ناجون يروون صورا مرعبة عن اعتداء مطار إسطنبول
حول العالم
29 يونيو 2016 , 03:27م
أ.ف.ب
كتلة من اللهب وصراخ وإطلاق نار، بعض مما يرويه الناجون من الاعتداء الذي نفذه ثلاثة انتحاريين وأثار الذعر بين آلاف المسافرين في مطار أتاتورك في إسطنبول مساء أمس الثلاثاء وأوقع 41 قتيلا على الأقل.
روى زوجان كانا عائدين من عطلة كيف اختبآ داخل خزانة محل لتصفيف الشعر في حين كانا يسمعان دوي إطلاق النار في الخارج، راجيين ألا يعثر المسلحون عليهما.
واختبأ ناجون آخرون تحت مكاتب تسجيل السفر والأمتعة. ووسط الفوضى، شاهد بعضهم الرعب على هواتفهم الجوالة او نقلوا ما شهدوه على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين ظل كثيرون لساعات لا يعرفون إن كان إخوتهم وأصدقاؤهم أحياء أم أمواتا.
ووصف الناجون مشاهد من الرعب والخوف تفطر القلوب بعد أن فجر المهاجمون ثلاث قنابل وراحوا يطلقون النار بلا تمييز داخل القاعة الرئيسية للمطار.
وقتل على الأقل 41 شخصا وأصيب نحو 240 بجروح في الاعتداء الأسوأ من بين أربع اعتداءات شهدتها اسطنبول هذه السنة، في حين وجهت السلطات الاتهام إلى تنظيم الدولة.
ونقلت كاميرات المراقبة صور الركاب وهم يجرون هاربين مساء أمس الثلاثاء في حين تشكلت كرة من النار عند أحد المداخل. وأظهرت صور أخرى مسلحا بملابس سوداء يفجر نفسه بعد أن أطلق عليه شرطي النار وطرحه أرضا.
واختلطت الأمتعة المتروكة مع الزجاج المهشم فوق الأرض المغطاة بالدماء.
ومع محاولة الركاب الهرب في كل الاتجاهات كان آخرون يبحثون عن مرافقيهم لمعرفة إن كانوا قد نجوا.
كانت عطفة محمد عبدالله تسجل أمتعتها عندما رأت مهاجما يسحب بندقية مخبأة ويبدأ باطلاق النار.
وقالت لتلفزيون فرانس برس "أطلق رشقتين، ثم بدأ بإطلاق النار على الناس هكذا، كما لو أنه سيد المكان".
أضافت: "ثم رأيت أختي تجري، لا أعرف بأي اتجاه. كانت تجري وبعدها شعرت بأني أهوي إلى الأرض. بقيت على الارض حتى انتهى من اطلاق النار. لم اعثر على شقيقتي بعد وليس لدي شيء، كل شيء في الداخل".
كانت اليابانية يومي كويي تنتظر رحلتها إلى طوكيو عندما بدأ الهجوم ووجدت نفسها وسط حشد يسحبها في أثناء هربه. "سمعت إطلاق نار، كان الأمر مخيفا، استحوذ الخوف على الجميع".
وقال رجل الأعمال من لاتفيا ريتشاردس كالنينس لفرانس برس إن من كانوا داخل قاعة السفر ما كان بوسعهم معرفة ما يحدث.
وقال: "كانت هناك حالة من الذعر. الناس كانوا يجرون ويصرخون. لم أعرف ما يجري. اعتقدت في البدء أن هناك شجارا أو شيئا من هذا النوع. لم يكن لدي أي فكرة".
وأضاف: "ثم بدأ الناس يقولون إن هناك انفجارا، هناك إطلاق نار. عمت الفوضى. ثم وخلال الساعات القليلة التالية كانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يجري هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال "بالحرف الواحد، عندما كنا مختبئين على بعد مئتي متر، أخرج شخص هاتفه لنشاهد الصور التي التقطها عما يحدث على بعد مئتي متر، كان الأمر لا يصدق".
روى الصحافي العراقي ستيفن نبيل الذي يعمل في نيويورك والذي كان عائدا من عطلة، كيف أرسل عدة تغريدات عن الاعتداء على تويتر.
وكتب في إحدى تغريداته أنه ترك زوجته في المقهى وذهب ليحضر طعاما من طابق آخر عندما "سمعت إطلاق نار، فجريت باتجاهها". "نزلت درجات السلم فوجدت القاعة فارغة والإرهابي يطلق النار باتجاهنا".
كتب في أخرى، "عندها لجأنا إلى صالون حلاقة واختبأنا في إحدى خزائنه. أمضينا 45 دقيقة مختبئين بانتظار أن يفتح أحدهم الباب علينا". "على وقع إطلاق النار".
وقالت الموظفة الإدارية في جامعة في جنوب أفريقيا جودي فافيش أنها كانت عائدة إلى بلادها من آيرلندا، وعندما بدأ اطلاق النار وبدأ الجميع يجري، اختبأت تحت مكتب تسجيل الأمتعة مع الموظفين.
وأضافت لموقع تلفزيون "أخبار أفريقيا" الإلكتروني "بعد عشر دقائق قال لنا أحدهم إن علينا أن نغادر المكان وقادنا ونحن نجري إلى الطابق الأسفل. كان معنا جريحان وكانا ينزفان ويرتجفان خوفا".
وأضافت "أصيب شخصان بصدمة. بقينا هناك لساعتين تقريبا ثم قالوا لنا إنه يمكننا المغادرة".
وقالت "مشينا عبر قاعات المطار وكانت الأرض مغطاة بالدماء والحطام. عمت الفوضى كل مكان. كان الأمر مرعبا".
ح.أ/س.س