هل هناك علاقة طردية بين الطلاق وحرارة الطقس؟!

alarab
تحقيقات 29 يوليو 2022 , 09:40ص
علي العفيفي

استبعد خبراء واستشاريون، وجود علاقة طردية بين ارتفاع حالات الطلاق وارتفاع درجات الحرارة، ألا أن بعضهم يرى أن الغضب الناتج عن حرارة الجو عامل غير رئيسي في حدوث الانفصال بين الزوجين.
وقال الخبراء لـ «العرب»، إن الحالة المزاجية والصحة النفسية لها آثار قوية على العلاقة الزوجية وأحيانا يكون للطقس دور في جعلها إيجابية أو سلبية.
واعتبروا أن أسباب الطلاق في المجتمع تتنوع بين الدينية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية أبرزها اختيار الرجل المرأة غير المناسبة لأولوياته، مطالبين بضرورة رفع الوعي المجتمعي بكيفية حل المشاكل الأسرية وتجنب الأوقات غيرالمناسبة لحلها مثل وقت عودة الزوج من العمل في ظل ارتفاع درجات الحرارة والشعور بالغضب.

المركز الإحصائي: قطر الخامسة بحالات الطلاق في الخليج

أعلن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن رصد 74 ألف حالة طلاق في دول مجلس التعاون خلال عام 2020 مسجلة بذلك ارتفاعا بنسة 5% عن عام 2019 التي شهت 71 ألف حالة طلاق، كاشفا عن احتلال قطر المرتبة الخامسة في حالات الطلاق بدول المجلس.
وذكر المركز عبر موقعه الإلكتروني أن نسبة طلاق المواطنين الخليجيين من إجمالي حالات الطلاق المسجلة في دول مجلس التعاون بلغت 88.7%، بينما بلغت نسبة الطلاق لدى المقيمين بها 11.3%.
وأشار إلى أن الزيادة في حالات الطلاق خلال العشر سنوات الأخيرة وتحديداً من عام 2010 حتى 2020 بلغت 28 ألف حالة طلاق.
وفي تحليل للمركز لحالات الطلاق في 2020، تبين أن 41.3% من الحالات يكون فيها عمر المطلق والمطلقة متماثلا، و45.3% يكون عمر المطلق أكبر من عمر المطلقة، و13.4% يكون عمر المطلقة أكبر من عمر المطلق، و48.4% يكون عمر المطلق والمطلقة في الفئة العمرية (20 – 34 سنة).
وكشف المركز أن السعودية احتلت المرتبة الأولى بحالات الطلاق بلغت 57 ألف و600 حالة خلال عام 2020 مسجلة ارتفاعاً عن عام 2019 الذي بلغت فيه حالات الطلاق 51 ألفا و100 حالة، وجاءت الكويت في المرتبة الثانية بـ 5 آلاف و900 حالة في عام 2020 مسجلة انخفاضا عن عام 2019 الذي بلغت فيه حالات الطلاق 7 آلاف و900 حالة.
وفي حين جاءت الإمارات في المرتبة الثالثة بحالات طلاق بلغت 4 آلاف و200 حالة في عام 2020، مسجلة انخفاضا عن عام 2019 الذي بلغت حالات الطلاق فيه 4 آلاف و600 حالة.
وفي المرتبة الرابعة، جاءت سلطنة عمان بإعلان 3 آلاف و400 حالة طلاق في عام 2020 مسجلة انخفاضا طفيفاً مقارنة بعام 2019 الذي بلغت فيه حالات الطلاق 3 آلاف و700 حالة، بينما احتلت قطر المرتبة الخامسة بتسجيل 1828 حالة طلاق في عام 2020 الذي لم يختلف كثيرا عن عام 2019 الذي سجلت فيه 1833 حالة طلاق.
وفي المرتبة السادسة والأخيرة، جاءت البحرين بـ1700 حالة طلاق في 2020، حيث سجلت انخفاضا ملحوظا عن عام 2019 الذي بلغت حالات الطلاق فيه ألفي حالة.

