اتفق مديرو مدارس الطلبة الأوائل في الشهادة الثانوية، على أن وجود رغبة التفوق لدى الطلبة وتطوير الكوادر التدريسية بشكل مستمر واهتمام أولياء الأمور بمتابعة مستوى أبنائهم على مدار العام الأكاديمي، هي 3 عوامل وراء وجود الطلبة ضمن قائمة الأوائل للعام الأكاديمي 2020 /2021.
وقال مديرون لـ«العرب» إن المدارس وضعت خططاً وبرامج خاصة لرصد الطلبة المتفوقين في المدارس، خاصة بعد نتائج اختبارات المنتصف، من أجل الحفاظ على مستوى التحصيل الأكاديمي لديهم، وتحفيزهم على الارتفاع، مشددين على أن أغلب الطلبة المتفوقين لم يعتمدوا على الدروس الخصوصية، كوسيلة في تميزهم، بل كان الاعتماد الكلي على ما يدرسونه داخل فصولهم، سواء في المدرسة أو عن بُعد. وأضافوا أن المدرسة حرصت على توجيه الطلبة نحو المسارين العلمي والتكنولوجي، تماشياً مع رؤية دولة قطر 2030، مما أظهر نسب نجاح متميزة في المسارين.
مدير مدرسة «عمر بن الخطاب»: برنامج خاص للمتفوقين
قال الأستاذ إسماعيل شمس مدير مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية للبنين: إن المدرسة وضعت برنامجاً خاصاً لدعم الطلبة المتفوقين علمياً في الصف الثاني عشر بعد اختبارات المنتصف من أجل تحسين قدراتهم العالية وتشجيعهم على المثابرة والاجتهاد في الحفاظ على تميزهم، الأمر الذي أسهم في تواجد 4 طلاب ضمن قوائم الشهادة الثانوية في المسارين العلمي والتكنولوجي.
وأضاف إسماعيل أن المدرسة حرصت على تقديم للمتفوقين نماذج مشابهة للاختبارات النهائية وأسئلة تظهر مهاراتهم العالية إلى جانب الاختبارات التجريبية التي أجرتها وزارة التعليم والتعليم العالي لجميع الطلبة.
واعتبر أن تحقيق طلبة الصف الثاني عشر نسبة نجاح 85% نتيجة ممتازة في ظل التحديات والصعوبات التي واجهها الطلبة خلال العام الدراسي والتي حرصت المدرسة على إزالة أي عراقيل تواجههم، مؤكدا أن اهتمام أولياء الأمور بأبنائهم كان عاملا أساسيا في تفوقهم ووجودهم ضمن قائمة الأوائل على عكس الطلبة الآخرين.
وذكر أن وجود طالبين من المسار التكنولوجي وطالبين من المسار العلمي في قائمة الأوائل يعود إلى حرص المدرسة على توجيه الطلبة لاختيار أحد المسارين، مضيفا أن المدرسة خرجت 5 صفوف للمسار العلمي و50 طالباً في المسار التكنولوجي هذا العام.
وضمت قائمة الأوائل 4 طلبة من مدرسة عمر بن الخطاب، وهم: يوسف محمد سلطان الحرمي بنسبة 99.94%، ومبارك حمد آل خليفة بنسبة 99.25%، وسعود خالد الهيل بنسبة 98.88%، وعبدالرؤوف أبوبكر عبدالظاهر بنسبة 96.63%.
مديرة مدرسة «الخور»: دوافع قوية للطالبات في تحقيق التميز
قالت الأستاذة جنعة المهندي مديرة مدرسة الخور الثانوية للبنات: إن وجود 5 طالبات من المدرسة في قائمة أوائل الشهادة الثانوية يرجع إلى دوافع الطالبات نحو التميز في المقام الأول، والجهود التي تبذلها المدرسة بكوادرها في المقام الثاني، مؤكدة أن المدرسة كانت حريصة خلال هذا العام الأكاديمي على إزالة كافة العوائق والعراقيل في التعليم عن بُعد وجعله مشابها بأكبر قدر ممكن للتعليم داخل المدرسة، مما انعكس على النتائج المميزة لطالبات المدرسة.
وأضافت جنعة أن المعلمات بذلن جهودا كبيرة على مدار العام الأكاديمي المليئة بالتغييرات، خاصة خلال الحصص المقدمة للطالبات في منازلهن، موضحة أن المدرسة كثفت من الحصص الإثرائية خاصة في المواد الجديدة على الطالبات من أجل تمكنهن من فهم محتواها بشكل جيد.
وذكرت أن من العوامل التي ساعدت في تميز الطالبات تواصل المعلمات الدائم مع الطالبات اللاتي تتغيبن عن حضور الحصص، سواء بالمدرسة أو الأونلاين، وتحفيزهن بعدم الغياب إلا للظروف الطارئة، مضيفة أن الطالبات يعتمدن على المدرسة بشكل كبير وليس على الدروس الخصوصية، لأن الجهد الأول والأخير في ظل الظروف الحالية يقع على الطالب نفسه وأن تلك الدروس الخصوصية لا تعود بالفائدة على الطالبات المتفوقات دراسياً.
وشددت على أن المدرسة رصدت الطالبات المتفوقات في اختبارات المنتصف وسعت للحفاظ على مستواهن الأكاديمي وأيضا الارتفاع به إلى أفضل درجة ممكنة، موضحة أن ذلك ساعد في ارتفاع نسبة النجاح إلى 90% لطالبات الشهادة الثانوية.
