضاف أن دولة قطر تؤمن بأن التعليم هو السبيل للحصول على العمل، وبالتالي القضاء على الفقر والجوع، وتحقيق الصحة الجيدة ورفاهية العيش، مؤكدا أن كأس العالم قطر 2022 كان حدثاً عالمياً أظهر أنه يتجاوز كونه مجرد حدث رياضي، حيث قدم للعالم ثقافات مختلفة، وأظهر انفتاح الهوية والثقافة القطرية والعربية، التي تجسد قيم الحضارة الإسلامية وامتدادها من الثقافة العربية الأصيلة، كما.
ساهم هذا الحدث في مد جسور التواصل بين الثقافة القطرية والعربية بشكل يليق بثرائها وتسامح أهل قطر مع الثقافات المختلفة.
واستعرض الحنزاب الكثير من المبادرات التي عززت الدبلوماسية الثقافية لدولة قطر مثل مبادرة الأعوام الثقافية وتنظيم وزارة الثقافة معرض الثقافة القطرية في مقر اليونسكو.
كما شاركت الدكتورة حنان الفياض أستاذة اللغة العربية بجامعة قطر، والمستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في ندوة بعنوان «المجامع اللغوية الأدوار والتحديات» والتي شارك فيها الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور أحمد الملا الخبير اللغوي من قطر ورئيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي.
وأكدت الدكتورة حنان الفياض في مداخلتها على أن مستقبل اللغة العربية مشرق، مدللة على ذلك بكمية البرامج المعنية باللغة العربية، والتي يديرها نخبة من الشباب الطموح من على منصات التواصل الاجتماعي، مبينة أن عدد المشاهدات المليونية لبعض تلك البرامج؛ يعكس تفاؤلاً كبيرًا، ويقيس مدى نضج هذا الجيل ووعيه وتحوله من المرحلة التقليدية الانهزامية المولعة بالنموذج الغربي إلى نابذ لها ومنتقد في مقابل الاعتزاز بلغته وهويته العربية الأصيلة.
وعما إذا كانت هنالك برامج وطرق إبداعية في تعليم اللغة العربية تضطلع بها المجامع العربية أكد خبير اللغة العربية أحمد الملا أن هذا المجال متعدد المسارات في اللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن تعليم الناشئين ما زالت طرقه شحيحة، وهناك بعض الجهود التقليدية التي تحتاج إلى تطوير ومراجعة، مؤكدا أن اللغة العربية ثرية، وتحتاج إلى معجم مصور لمفردات اللغة العربية الموجهة إلى غير العرب.

الأغنية القطرية حاضرة
وفي سياق متصل أكد الباحث القطري في الأنثروبولوجيا الثقافية حمد الملا، خلال تقديمه ورشة عمل «الأغنية الفصيحة بين الماضي والحاضر»، التي احتضنها معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 ضمن برنامجه الثقافي الحافل والمنوع، أن التحولات الأساسية التي مرت بها مجتمعات الخليج والجزيرة العربية أثرت في الإنتاج والتوزيع وحتى استهلاك الأغنية في المنطقة.
واختار الملا خلال الورشة حالة الفنان البحريني خالد الشيخ، والفنان القطري عبدالعزيز ناصر، ليشرح اختلاف الأنماط الغنائية وتأثير علاقة الشعراء بالملحنين، والتقدم التقني في أجهزة وأدوات الإنتاج المتنوعة.
واستشهد الملا بالتحولات التي مرت بها القصيدة العربية، بدءًا من الشعر العمودي إلى التفعيلة إلى قصيدة النثر، منوهًا بأن هذه التغيرات أثرت بشكل أساسي على الكلمات اللتي تستخدم في الأغنية الفصيحة أولًا.
وتطرق إلى تأثير أنماط التلحين، وأوضح أن القوالب اللحنية التي كانت رائجة في البحرين وقطر قد تغيرت، وظهرت قوالب جديدة، حيث مزج الملحنون بين أكثر من قالب، وتم استيحاء ألحان من مصادر مختلفة، فدخلت الألحان الحجازية واليمنية على الأغنية القطرية والبحرينية، بل وأيضا كانت هناك ألحان أفريقية أو ما يعرف اليوم بالألحان الخماسية.
ولفت إلى أن الأغنية تتفاعل مثل أي فن آخر مع محيطها، واليوم دول الخليج في تفاعل إيجابي مع كل محيطها سواء القريب أو العالمي.