د. أحمد الفرجابي الاستشاري الأسري: اختيار الوقت المناسب مهم لحل الأزمات الأسرية

رأى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي الاستشاري الأسري أن ارتفاع درجات الحرارة مما يثير الغضب لدى الزوجين عامل غير أساسي في حدوث حالات الطلاق، موضحا أن ذلك يحدث عندما يختار أحد الزوجين الوقت غير المناسب لمناقشة مشكلة زوجية.
وطرح الفرجابي مثالا على ذلك بأن الزوجة تناقش مشاكل المنزل مع زوجها فور قدومه من العمل وكان الطقس حرارته شديدة الأمر الذي يزيد من حالة التعب والغضب، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على تصرفات الزوج.
وطالب الزوجين بضرورة تجنب مناقشة المشاكل الزوجية عندما يكون أحدهما مرهقا أو جعانا أو غاضبا أو مهموما أو عند عودته من العمل، معتبرا أن الأفضل أن يتم مناقشة المشاكل عندما يقضي الرجل حاجاته، وأن أنسب الأوقات وفق للدراسات العلمية يكون بين المغرب والعشاء وهو الوقت الذي يكون فيه الزوج بأفضل حال.
وأكد أن أسباب الطلاق تتنوع ما بين دينية واقتصادية واجتماعية وشخصية، وأبرزها عدم الوئام بين الزوجين وسوء الخلق والعجز عن القيام بالحقوق والواجبات الحياتية والخاصة والإنخداع بما تروج له المسلسلات عن حياة وردية بلا أشواك والإجبار على الزواج وإفشاء أسرار المنزل، غيرها من الأسباب.
ورأى الفرجابي أن الحد من ظاهرة الطلاق يتطلب ضرورة رفع الوعي داخل المجتمع بأهمية الحوار ومراعاة الطريقة المناسبة للنقاش من جانب الزوجين وضرورة اختيار الوقت المناسب وتحديد محور النزاع الزوجي لسرعة حله دون التطرف عن لب المشكلة.
ودعا فضيلته والدي الزوجين إلى عدم التدخل في المشاكل الزوجية لأبنائهم، وأن فرض عليهم التدخل يكون بشكل إيجابي، مؤكدا أنه من الضروري أن يحل الزوجان مشاكلهم بعيدا عن الوالدين. واعتبر أنه في حالة الحاجة لطرف ثالث من أجل حل المشاكل الزوجية يفضل أن يكون شخصا مختصا يحتكم إلى قواعد الشرع وعنده علم بكيفية حل المشكلات وهي أمور غير متوفرة لدى الوالدين اللذين يتعاملان بشكل عاطفي وغير محايد.

د. هادية بكر خبيرة الإرشاد الأسري: حالة الطقس قد تحسن أحيانا العلاقة الزوجية

نفت الدكتورة هادية بكر الخبير الاجتماعي والإرشاد الأسري، وجود دراسات علمية أثبتت التأثير المباشر والارتباط المؤكد بين حالة الطقس وزيادة معدلات الطلاق، مشيرة إلى أهمية نقاش أسباب الطلاق في المجتمع بهدف الوصول إلى مسبباته ودراسة آثاره السلبية على الأسرة والفرد والمجتمع ككل.
وقالت هادية، إن الدراسات والأبحاث تتمحور حول تأثُر الحالة المزاجية والصحة النفسية بالأجواء وحالات الطقس على البشر، لأن الأجواء شديدة البرودة أو الحرارة تجبر الأفراد على البقاء داخل المنازل وتحرمهم من التفاعل وممكن أن تؤدي إلى حالات اعتلال المزاج أو حتى سرعة الغضب وأحياناً الاكتئاب، مما يؤثر على العلاقات الأسرية و منها الزوجية.
وأضافت أن الحديث عن الطلاق كحالة اجتماعية يأخذنا بطبيعة الحال للبحث والتعمق و فهم أسباب حدوثه وخاصة عندما ترتفع معدلاته وتزداد آثاره السلبية على الأسرة والمجتمع.
ورأت هادية أن منع حدوث الطلاق أمر غير واقعي حيث أن المجتمع ليس مطالبا بمنع ما شرّعه الله إلا أنه علينا التعقل في تطبيق هذا التشريع وأخذ «الحيطة والحذر»، موضحة أن اختيار هاتين الكلمتين للتعبير عن مفهوم الوقاية لأسباب وهي أن «الحيطة» تعني أن نبدأ بآلية التخفيف من وقوع الطلاق بتهيئة الازواج منذ كونهم أطفالا وتنشئتهم على فهم المودة والرحمة كأساس للزواج وليس الكسب او السيطرة، بينما مفهوم الحذر وهو منحصر في توخي الانزلاق في اشكالات ما بعد الطلاق، لأن الكثير من الأزواج بعد انتهاء العلاقة الزوجية يمارسون الضغوط والتربص ببعضهم كمحاولة للانتقام أو تحقيق فرص الانتصار على بعضهم ولو كان هناك أطفال يصبحون أداة حرب وضغط بينهما.
وأضافت قائلة إن «من يتمعن بهذا الشرح سيدرك أن اكثر الجهد يجب أن يُبذل قبل الزواج أي تهيئة الشباب والفتيات لمهمة الزواج بالتربية الصالحة، و لو قُدِر ان يحدث الطلاق أيضاً يجب ان يكون هناك جهد محمود من كلا الزوجين واسرتيهما والمؤسسات الاجتماعية والقضائية لتوفير سُبل التعاون بين المطلقين لتخطي الصعاب والخروج من محنة الانفصال بأقل الخسائر والجروح «.
وشددت على ضرورة عدم التهاون في التعامل مع مسببات الطلاق والفرقة بين الزوجين، داعية الزوجين إلى ضرورة فهم وتقدير دوره في انجاح تلك الشراكة وان تلك المسؤولية تقع على عاتقهما معاً في كيفية التصدي لكل ما من شأنه تقويض استقرارهما، حتى لو كان الحد من تدخل الاهل أو التأثر بالرسائل السلبية من الاقارب او الأصدقاء.
وأكدت على أهمية التثقيف والتعلم واكتساب الخبرات لإنجاح العلاقات الزوجية وتعزيز المفاهيم الإيجابية من خلال الدورات والندوات المطروحة من أهل العلم في هذا المجال والمعتمدين على مستوى الدولة، وأيضا الاستعانة بالمختصين والجهات المؤهلة لإصلاح ذات البين التي وفرتها الدولة فور وقوع أي اشكالات أو خلافات يشعر الزوجين بصعوبة تخطيها بمفردهما، وعدم التأخر والتسويف في هذا الأمر لما يشكله من خطورة على مستقبل العلاقة الزوجية وسلامتها.