وبينت أن المدرسة من خلال قسم الإرشاد الأكاديمي تدفع الطالبات إلى اختيار المسار العلمي تطبيقاً لرؤية الدولة مما ساعد في وجود 60% من طالبات الصف الثاني عشر في هذا المسار.
وتضم قائمة الأوائل 5 طالبات من مدرسة الخور، وهن: مودة جهاد عبدالمطلب بنسبة 100%، ووضحى عبدالرحمن الحميدي بنسبة 99.19%، وعائشة محمد العمادي بنسبة 99.94%، وحصة حسن المهندي بنسبة 99.56%، والمها جاسم المهندي بنسبة 98.94%.
مديرة مدرسة «البيان»: ردم الفجوة التعليمية وراء تميز الطالبات
قالت الأستاذة وضحى عمير النعيمي مديرة مدرسة البيان الثانوية للبنات: إن وجود طالبات المدرسة ضمن قائمة أوائل الثانوية العامة جاء بتكاتف الكوادر الإدارية والتدريسية مع أولياء الأمور ووزارة التعليم والتعليم العالي، مشيرة إلى وجود طالبتين ضمن أوائل المسار التكنولوجي وطالبتين ضمن أوائل المسارين العلمي والأدبي.
وأضافت وضحى أن المدرسة بسطت طريق النجاح أمام الطالبات بفضل الدور الكبير الذي لعبته المعلمات اللاتي لم يتوقفن عن العمل على مدار العام، سواء إذا كن في حجر صحي أو أونلاين أو داخل المدرسة، موضحة أن المعلمات قدمن مصلحة الطالبات على مصالحهن بالعمل على مدار اليوم في الفترة الصباحية بحصصهن أو في الفترة المسائية بالحصص الإثرائية والتجاوب السريع مع استفسارات الطالبات.
وأكدت أن أداء المعلمات وإدارة المدرسة نال امتنان وشكر أولياء الأمور لانعكاساته الإيجابية على نتائج أبنائهم في الشهادة الثانوية واجتيازهم التحديات التي شهدها العام الأكاديمي بسبب ظروف كورونا والدراسة ما بين الأونلاين والحضور المدرسي.
ومن العوامل التي ساعدت في تميز طالبات المدرسة، تقول المديرة إنه في بداية العام الدراسي الأكاديمي 2020 / 2021 قامت المدرسة بردم الفجوة التعليمية التي حدثت بفعل جائحة كورونا في العام الماضي لدى طالبات الصف الثاني عشر عبر تكثيف قنوات الدعم والمواد الإثرائية خاصة في المواد العلمية، إضافة إلى أن التأسيس القوي لمجمع مدارس البيان يعتبر حجر أساس في وجود 4 طالبات ضمن قائمة الأوائل لهذا العام.
وأوضحت أن المدرسة حرصت على تشجيع الطالبات لاختيار المسارين العلمي والتكنولوجي تحقيقا لرؤية الدولة ووزارة التعليم في تزويد المجتمع بخريجين في تلك التخصصات، مؤكدة أن مدرستها من المدارس القليلة التي تتيح لطالباتها المسار التكنولوجي وأنها خرجت هذا العام 65 طالبة في هذا المسار إضافة إلى 100 طالبة في المسار العلمي.
وضمت قائمة أوائل الشهادة الثانوية 4 طالبات من مدرسة البيان وهن: غالية محمد العبدالله بنسبة 99.06%، والدانة عبدالله المنصوري بنسبة 99.31%، وغالية سعد الكعبي بنسبة 97.25%، وشهد عبدالعزيز الجابر بنسبة 97.69%.
مديرة مدرسة «الوكرة»: حصاد جهود تطوير قدرات المعلمين
اعتبرت الأستاذة زينب الرياشي مديرة مدرسة الوكرة الثانوية أن وجود طالبات من المدرسة في قائمة الأوائل يرجع إلى الجهود التي تبذلها الكوادر التدريسية وتطوير المعلمات من أنفسهن بما يخدم من المستوى التعليمي المقدم للطالبات ويساعدهن على التفوق والتميز وليس النجاح فحسب.
وقالت زينب إن التفوق يكون نابعاً من الطالبات أنفسهن أولاً ثم يكون دور المدرسة في الحفاظ وتنمية هذا التفوق، موضحة أن الطالبة فاطمة السعدي الحاصلة على 100% كانت تبذل جهداً كبيراً منذ دخولها إلى المدرسة ولم تعتمد على الدروس الخصوصية مثل الأخريات.
وأضافت أن المدرسة بدورها حرصت على تدريب المعلمات بشكل مكثف خاصة في الورش التي تقدمها وزارة التعليم مما ساعد في وجود 15 معلمة حاصلة على شهادة معلم خبير و24 معلمة حاصلة على شهادة معلم مهارات القرن الواحد والعشرين من مايكروسوفت، موضحة أن تلك الأمور ساعدت المعلمات في مساعدة الطالبات وأولياء أمورهن لتذليل العراقيل والصعاب.
وذكرت أن قسم الإرشاد في المدرسة يحث الطالبات على اختيار المسارين العلمي والتكنولوجي كجزء من الجهود للدفع بتحقيق رؤية «قطر 2030» ودعم مسيرة القيادة.
وأكدت أن ذلك انعكس على وجود 20 طالبة في الدفعة الأولى من المسار التكنولوجي، إضافة لوجود 3 صفوف في المسار العلمي، وأن نسبة النجاح لطالبات الصف الثاني عشر بلغت هذا العام 90%، ووصفت هذه النسبة بالممتازة مقارنة بالظروف التي فرضتها جائحة كورونا على التعليم.