اكتسبت زيارة الدولة التي بدأها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية اليونان، أمس، بعدا جديدا، في ظل تطور العلاقات المطرد بين البلدين، وتطلعاتهما المشتركة نحو تعاون وثيق وشراكة متينة، والرغبة المتبادلة لقيادات البلدين في توسيع سبل التنمية وتنويع التعاون في المجالات كافة، لا سيما أن البلدين يشهدان نموا اقتصاديا واضحا ويمتلكان إمكانات كبيرة لتطوير الاستثمارات، خاصة في مجالات: الطاقة والتجارة والنقل والثقافة والتعليم والسياحة والرياضة، كما تمثل هذه الزيارة فرصة كبيرة لتبادل الرأي حول التطورات الأخيرة في المواقف الإقليمية والدولية.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد استقبل دولة السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء الجمهورية اليونانية، بمكتب سموه في قصر لوسيل بالدوحة في الرابع والعشرين من فبراير الماضي. وجرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف مجالات التعاون، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتعد تلك الزيارة هي الثانية لدولة رئيس الوزراء اليوناني إلى الدوحة، بعد زيارته الأولى في الثاني والعشرين من أغسطس 2022.
وتعود العلاقات الرسمية بين البلدين إلى عام 2007، حيث تم افتتاح سفارتي البلدين في العاصمتين أثينا والدوحة. وقد زار فخامة رئيس الجمهورية اليونانية السابق كارلوس بابولياس الدوحة عام 2006، بينما زار صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني العاصمة اليونانية في عام 2007، ثم تواصل تطوير العلاقات الثنائية بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات: التجارة والإعلام، والنقل الجوي والتعاون العسكري، والسياحة والثقافة، والطاقة والاستثمارات والغاز الطبيعي المسال، والاشتراك في المشاريع المقامة في البلدين.
ومنذ عقد أول دورة للمنتدى الاقتصادي العربي اليوناني في 2006/9/14، شاركت رابطة رجال الأعمال القطريين في المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني الأول في أثينا تحت شـعار «علاقات تاريخية - وآفاق جديدة للتعاون» في إطار تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين اليونان والبلاد العربية، واحتفالا بالعيد الفضي لتأسيس الغرفة التجارية.
وفي عام 2008، تم توقيع اتفاقية قطرية يونانية لتجنب الازدواج الضريبي.. كما تجمع البلدين اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني، وصادقت عليها دولة قطر في 2009/9/15، كما تم التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مايو 2010 لتعديل بعض أحكام اتفاقية النقل الجوي، وتبادل الأخبار بين الوكالتين الرسميتين للبلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي وقطاع الطاقة، في ظل انفتاح دولة قطر على المشروعات بمجال الطاقة وصناعاتها، ومساهمة الشركات اليونانية في الأعمال الإنشائية القطرية.
وفي إطار تعزيز التعاون بين البلدين، شاركت دولة قطر خلال عامي 2016 و2017 في نسختين من «مؤتمر القمة للاتحاد الأوروبي والعالم العربي»، الذي عقد في أثينا، بهدف دعم الشراكة والتعاون في مختلف المجالات، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وفي الثاني من شهر مايو 2019، افتتح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك «ملتقى الأعمال القطري اليوناني»، حيث شدد على حرص دولة قطر على الاستثمار في اليونان، سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص، وتنويع الاقتصاد القطري من خلال تنفيذ استراتيجيات وبرامج رؤية قطر الوطنية 2030.
بدوره، أكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، خلال جلسات الملتقى، وجود مشروعات مشتركة و8 شركات يونانية، ونحو 56 شركة مشتركة تعمل بالسوق القطرية في قطاعات متنوعة منها التجارة والمقاولات والهندسة والبناء والاستشارات الصناعية والديكور والشحن والخدمات البحرية، ولفت إلى أنه في نطاق الملاحة الجوية فإن الخطوط الجوية القطرية أضافت وجهتين، بالإضافة إلى أثينا وهما مدينة سالونيك وجزيرة ميكونوس، مشيرا إلى تفعيل اتفاقية الإعفاء عن التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة التي دخلت حيز النفاذ.
وتشمل العلاقات المتطورة بين البلدين اتفاقية بشأن الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة أو الخاصة سارية المفعول، والتي تم اصدارها في 2019/5/2، وصادقت عليها دولة قطر في 2020/3/2.