«الإحصاء»: ارتفاع حالات الطلاق في مايو الماضي

كشف جهاز التخطيط والإحصار في الدولة عن ارتفاع أعداد حالات الطلاق في الدولة خلال شهر مايو 2022 بنسبة 126% مقارنة بشهر مايو 2021.
وقال الجهاز في الإحصاء الشهري، إن حالات الطلاق في مايو 2022 بلغت 219 حالة في المقابل حالات الطلاق في مايو 2021 بلغت 97 حالة فقط.
وأضاف أن حالات الطلاق في الدولة شهدت ارتفاعا كبيرا أيضا في شهر مايو 2022 مقارنة بشهر أبريل 2022 الذي سجلت فيه 157 حالة طلاق فقط.
في حين، ذكر الجهاز أن حالات الزواج في شهر مايو 2022 بلغت 344 حالة زواج في المقابل وصلت حالات الزواج إلى 311 حالة في شهر مايو 2021، حيث وصل معدل الارتفاع بنسبة 10.6%. وأوضح أن حالات الزواج في شهر أبريل بلغت 245 حالة زواج.

د. شريفة العمادي المدير التنفيذي لـ «الدوحة الدولي للأسرة»: غياب الوعي في التعامل مع المشكلات الزوجية

ربطت الدكتورة شريفة نُعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، بين حدوث الطلاق وغياب الوعي لدى الطرفين بكيفية التعامل مع المشكلات الزوجية التي كان من الممكن ألا يقع فيها الطلاق.
وقالت د.شريفة إن غياب البرامج والدروس حول بناء الأسرة السليمة في المناهج الدراسية من أبرز التحديات التي تواجه استقرار الأسر، مشيرة إلى ضرورة التنشئة الأسرية من الصغر، وذلك عبر وضع برامج خاصة بالتربية الأسرية وتضمينها للمناهج الدراسية في كافة المراحل الدراسية، بشكل تدريجي وصولاً إلى المرحلة الجامعية، على أن تتضمن هذه البرامج أو المناهج أسس الزواج الناجح والمستدام، وقيما ومبادئ أخلاقية لإدارة الخلافات وما إلى ذلك بحسب المرحلة العمرية، على أن يتعلّم الفرد من الصغر قيمة الأسرة ودورها في مختلف مراحل حياته مما يؤهله لمؤسسة الزواج.
وأضافت أن العديد من الدراسات أوضحت العواقب السلبية للطلاق، وآثاره الوخيمة على الأطفال، كما كشفت النتائج الأولية لدراسة المعهد حول «تقييم العلاقات الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى للزواج في العالم العربي»، التي شملت نحو 1150 شخصًا من 19 دولة عربية حتى الآن، أبرز مسببات الخلافات الزوجية، وهي: الخيانة، والعلاقات العاطفية، وتقبّل الشريك، واختلاف التصورات، والإشكاليات المادية، وضغوطات العمل، والجوانب السلوكية، والغيرة والشك والتجسس، وغيرها.
وأوضحت أن الدراسة أظهرت أن أغلبية حالات الطلاق تحدث خلال أول خمس سنوات من الزواج، وهو ما دفعنا للتأكيد على أهمية فرض إلزامية برامج التأهيل للمقبلين على الزواج. فقد اتجهت الكثير من البلدان إلى دعم استقرار الأسر من خلال إنشاء هذه البرامج التي تهدف إلى تقوية العلاقات الزوجية وتقليل نسبة الطلاق، وتزويد المقبلين على الزواج بالمعرفة والمهارات المطلوبة التي تمكنهم من إقامة زيجات مستقرة ومستدامة، قادرين على مواجهة مختلف التحديات.
وأشارت إلى أنه وفقاً لـ «برنامج تأهيل المقبلين على الزواج» الإلزامي والمدعوم حكومياً الذي تقدمه ماليزيا في خفض حالات الطلاق بنسبة 2.3% للمسلمين بين عامي 2017 و2016، وبنسبة 4.3% لغير المسلمين لنفس الفترة. ولذلك ندعو لإلزامية هذه البرامج في الوطن العربي وفي قطر.

ناصر المالكي الخبير التربوي: الانفصال بين الزوجين مرتفع في البلدان الثلجية

أكد الأستاذ ناصر المالكي الخبير التربوي عدم وجود إثباتات علمية أو دراسات اجتماعية بارتباط ارتفاع حالات الطلاق في أي مجتمع بارتفاع درجات الحرارة، موضحا أن ظروف الطقس لا تؤثر إطلاقا على العلاقة بين الزوج والزوجة بينما يمكن أن توطد العلاقات أحيانا.
وذكر المالكي أن حالات الطلاق مرتفعة في عدد من البلدان التي بها ثلوج، الأمر يؤكد عدم علاقة ارتفاع حالات الطلاق بأية ظروف طبيعية.
ورأى أن وأد ظاهرة الطلاق تختلف طريقته من أسرة إلى أخرى، إلا أن هناك عوامل أساسية لتجنب الوصول إلى تلك الظاهرة تبدأ منذ بداية اختيار الشخص الزوجة المناسبة له وعدم التركيز على القشور، موضحا أن كل شخص يجب أن يحدد أولوياته الأساسية «فمثلا شخص يركز على أن تكون الزوجة عفيفة وخجولة، وشخص آخر يحتاج إلى امرأة متدينة أو مثقفة».
ودعا إلى أن يكون الجمال الشكلي ليس على رأس الأولويات بل التركيز على جمال الروح مثل الأخلاق والدين، بالإضافة إلى الأسرة والمستوى التعليمي، معتبرا أن بدء الحياة الزوجية على تلك الأولويات يجنب الزوجين الوصول إلى الطلاق.
كما طالب المالكي، المرأة بالمصارحة مع الشخص الذي يرغب في الزواج منها وعدم اصطناع شخصية مثالية غير حقيقية عن حياتها حتى لا ينصدم الزوج بعد الزواج بشهر أو شهرين مما يحدث انفصالا بين الزوجين، مؤكدا أن الكذب أثناء الخطوبة أمر خطير.
وعن دور الأسرة والمجتمع في محاربة الطلاق، قال المالكي إن الأسرة يجب أن تكون تدخلاتها منطقية وحيادية لحل المشاكل الزوجية لدى الابن أو البنت، وعدم التدخل في مشاكل إلا للضرورة القصوى بحيث تترك مساحة للزوجين في التعامل مع أزماتهما، مضيفا أن المجتمع له دوران رئيسيان أولهما وضع أساسيات الزواج الصحيحة منذ الصف الثالث الثانوي حول الاستعداد وشروط الزواج ومواصفات الزوج والزوجة بحيث يخلق جيلا مثقفا بكيفية بدء الحياة الزوجية بشكل مثالي، وثانيا بأن الحكومة يجب أن توفر مساكن لمنع عيش الزوجة في مسكن أهل الزوج الذي قد يؤدي للطلاق.
وشدد على ضرورة التزام الزوجين باتباع تعاليم الإسلام في حياتهما الزوجية والحرص على عدم خروج مشاكلهما إلى غيرهما.

حساب الصحافي على تويتر

@ali_refaey