مواطنون يفضلون صيفاً بلا سياحة.. على سياحة بلا طعم!

alarab
تحقيقات 29 يونيو 2021 , 12:30ص
يوسف بوزية

أحمد التميمي: صحة عائلتي أولوية.. ونكتفي بالسياحة الداخلية
محمد الدرويش: الإجراءات الوقائية تلغي فكرة الرحلات 
سعيد الكواري: 3 عوامل تحدّد اختيار الوجهة المناسبة

قال مواطنون إنهم يطبقون خططاً احترازية لـ «قضاء الإجازة» السنوية خلال الصيف الجاري، تشمل عدم السفر خارج الدولة على الإطلاق، في ظل استمرار الوضع الصحي وكثرة المتطلبات الخاصة بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، سواء الإجراءات المتعلقة بالسفر من الدولة أو من الدول المنشودة قبل السفر إليها، بينما رأى آخرون أن إلغاء الحجر الصحي عند الوصول إلى الوجهة المنشودة، وتراجع الإصابات بفيروس «كوفيد-19» فيها، وأسعار التذاكر، كلها عوامل رئيسية، في اختيار الوجهة التي يعتزمون السفر إليها.

في هذا السياق قال أحمد التميمي، إن استمرار الظروف الاستثنائية المرتبطة بالجائحة أثرت إلى حد كبير في خطط قضاء الإجازة السنوية لعدد كبيرمن المواطنين والمقيمين، وقال انه كان ينوي السفر ولكن صحة افراد عائلتي هي أولوية عندي، ولذلك سأضحي بنيتي للمصلحة العامة والاكتفاء بزيارة المرافق السياحية في البلاد، ومشاهدة التطور العمراني قبيل كأس العالم ٢٠٢٢.
وقال التميمي إنه لا يخفىٰ على الجميع حجم الاجراءات والقرارات المتعلقة بالجائحة منذ اليوم الاول لتضييق الخناق على فرصة انتشار المرض، مع توفير أجود نوع من انواع اللقاحات بشكل مجاني لجميع الفئات. 
واستطرد: لكن هل الحال مشابه لجميع الدول التي ينوي المسافر الذهاب إليها؟ بالتأكيد كلا، ولهذا أرى بأن دواعي السفر يُفضل ان تقتصر على الضروريات لا للسياحة. 
ويواصل حديثه: من الصعب بل من المستحيل إجبار من يُريد السفر عن العدول عن ذلك لاسباب عدة، منها عائلية ومنها من يرىٰ بأن الجائحة ستستمر لسنوات طويلة واصبح قدرة تحمل البعض على اتباع الاجراءات قليلة.  وتابع التميمي أنه لا يمكننا عدم الفصل مع ما يحدث من انفتاح في تنظيم التجمعات غير الضرورية والتضييق في ذات الوقت على بعض التحركات، مؤكدا بأن التقيد بالاجراءات الصحية أصبح روتينا يتهرب منه العديد من الافراد لتفادي عواقبه ولهذا أدعو الى الاسراع بإعطاء اللقاحات وبناء علاقات متعلقة بالصحة مع بعض دول العالم، فتصبح السياحة مقتصرة على الدول المعنية والآمنة نوعاً ما.


تجنب بعض الوجهات
من جهته أشار محمد الدرويش إلى تعارض مفهوم السياحة خارج الدولة مع الظروف الصحية والاجراءات الاحترازية المرتبطة بها، مبينا انه اختار قضاء الإجازة في الدوحة على السفر خارجها في ظل استمرار الجائحة والاجراءات الاحترازية التي تطبقها الدولة سواء على المسافرين إلى الخارج أو القادمين من الخارج، إلى جانب الاجراءات الأخرى والتي تطبقها الدول المنشودة قبل السفر إليها. وأكد الدرويش أنه قرر مع عائلاته عدم السفر خلال الإجازة الصيفية، وتفضيل البقاء في الدولة، على الرغم من أنهم اعتادوا السفر خلال السنوات الماضية، مشيرا الى وجود وجهات سياحية كان يفضلها العديد من المواطنين خلال الإجازات والعطلات، تعاني حالياً عدم القدرة على السيطرة على انتشار فيروس «كورونا»، ونوه بأهمية تجنب هذه الوجهات، في ظل استمرار الجائحة والاجراءات المرتبطة بها فالوضع تغير عن السابق، وأصبح السفر يتطلب اجراءات اضافية الى جانب ما يمثله من مجازفة صحية للعائلات. أما الالتزام بإجراءات الوقاية، مثل التباعد الجسدي، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والتعقيم المستمر، فأصبحت أمورا رئيسة لمن اختار السفر خلال الاجازة السنوية.
سياحة داخلية
ووافقه الرأي ناصر اليافعي، الذي أكد قراره بعدم السفر وأسرته في الاجازة الصيفية التي بدأت لديه منذ أيام، على الرغم من أنه اعتاد ذلك خلال السنوات الـ10 الماضية، لافتاً إلى أنه عزم قضاء جزء من الإجازة مع العائلة في أحد فنادق الدوحة. 
وأعرب اليافعي عن اعتقاده ان الاحجام عن السفر هو قرار العديد من المواطنين والمقيمين، مع وجود اخرين لم تمنعهم الظروف الصحية من التخطيط للسفر بطبيعة الحال، مشيرا إلى كون دولة قطر من أكثر البلدان أماناً في العالم في الوقت الراهن، نظراً إلى الإجراءات الاحترازية التي يتم تطبيقها بصرامة لمكافحة جائحة «كوفيد-19»، لضمان أمن وسلامة السكان، فضلاً عن السيطرة على الفيروس، وتراجع الإصابات بشكل كبير، في وقت تشهد فيه وجهات عدة كانت ضمن خيارات السفر، ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات، في إطار الموجة الثالثة من الجائحة.


اختيار الوجهات
من جانبه، قال سعيد الكواري انه يستعد للسفر الى تركيا لقضاء الاجازة، مشيرا إلى اتخاذ عدة اعتبارات، صحية وسياحية، في تحديد هذه الوجهة، خاصة مع تدني الإصابات بالفيروس، والتقدم الكبير في عمليات الحصول على اللقاح، فضلاً عن عدم فرض حجر صحي لدى الوصول.
وأكد الكواري ان عدة عوامل تحدّد اختيار وجهة السفر خلال الصيف، أبرزها يتمثل في عدد الإصابات في الوجهة المراد السفر إليها، إذ لا بد من اختيار الدول التي تقل فيها الإصابات لفترة من الوقت، بحيث يكون الانخفاض مستمراً لفترة طويلة نسبياً، مع تخفيف قيود السفر، مؤكدا ان العديد من المسافرين يختارون الوجهات التي لا يوجد فيها حجر صحي عند الوصول، منبها مع ذلك بأهمية عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية المتبعة، سواء داخل الدولة أو خارجها، حتى لا تنقلب رحلة السياحة والترفيه إلى مجازفة بسبب الوباء العالمي.
ونوه الكواري بضرورة اختيار الوجهة الآمنة قبل التخطيط للسفر، واتباع إرشادات الجهات الصحية ووزارة الخارجية خلال السفر والسياحة خارج الدولة لحماية المسافرين وأطفالهم من خطر الإصابة بـ«كورونا».

إجراءات ما بعد العودة
ويرجع العديد من المواطنين والمقيمين الذين لم يتلقوا جرعات اللقاح حتى الآن، الرغبة في عدم السفر هذا العام الى اجراءات الحجر الصحي بعد السفر الى الخارج، حسبما أعلنت وزارة الصحة العامة، في حين يتطلب الإعفاء من الحجر الصحي، لمن تلقى لقاح كورونا (عبارة عن جرعتين) عدة شروط، بحسب المجموعة الاستراتيجية الصحية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد-19، وهي:
(1) مرور 14 يوماً على تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
(2) يجب أن تأتي نتيجة فحص مسحة كوفيد 19 (الـ PCR) سلبية عند العودة إلى قطر بعد السفر أو بعد التعرض لحالة مصابة بكورونا.
(3) مدة سريان الإعفاء من الحجر الصحي 9 أشهر تبدأ بعد 14 يوماً من الجرعة الثانية، ويمكن تمديد هذه الفترة في المستقبل بعد الحصول على المزيد من الأدلة السريرية.
وبحسب وزارة الصحة، لا ينطبق الإعفاء حالياً على الأشخاص الذين تم تطعيمهم في بلدان أخرى.
القائمة الخضراء
وبدأت قطر في 23 ديسمبر 2020 حملة للتطعيم ضد كورونا من خلال المراكز الصحية في الدولة. وفي 20 ديسمبر 2020 أصدرت وزارة الصحة الإذن بالتسجيل والاستخدام الطارئ للقاح «كوفيد-19» المنتج من قبل تحالف شركتي فايزر وبايونتيك، وفي العاشر من فبراير الجاري أصدرت إذناً بالاستخدام الطارئ للقاح موديرنا.
ويتوفر لقاح كورونا في عدد من المراكز الصحية للأشخاص الذين يستوفون معايير وشروط الأسبقية التي تعلنها وزارة الصحة، ومنها مراكز «الوجبة ولعبيب والرويس وأم صلال وروضة الخيل والثمامة ومعيذر»، بالإضافة إلى المركز الجديد الذي اُفتتح للتطعيم الجماعي في مركز قطر الوطني للمؤتمرات لإعطاء لقاح كوفيد-٩ للمعلمين وموظفي المدارس.
وغالبا ما تعلن وزارة الصحة العامة عن تحديث قائمة الدول المتضمنة في القائمة الخضراء الخاصة بفيروس كورونا (كوفيد – 19) على موقعها الإلكتروني، وذلك وفقًا لمؤشرات الصحة العامة في دولة قطر وبقية دول العالم، واستمرارًا لتطبيق سياسة السفر والعودة إلى البلاد.
وتؤكد وزارة الصحة ان القائمة تتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري.